حديث: أولئك العصاة أولئك العصاة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب استحباب الإفطار في السفر لأجل التَّقَوِّي على القتال وخدمة الرفقاء ونحو ذلك

عن جابر بن عبد الله، أنَّ رسول الله ﷺ خرج عام الفتح إلى مكة في رمضان، فصام حتّى بلغ كراع الغميم، فصام الناس، ثمّ دعا بقدح من ماء، فرفعه، حتّى نظر الناسُ إليه، ثمّ شرب، فقيل له بعد ذلك: إنّ بعض الناس قد صام؟ فقال: «أولئك العُصاة، أولئك العصاة».
وزاد في رواية: «إنَّ الناس قد شقَّ عليهم الصيام، وإنَّما ينظرون فيما فعلت، فدعا بقدح من ماء بعد العصر».

صحيح: رواه مسلم (١١١٤) من طريق جعفر، عن أبيه، عن جابر، فذكره.

عن جابر بن عبد الله، أنَّ رسول الله ﷺ خرج عام الفتح إلى مكة في رمضان، فصام حتّى بلغ كراع الغميم، فصام الناس، ثمّ دعا بقدح من ماء، فرفعه، حتّى نظر الناسُ إليه، ثمّ شرب، فقيل له بعد ذلك: إنّ بعض الناس قد صام؟ فقال: «أولئك العُصاة، أولئك العصاة».
وزاد في رواية: «إنَّ الناس قد شقَّ عليهم الصيام، وإنَّما ينظرون فيما فعلت، فدعا بقدح من ماء بعد العصر».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه وغيره عن الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنه:

الحديث:


عن جابر بن عبد الله، أنَّ رسول الله ﷺ خرج عام الفتح إلى مكة في رمضان، فصام حتّى بلغ كراع الغميم، فصام الناس، ثمّ دعا بقدح من ماء، فرفعه، حتّى نظر الناسُ إليه، ثمّ شرب، فقيل له بعد ذلك: إنّ بعض الناس قد صام؟ فقال: «أولئك العُصاة، أولئك العصاة». وزاد في رواية: «إنَّ الناس قد شقَّ عليهم الصيام، وإنَّما ينظرون فيما فعلت، فدعا بقدح من ماء بعد العصر».


1. شرح المفردات:


● عام الفتح: أي فتح مكة في السنة الثامنة للهجرة.
● كراع الغميم: موضع قريب من مكة، بين مكة والمدينة، وهو مكان معروف.
● قدح من ماء: إناء فيه ماء.
● العصاة: جمع عاصٍ، أي الذين خالفوا أمر النبي ﷺ.
● شق عليهم الصيام: وجدوا مشقة وعناءً في الصوم.


2. شرح الحديث:


في هذا الحديث يخبرنا الصحابي جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن النبي ﷺ خرج من المدينة إلى مكة في شهر رمضان عام الفتح، وكان صائمًا هو ومن معه من الصحابة. فلما وصلوا إلى مكان يسمى "كراع الغميم"، رأى النبي ﷺ أن الصيام يشق على الناس بسبب السفر والمشقة، فدعا بقدح من الماء ورفعه حتى رآه الناس، ثم شرب منه، أي أفطر أمامهم ليعلمهم أن الإفطار في السفر جائز بل مستحب عند المشقة.
ولكن بعض الناس استمروا في الصيام، مع أن النبي ﷺ أفطر ليعلمهم الرخصة، فبلغه أن بعضهم صام، فقال: «أولئك العصاة، أولئك العصاة». وفي رواية أخرى بين النبي ﷺ سبب فعله، فقال: «إن الناس قد شق عليهم الصيام، وإنما ينظرون فيما فعلت»، أي أن الناس يتأسون بفعله، فلما رأوا المشقة أفطر ليعلمهم الرخصة.


3. الدروس المستفادة منه:


1- جواز الإفطار في السفر: الحديث دليل على أن المسافر يجوز له الفطر في رمضان، خاصة إذا وجد مشقة، بل إن النبي ﷺ فعل ذلك ليعلم أمته الرخصة.
2- اتباع النبي ﷺ في الرخص: النبي ﷺ لم يفطر سرًا، بل رفع القدح حتى يراه الناس، ليعلمهم أن هذه رخصة من الله، فلا ينبغي للمسلم أن يتشدد على نفسه فيما شرع الله فيه التيسير.
3- ذم المخالفة بعد البيان: الذين استمروا في الصيام بعد أن أفطر النبي ﷺ وبيَّن لهم الرخصة، وصفهم النبي ﷺ بالعصاة، لأنهم خالفوا أمره وعملوا بخلاف ما فعل، مع أن فعله كان بيانًا للرخصة.
4- مراعاة أحوال الناس: النبي ﷺ رأى أن الصيام شاق على الناس، فرفع المشقة عنهم بالإفطار، وهذا من رحمته ﷺ بأمته.
5- التيسير وعدم التنطع: الإسلام دين يسر، والتنطع والتشدد في الدين مذموم، خاصة في مواضع الرخصة.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أصل في باب رخص السفر، وفيه أن الإفطار في السفر جائز بل مستحب عند المشقة، ومن صام مع المشقة فقد خالف السنة.
- العلماء استدلوا بهذا الحديث على أن الأفضل للمسافر الإفطار إلا إذا لم يجد مشقة، لكن من صام فلا إثم عليه، لكنه خالف الأولى.
- قول النبي ﷺ: «أولئك العصاة» ليس معناه أنهم كفار، بل يعني أنهم عصوا بأخذهم بالعزيمة وتركهم الرخصة، مع أن النبي ﷺ بيَّن لهم الرخصة.
- في الحديث دليل على أن فعل النبي ﷺ أمام الناس يكون بيانًا للشرع، وأنه يجب على المسلمين اتباعه في ذلك.

أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، وأن يوفقنا لاتباع سنة نبيه ﷺ، وأن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم (١١١٤) من طريق جعفر، عن أبيه، عن جابر، فذكره.
وجعفر هو ابن محمد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب.
وقوله: «أولئك العصاة، أولئك العصاة» قال ابن حبَّان في «صحيحه» (٨/ ٣١٨): «إنَّما
أطلق عليهم هذه اللفظة بتركهم الأمر الذي أمرهم به، وهو الإفطار، لا أنّهم صاروا عصاة بصومهم في السَّفر».
وقال الشافعي: معنى قوله: (أولئك العصاة) هذا إذا لم يحتمل قلبُه قبول رخصة الله، فأما من رأي الفطر مباحًا وصام وقوي على ذلك، فهو أعجب إليَّ». ذكره الترمذيّ (٧١٠).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 315 من أصل 428 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أولئك العصاة أولئك العصاة

  • 📜 حديث: أولئك العصاة أولئك العصاة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أولئك العصاة أولئك العصاة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أولئك العصاة أولئك العصاة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أولئك العصاة أولئك العصاة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب