حديث: يمشي حافيًا وناعلًا ويشرب قائمًا وقاعدًا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب تخيير المسافر بين الصيام والإفطار

عن عمران بن حصين، قال: كان النبيّ ﷺ يمشي حافيًا وناعلًا، ويشرب قائمًا وقاعدًا، وينفتل عن يمينه وعن يساره، ويصوم في السفر ويفطر.

حسن: رواه البزار -كشف الأستار (٩٩٣) -، عن الحسين بن يحيى الأرزيّ، ثنا موسى بن إسماعيل، ثنا هارون بن موسى، عن حسين المعلم، عن عبد الله بن بريدة، عن عمران بن حصين، فذكره.

عن عمران بن حصين، قال: كان النبيّ ﷺ يمشي حافيًا وناعلًا، ويشرب قائمًا وقاعدًا، وينفتل عن يمينه وعن يساره، ويصوم في السفر ويفطر.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث شريف رواه الإمام أحمد في مسنده، والإمام الترمذي في سننه، وغيرهما، عن الصحابي الجليل عمران بن حصين رضي الله عنه، وهو حديث عظيم يجمع عددًا من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في عاداته اليومية، مما يدل على سماحة الإسلام ويسره.

أولاً. شرح المفردات:


* يمشي حافيًا وناعلًا: الحافي هو الذي ليس في رجليه نعل (حذاء)، والناعل هو المنتعل.
* ينفتل: ينصرف ويولي. والمقصود انصرافه من الصلاة.
* عن يمينه وعن يساره: أي قد ينصرف من صلاته متجهًا إلى الجهة اليمنى، وقد ينصرف متجهًا إلى الجهة اليسرى.

ثانيًا. شرح الحديث:


يذكر الصحابي عمران بن حصين رضي الله عنه مجموعة من الأفعال التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعلها على وجه التخيير والتنويع، وليس على وجه الإلزام والحتم، ليبين للأمة أن هذه الأمور من باب العادات والسعة، وليست من العبادات المقيدة بشكل محدد. ويمكن تفصيلها كالتالي:
1- كان يمشي حافيًا وناعلًا:
* هذا من هديه صلى الله عليه وسلم في اللباس، فلم يكن يلزم نفسه دائماً بلبس النعل، بل كان يفعلهما حسب الحاجة والظرف. فالمشي حافيًا أحيانًا فيه تواضع وعدم تكلف، والمشي بنعل فيه حفظ للرجلين وتنعم بما أباح الله. وهو إشارة إلى أن استخدام المباحات من اللباس وغيره يكون حسب الحاجة والظرف.
2- ويشرب قائمًا وقاعدًا:
* كان من هديه صلى الله عليه وسلم الشرب وهو جالس، وهذا هو الأكثر والأعتياد، ولكنه صلى الله عليه وسلم شرب قائمًا أيضًا ليبين الجواز ويزيل الحرج عن الأمة. فقد روى مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "سقيت النبي صلى الله عليه وسلم من زمزم فشرب وهو قائم". فهذا دليل على أن النهي عن الشرب قائمًا الذي ورد في بعض الأحاديث محمول على الكراهة التنزيهية وليس التحريم، أو أنه منسوخ بفعله صلى الله عليه وسلم. والقاعدة: "تركه صلى الله عليه وسلم للشيء لا يدل على تحريمه إذا فعله في موضع آخر".
3- وينفتل عن يمينه وعن يساره:
* المقصود انصرافه من الصلاة. فكان صلى الله عليه وسلم ينصرف عن يمينه (أي يستدير لجهة اليمين فيخرج من المصلى) تارة، وعن يساره تارة أخرى. وهذا بيان للجواز والسعة في هذا الأمر. ولم يحدد الإسلام طريقة واحدة للانصراف من الصلاة، بل left it as a matter of habit and convenience.
4- ويصوم في السفر ويفطر:
* هذا من أعظم ما يدل على يسر الإسلام ورفعه للحرج. فصوم رمضان ركن من أركان الإسلام، ولكن للمسافر رخصة الفطر. وكان هدي النبي صلى الله عليه وسلم التخيير بين الصوم والفطر في السفر، حسبما هو أرفق به وبأصحابه. فكان يصوم أحيانًا كما في غزوة الفتح، ويفطر أحيانًا كما في غزوة بدر. والسنة للمسافر أن يتقي الله ما استطاع، فإن شق عليه الصوم أفطر، وإن كان الصوم يسيرًا عليه ولا مشقة فيه فله أن يصوم.

ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:


1- سماحة الإسلام ويسره: يجمع هذا الحديث صورًا متعددة من يسر الشريعة ورفعها للحرج عن العباد، في المأكل والمشرب والملبس والسفر والعبادة.
2- التخيير والتنويع في العادات: يبين الحديث أن كثيرًا من الأمور العادية التي يعتادها الإنسان فيها سعة واختيار، وليست محصورة في شكل واحد. وهذا من كمال الدين وتمام النعمة.
3- التوازن في الحياة: المشي حافيًا تارة وناعلًا تارة أخرى يدل على التوازن وعدم التكلف، والاستفادة من المباحات دون إسراف أو تقتير.
4- رفع الحرج عن الأمة: فعل النبي صلى الله عليه وسلم هذه الأشياء على وجه التخيير كان لتعليم الأمة أن الدين ليس فيه حرج أو تضييق، كما قال تعالى: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ}.
5- اتباع السنة بفهمها الصحيح: ليس المقصود من السنة تقليد كل فعل من أفعال النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الأمور العادية على وجه الإلزام، بل فهم أن هذه الأمور مباحة وجائزة، وله أن يفعل ما هو أصلح وأرفق بحاله.

رابعًا. معلومات إضافية:


* هذا الحديث من جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم، حيث جمع فيه عدة أحكام في عبارة موجزة.
* يستدل العلماء بهذا الحديث على قواعد فقهية مهمة، مثل: "الأصل في الأشياء الإباحة"، و"رفع الحرج في الشريعة".
* يظهر في الحديث جانب من جوانب القدوة العملية من النبي صلى الله عليه وسلم، حيث لم يكتفِ بالأقوال فقط بل بيّن الأحكام بأفعاله.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البزار -كشف الأستار (٩٩٣) -، عن الحسين بن يحيى الأرزيّ، ثنا موسى بن إسماعيل، ثنا هارون بن موسى، عن حسين المعلم، عن عبد الله بن بريدة، عن عمران بن حصين، فذكره.
قال البزار: «وهذا رواه حسين، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده. ورواه هارون، عن حسين، عن ابن بريدة، عن عمران.
وهارون ليس به بأس، وزاد: «ويصوم في السفر ويُفطر«، ولا نحفظ هذا عن عمرو بن شعيب.
ولو حفظناه كان هذا الإسناد أحسن من ذلك، وإن كان ذلك هو المعروف» انتهى.
قال الأعظمي: بل فيه كما الآتي:

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 307 من أصل 428 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يمشي حافيًا وناعلًا ويشرب قائمًا وقاعدًا

  • 📜 حديث: يمشي حافيًا وناعلًا ويشرب قائمًا وقاعدًا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يمشي حافيًا وناعلًا ويشرب قائمًا وقاعدًا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يمشي حافيًا وناعلًا ويشرب قائمًا وقاعدًا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يمشي حافيًا وناعلًا ويشرب قائمًا وقاعدًا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب