إذا حلف أحدُكم فلا يقل: ما شاء الله وشئت

حديث: إذا حلف أحدُكم فلا يقل: ما شاء الله وشئت

عن ابن عباس، قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «إذا حلف أحدُكم فلا يقل: ما شاء اللَّه وشئت، ولكن ليقلْ: ما شاء اللَّه ثم شئت».

حسن: رواه ابن ماجه (٢١١٧) عن هشام بن عمار، قال: حدثنا عيسى بن يونس، قال: حدثنا الأجلح الكنديّ، عن يزيد بن الأصمّ، عن ابن عباس، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف الذي رواه ابن عباس رضي الله عنهما:

نص الحديث:

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ﷺ: «إذا حلف أحدُكم فلا يقل: ما شاء اللَّه وشئت، ولكن ليقلْ: ما شاء اللَّه ثم شئت».

1. شرح المفردات:

● حلف: أي أقسم أو تعهد بقسم.
● ما شاء الله وشئت: أي بإرادة الله وإرادتك (باستخدام حرف العطف "الواو" الذي قد يوحي بالمساواة).
● ما شاء الله ثم شئت: أي بإرادة الله أولاً ثم بإرادتك (باستخدام حرف العطف "ثم" الذي يفيد الترتيب والتراخي).

2. المعنى الإجمالي للحديث:

يوجه النبي ﷺ في هذا الحديث إلى تنقية العقيدة واللسان من أي لفظ قد يوهم المساواة بين إرادة الله تعالى وإرادة المخلوق. فإذا أراد المسلم أن يحلف بشيء مقرونًا بمشيئة الله، فلا يجوز له أن يقول: "ما شاء الله وشئت" باستخدام الواو، لأنها قد توحي بأن مشيئة العبد مساوية لمشيئة الله في القوة والتأثير، وهذا خطأ عقدي. بل عليه أن يقول: "ما شاء الله ثم شئت"، باستخدام "ثم" التي تفيد الترتيب والتبعية، مما يؤكد أن مشيئة العبد تابعة لمشيئة الله، ولا تكون إلا بعدها وبإذنها.

3. الدروس المستفادة منه:

● تنزيه الله عن الشرك في الألفاظ: يحذر الحديث من أي لفظ قد يوقع في الشرك الأصغر أو ينافي كمال التوحيد، حتى لو لم يقصده القلب.
● دقة التعبير في الأمور العقدية: اللغة العربية دقيقة، وحروف العطف لها دلالاتها. فاستخدام "الواو" قد يوحي بالمشاركة والمساواة، بينما "ثم" توحي بالترتيب والتبعية.
● التأدب مع الله تعالى: يجب على المسلم أن يكون أدبه مع الله عظيمًا، فيعظم مشيئته ويجعلها فوق كل مشيئة، ويجعل إرادة المخلوق تابعة لها.
● الحذر من التساهل في الأيمان: الحديث يذكر في سياق القسم، مما يلفت إلى أهمية اختيار الألفاظ حتى في الأمور اليومية مثل الحلف.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث من الأحاديث التي تُعنى بـ "التوحيد وسد الذرائع إلى الشرك"، وهو من رواية عبد الله بن عباس حبر الأمة وترجمان القرآن، مما يدل على أهمية الموضوع.
- ذهب العلماء إلى أن قول "ما شاء الله وشئت" منكر ومكروه، وأن قول "ما شاء الله ثم شئت" جائز إذا قصد به تبعية مشيئة الإنسان لمشيئة الله.
- هناك أحاديث أخرى تحذر من ألفاظ مشابهة، مثل: "لولا الله وفلان"، فيصححها النبي ﷺ إلى "لولا الله ثم فلان"، أو النهي عن الحلف بغير الله.
- الفائدة العملية: ينبغي للمسلم أن يتدرب على استخدام الألفاظ السليمة عقيدةً، ويصحح ألفاظه وألفاظ من حوله بلطف وحكمة.

أسأل الله تعالى أن يجعلنا من المتقين الذين يخلصون القول والعمل له، ويحفظ ألسنتنا من الزلل، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن ماجه (٢١١٧) عن هشام بن عمار، قال: حدثنا عيسى بن يونس، قال: حدثنا الأجلح الكنديّ، عن يزيد بن الأصمّ، عن ابن عباس، فذكره.
وإسناده حسن من أجل الكلام في الأجلح، وهو الأجلح بن عبد اللَّه بن حُجيَّة -مصغرًا- يكني أبا حجية الكنديّ، يقال: اسمه يحيى، مختلف فيه: فضعّفه أبو داود والنسائي وابن سعد وابن حبان وغيرهم، ومشّاه غيرهم، فقال ابن معين: صالح، وقال العجليّ: كوفيّ ثقة. وقال أبو حاتم: ليس بالقوي، يكتب حديثه ولا يحتج به. وقال ابن عدي: له أحاديث صالحة.
والخلاصة أنه حسن الحديث، وفي التقريب: «صدوق شيعي».
وهو شاهد قويّ لما سبق.
ومن هذا الطريق رواه الإمام أحمد (٢١١٧)، والنسائيّ (٩٨٨) كلاهما بلفظ: «أنّ رجلًا أتي النبي ﷺ فكلّمه في بعض الأمر، فقال: ما شاء اللَّه وشئت! فقال النبي ﷺ: «أجعلتني اللَّه عدلًا، بل قلْ: ما شاء اللَّه وحده».

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 435 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إذا حلف أحدُكم فلا يقل: ما شاء الله وشئت

📜 حديث: إذا حلف أحدُكم فلا يقل: ما شاء الله وشئت

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: إذا حلف أحدُكم فلا يقل: ما شاء الله وشئت

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: إذا حلف أحدُكم فلا يقل: ما شاء الله وشئت

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: إذا حلف أحدُكم فلا يقل: ما شاء الله وشئت

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية