حديث: شرب النبي ﷺ ماء وهو صائم في السفر

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب تخيير المسافر بين الصيام والإفطار

عن أنس، قال: إنّ رسول الله ﷺ كان في سفر ومعه أصحابه، فشقَّ عليهم الصوم، فدعا رسول الله ﷺ بإناء فيه ماء فشرب -وهو على راحلته-، والناس ينظرون إليه.

حسن: رواه ابن خزيمة (٢٠٣٩)، والطحاوي (٣١٥٦) كلاهما من حديث ابن أبي مريم، قال: أنا يحيى بن أيوب، قال: حدثني حميد، أن بكر بن عبد الله المزني، حدثه قال: سمعت أنس بن مالك يقول (فذكر الحديث).

عن أنس، قال: إنّ رسول الله ﷺ كان في سفر ومعه أصحابه، فشقَّ عليهم الصوم، فدعا رسول الله ﷺ بإناء فيه ماء فشرب -وهو على راحلته-، والناس ينظرون إليه.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ﷺ، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من أحاديث الرحمة والتيسير في الشريعة الإسلامية، وهاك شرحه الوافي على منهج أهل السنة والجماعة:

الحديث:


عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: إنّ رسول الله ﷺ كان في سفر ومعه أصحابه، فشقَّ عليهم الصوم، فدعا رسول الله ﷺ بإناء فيه ماء فشرب -وهو على راحلته-، والناس ينظرون إليه.
(رواه البخاري ومسلم)


1. شرح المفردات:


● في سفر: أي في رحلة أو انتقال من مكان إلى آخر، والسفر في الشرع له أحكام خاصة منها قصر الصلاة والإفطار في رمضان.
● شقَّ عليهم الصوم: أي صار الصوم ثقيلاً عليهم ومتعباً لهم بسبب مشقة السفر.
● بإناء: وعاء يُشرب منه، كقدح أو كوب.
● وهو على راحلته: أي كان جالساً على دابته التي يركبها في السفر.
● ينظرون إليه: أي يعتبرون بفعله ويقتدون به.


2. شرح الحديث:


يصور لنا هذا الحديث المشهد النبوي الرحيم، حيث كان النبي ﷺ وأصحابه في سفر، وكان بعضهم صائماً في نهار رمضان، فلما أحسّ النبي ﷺ بأن الصوم قد شق عليهم بسبب مشقة السفر والتعب، أراد أن يعلّمهم الرخصة الشرعية ويبين لهم أن الدين يسر لا عسر.
فدعا بإناء فيه ماء وشرب أمام الجميع وهو على راحلته، ليكون ذلك عملياً بياناً للإذن بالإفطار في السفر، وحثاً لهم على الأخذ بالرخصة وعدم التشدد على النفس.


3. الدروس المستفادة منه:


1- بيان حكم الإفطار في السفر: الحديث دليل على جواز الإفطار في السفر للمسافر، بل هو من رخص الله تعالى التي ينبغي للمسلم أن يقبلها ولا يتنطع فيها.
2- التيسير ورفع الحرج: من مقاصد الشريعة الإسلامية التيسير على العباد ورفع المشقة عنهم، قال تعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ}.
3- التعليم العملي: النبي ﷺ لم يكتفِ بالإخبار عن الرخصة، بل طبّقها عملياً ليكون أوقع في النفوس وأبلغ في التعليم.
4- القدوة الحسنة: النبي ﷺ قدوة للمسلمين في كل شيء، وهو هنا يبين كيفية الأخذ بالرخصة حتى لا يظن أحد أن في ذلك نقصاً أو تقصيراً.
5- مراعاة أحوال الصحابة: النبي ﷺ كان يراعي أحوال أصحابه ويخفف عنهم، مما يدل على رحمته ﷺ وشفقته على أمته.


4. معلومات إضافية مفيدة:


● حكم صوم المسافر: الأصل في صوم المسافر أنه يجوز له الصوم والإفطار، لكن الإفطار أفضل إذا شق عليه الصوم، لقوله تعالى: {وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ}.
● هل الأفضل الصوم أم الإفطار؟: إذا لم يكن هناك مشقة، فالصوم أفضل لمن قوي عليه، أما إذا وجدت مشقة فالإفطار أفضل.
● الاقتداء بالنبي ﷺ: ينبغي للمسلم أن يقتدي بالنبي ﷺ في الأخذ بالرخص وعدم التشدد على النفس، فإن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه.

أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن خزيمة (٢٠٣٩)، والطحاوي (٣١٥٦) كلاهما من حديث ابن أبي مريم، قال: أنا يحيى بن أيوب، قال: حدثني حميد، أن بكر بن عبد الله المزني، حدثه قال: سمعت أنس بن مالك يقول (فذكر الحديث).
وإسناده حسن من أجل الكلام في يحيى بن أيوب الغافقي إلا أنه حسن الحديث. كما انه توبع في الأسانيد الآتية.
رواه الإمام أحمد (١٢٢٦٩) عن روح بن عبادة، حدّثنا هشام بن حسان، عن حميد الطويل، عن انس بن مالك، فذكره مختصرًا.
ورواه الإمام أحمد أيضًا (١٣٤٢٩، ١٣٦١٩)، وأبو يعلى (٣٨٠٦) من أوجه أخرى عن حميد، عن أنس بن مالك.
وحميد هو ابن أبي حميد الطويل رمي بالتدليس، ويقال: إنه لم يسمع من أنس إلا أربعة وعشرين حديثًا، والباقي سمعها من ثابت البناني عنه، وثابت البناني ثقة، ولذا تحمّل الأثقة عنعته، وهنا يحيى بن أيوب الغافقي أقام الإسناد بذكر الواسطة بينهما إن كان حفظه لأنه كان يخطئ.
وفي الباب ما رُوي عن ابن مسعود: «أنّ رسول الله ﷺ كان يصوم في السفر ويفطر، ويصلي ركعتين لا يدعهما يقول: لا يزيد عليهما يعني الفريضة».
رواه الإمام أحمد (٣٨١٣)، وأبو يعلى (٥٣٠٩)، والبزار - كشف الأستار (٩٩٢) والطحاوي في شرحه (١/ ٣٣٣) كلهم من حديث روح بن عبادة، حدّثنا سعيد بن أبي عروبة، عن عبد السلام، عن حماد، عن إبراهيم، عن علقمة، عن ابن مسعود، فذكره.
قال البزار: لا نعلمه عن عبد الله (ابن مسعود) إلا بهذا الإسناد، ولا رواه عن عبد السلام إلا ابن أبي عروبة.
وفيه عبد السلام هو ابن أبي الجنوب ضعيف جدًّا من رجال ابن ماجه. ووهم الحافظ الهيثمي في «المجمع» (٣/ ١٥٨) فقال: «رجال أحمد رجال الصحيح»، ظنا منه أنه عبد السلام بن حرب الملائي من رجال الشيخين كما وهم غيره.
وكان الحافظ ممن ظنَّ أولًا أنه ابن حرب، ثم ظهر له أنه ابن أبي الجنوب كما ذكره في «التعجيل» (٦٥٧) مستدلًا برواية ابن عدي في «الكامل» في ترجمة عبد السلام بن أبي الجنوب من طريق روح بن عبادة بهذا الإسناد.
وقال بعد تخريجه (أي ابن عدي): «عبد السلام المذكور في هذا الإسناد يقال: هو ابن أبي الجنوب، حدَّث عنه سعيد بن أبي عروبة بهذا الإسناد» انتهى كلام ابن عدي.
ثم قال الحافظ -متعقبًا على الحسيني في قوله: «عبد السلام، عن حماد بن أبي سليمان مجهول»-: «وظهر أنه معروف، ورواية ابن أبي عروبة عنه رواية الأقران، وابن أبي الجنوب ضعيف عندهم. ولم أر له رواية عن حماد بن أبي سليمان» انتهي.
وفي الباب أيضًا ما روي عن سنان بن المحبق الهذلي، عن أبيه، قال: قال رسول الله ﷺ: «من كانت له حمولة تأوي إلى شبع فليصم رمضان حيث أدركهـ».
رواه أبو داود (٢٤١٠) عن حامد بن يحيى، ثنا هشام بن القاسم، ح.
وثنا عقبة بن مُكْرم، ثنا أبو قتيبة -المعنى-، قالا: ثنا عبد الصمد بن حبيب بن عبد الله الأزدي، حدثني حبيب بن عبد الله، قال: سمعت سنان بن سلمة بن المحبق الهذلي يحدث، فذكره.
وقال أبو داود (٢٤١١): وحدّثنا نصر بن المهاجر، حدّثنا عبد الصمد. يعني ابن عبد الوارث - حدّثنا عبد الصمد بن حبيب، قال: حدثني أبي، عن سنان بن سلمة، عن سلمة بن المحبق، قال: قال رسول الله ﷺ: «من أدركه رمضان في السفر» فذكر معناه.
أعلّه المنذري بعبد الصمد بن حيب الأزدي العَدْوي البصريّ، ونقل عن البخاري أنه قال: «لين الحديث». وقال أيضًا: منكر الحديث، ذاهب الحديث، ولم يعدَّه هذا الحديث شيئًا». وضعّفه أيضًا أحمد». وذكر له أبو جعفر العقيلي هذا الحديث: وقال: لا يتابع عليه، ولا يعرف إلا
به» انتهى.
وقوله: «الحمولة» بفتح الحاء -كلّ ما يركب عليه من إبل أو حمار وغيرهما. وفي القرآن: ﴿وَمِنَ الْأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشًا﴾ [سورة الأنعام: ١٤٢].
ومعنى قوله: «تأوي إلى شبع» أي يأوي صاحبها إلى مكان يشبع فيه بأن يكون معه زاد فعليه أن يصوم سواء كان السفر طويلًا أو قصيرًا؛ لأنه لا مشقة ولا عناء فيه.
وفيه إيجاب الصوم على المسافر الذي لا يجد مشقة.
وفيه نكارة وشذوذ لما صحَّ في «الصَّحيح» أنَّ المسافر مخيّر بين الإفطار والصوم، ولعلّ البخاريّ حكم على عبد الصمد بن حبيب بأنه منكر الحديث من اجل روايته هذا الحديث الذي لا يتابع عليه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 309 من أصل 428 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: شرب النبي ﷺ ماء وهو صائم في السفر

  • 📜 حديث: شرب النبي ﷺ ماء وهو صائم في السفر

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: شرب النبي ﷺ ماء وهو صائم في السفر

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: شرب النبي ﷺ ماء وهو صائم في السفر

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: شرب النبي ﷺ ماء وهو صائم في السفر

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, December 18, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب