حديث: لذة النظر إلى وجهك

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في رؤية المؤمنين ربّهم يوم القيامة دون الكفّار

عن عمّار بن ياسر، وكان من دعاء النبيّ ﷺ: «وأسألك لذّةَ النّظرِ إلى وجهك».

صحيح: رواه النسائيّ (١٣٠٥) عن يحيى بن حبيب بن عربي، قال: حدّثنا حمّاد، قال: حدّثنا عطاء بن السّائب، فذكره.

عن عمّار بن ياسر، وكان من دعاء النبيّ ﷺ: «وأسألك لذّةَ النّظرِ إلى وجهك».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد، فحديث عمّار بن ياسر رضي الله عنه الذي ذكر فيه من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: «وَأَسْأَلُكَ لَذَّةَ النَّظَرِ إِلَى وَجْهِكَ» حديث عظيم، يدل على شرف المقصد وعلو الهمة، وسأشرحه لكم على النحو التالي:

1. شرح المفردات:


● لَذَّةَ: أقصى سرور وبهجة وحلاوة يشعر بها الإنسان، وهي هنا ليست لذة حسية عابرة، بل لذة روحية عظمى.
● النَّظَرِ: الرؤية والمشاهدة بالعين، ولكنها هنا رؤية خاصة ليست كرؤية الخلق، بل رؤية المؤمنين لربهم في الجنة.
● وَجْهِكَ: المقصود وجه الله تعالى، وهو من صفات الله التي تليق بجلاله، لا تشبه صفات المخلوقين.

2. المعنى الإجمالي للحديث:


يدعو النبي صلى الله عليه وسلم ربه بأن يمنحه أقصى سرور وبهجة يتمناها المؤمن، وهي نعمة النظر إلى وجه الله الكريم في الجنة. وهذا الدعاء يجمع بين الخوف والرجاء، حيث يطلب النبي أعلى الدرجات وأشرف المطالب، وهو رؤية الله تعالى، التي هي قرة عين المؤمنين وغاية مناهم.

3. الدروس المستفادة منه:


● علو الهمة في الدعاء: النبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا أن نطلب من الله أعلى المراتب وأجل النعم، فلا نقتصر على المطالب الدنيوية فقط.
● التعلق بالآخرة: الدعاء يتجه إلى نعمة أخروية خالصة، تذكر المؤمن بأن الدنيا زائلة وأن الجنة دار القرار.
● بيان فضل رؤية الله: الحديث يوضح أن رؤية الله في الجنة هي من أعظم النعم، وهي خاصة بالمؤمنين، كما قال تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة: 22-23].
● الحث على السؤال بجميل الألفاظ: اختيار النبي لهذا الأسلوب في الدعاء يدل على جواز التعبير عن المحبة والشوق إلى الله بأرق العبارات.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الدعاء جزء من أدعية النبي صلى الله عليه وسلم التي كان يدعو بها في الصلاة وغيرها، وهو يدل على شدة شوقه إلى لقاء ربه.
- رؤية الله تعالى في الآخرة من عقائد أهل السنة والجماعة، يؤمنون بها بدون تشبيه أو تكييف، كما قال الله تعالى: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَىٰ وَزِيَادَةٌ} [يونس: 26]، وقد فسرت الزيادة بالنظر إلى وجه الله.
- ينبغي للمسلم أن يكثر من هذا الدعاء اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، وطلبًا لأعلى الدرجات في الجنة.
أسأل الله تعالى أن يمنّ علينا بلذة النظر إلى وجهه في جنات النعيم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه النسائيّ (١٣٠٥) عن يحيى بن حبيب بن عربي، قال: حدّثنا حمّاد، قال: حدّثنا عطاء بن السّائب، فذكره.
وصحّحه ابن خزيمة في كتاب التوحيد (١٢) وعنه ابن حبان في صحيحه (١٩٧١)، والحاكم (١/ ٥٢٤)، والدارميّ في الرّد على الجهمية (١٨٨) كلهم من طريق حماد بن زيد، بإسناده، مثله، في حديث طويل. انظر: إثبات الوجه.
قال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد».
وهو كما قال فإن عطاء بن السائب ثقة وثقه الأئمة إلا أنه اختلط، ولكن روى حماد بن سلمة
عنه قبل اختلاطه.
ورواه النسائيّ (١٣٠٦)، وأحمد (٤/ ٢٦٤)، والطبرانيّ في الدّعاء (٦٢٥) من وجه آخر وفيه شريك وهو ابن عبد اللَّه القاضي سيء الحفظ، ولكن لا بأس به في المتابعات.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 428 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لذة النظر إلى وجهك

  • 📜 حديث: لذة النظر إلى وجهك

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لذة النظر إلى وجهك

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لذة النظر إلى وجهك

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لذة النظر إلى وجهك

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب