حديث: رسول الله يطعن الصنم ويقول جاء الحق وزهق الباطل

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب استحباب الصّعود على الصّفا والمروة واستقبال الكعبة والتكبير والتهليل والدّعاء عليهما مع رفع اليدين

عن أبي هريرة، قال: وَأَقْبَلَ رَسُولُ الله ﷺ حَتَّى أَقْبَلَ إِلَى الْحَجَرِ فَاسْتَلَمَهُ، ثُمَّ طَافَ بِالْبَيْتِ، قَال: فَأَتَي عَلَى صَنَم إِلَى جَنْبِ الْبَيْتِ كَانُوا يَعْبُدُونَهُ. قَال: وَفِي يَدِ رَسُولِ الله ﷺ قَوْسٌ وَهُوَ آخِذٌ بِسِيَةِ الْقَوْسِ فَلَمَّا أَتَى عَلَى الصَّنَمِ جَعَلَ يَطْعُنُهُ فِي عَيْنِهِ وَيَقُولُ: ﴿جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ﴾، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ طَوَافِهِ أَتَى الصَّفَا فَعَلا عَلَيْهِ حَتَّى نَظَرَ إِلَى الْبَيْتِ وَرَفَعَ يَدَيْهِ فَجَعَلَ يَحْمَدُ الله وَيَدْعوُ بِمَا شَاءَ أَنْ يَدْعُوَ ... الحديث.

صحيح: رواه مسلم في فتح مكة (١٧٨٠) عن شيبان بن فروخ، حدّثنا سليمان بن المغيرة، حدّثنا ثابت البنانيّ، عن عبد الله بن رباح، عن أبي هريرة في حديث طويل في قصّة فتح مكة، وسيأتي بكامله في موضعه.

عن أبي هريرة، قال: وَأَقْبَلَ رَسُولُ الله ﷺ حَتَّى أَقْبَلَ إِلَى الْحَجَرِ فَاسْتَلَمَهُ، ثُمَّ طَافَ بِالْبَيْتِ، قَال: فَأَتَي عَلَى صَنَم إِلَى جَنْبِ الْبَيْتِ كَانُوا يَعْبُدُونَهُ. قَال: وَفِي يَدِ رَسُولِ الله ﷺ قَوْسٌ وَهُوَ آخِذٌ بِسِيَةِ الْقَوْسِ فَلَمَّا أَتَى عَلَى الصَّنَمِ جَعَلَ يَطْعُنُهُ فِي عَيْنِهِ وَيَقُولُ: ﴿جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ﴾، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ طَوَافِهِ أَتَى الصَّفَا فَعَلا عَلَيْهِ حَتَّى نَظَرَ إِلَى الْبَيْتِ وَرَفَعَ يَدَيْهِ فَجَعَلَ يَحْمَدُ الله وَيَدْعوُ بِمَا شَاءَ أَنْ يَدْعُوَ ... الحديث.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبد الله، خاتم النبيين وإمام المتقين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبيل الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

نص الحديث:


عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "وَأَقْبَلَ رَسُولُ الله ﷺ حَتَّى أَقْبَلَ إِلَى الْحَجَرِ فَاسْتَلَمَهُ، ثُمَّ طَافَ بِالْبَيْتِ، قَال: فَأَتَى عَلَى صَنَم إِلَى جَنْبِ الْبَيْتِ كَانُوا يَعْبُدُونَهُ. قَال: وَفِي يَدِ رَسُولِ الله ﷺ قَوْسٌ وَهُوَ آخِذٌ بِسِيَةِ الْقَوْسِ فَلَمَّا أَتَى عَلَى الصَّنَمِ جَعَلَ يَطْعُنُهُ فِي عَيْنِهِ وَيَقُولُ: ﴿جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ﴾، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ طَوَافِهِ أَتَى الصَّفَا فَعَلا عَلَيْهِ حَتَّى نَظَرَ إِلَى الْبَيْتِ وَرَفَعَ يَدَيْهِ فَجَعَلَ يَحْمَدُ الله وَيَدْعوُ بِمَا شَاءَ أَنْ يَدْعُوَ".


1. شرح المفردات:


● أَقْبَلَ: جاء واتجه متوجهًا.
● الْحَجَرِ: المقصود هنا الحجر الأسود، وهو يمين الله في الأرض يصافح بها عباده.
● اسْتَلَمَهُ: لمسه بيده وقبله، أو أشار إليه تكريمًا له.
● طَافَ بِالْبَيْتِ: أدى منسك الطواف حول الكعبة المشرفة.
● صَنَم: تمثالٌ يعبده المشركون من دون الله.
● قَوْسٌ: آلة تستخدم للرمي، لها طرفان مقوسان ووتر.
● بِسِيَةِ الْقَوْسِ: الطرف المقوس من القوس، أو مكان الوتر.
● يَطْعُنُهُ: يضربه ويدفعه بشدة.
● زَهَقَ الْبَاطِلُ: اضمحلَّ وذهب باطلاً.
● الصَّفَا: جبل صغير قريب من الكعبة، وهو أحد مشاعر الحج.
● عَلا عَلَيْهِ: صعد عليه.


2. شرح الحديث:


يصف هذا الحديث المشهد العظيم لرسول الله ﷺ عند فتح مكة، عندما دخل المسجد الحرام وهو يحمل قوسًا في يده، فاستلم الحجر الأسود وبدأ في الطواف حول الكعبة. وكان حول الكعبة عدد من الأصنام التي وضعها المشركون ليعبدوها من دون الله.
فلما مرّ ﷺ على صنم من هذه الأصنام، بدأ يطعنه بعصا القوس (أو بطرفها) في عينه – وهو موضع الزينة والادعاء – وهو يتلو قوله تعالى: {جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} (سورة الإسراء: 81).
ثم بعد أن أتم طوافه، توجه إلى جبل الصفا وصعد عليه، ورفع يديه إلى السماء، وحمد الله تعالى، ودعا بما شاء من الدعوات المستجابة في ذلك المقام العظيم.


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- إظهار التوحيد وإزالة الشرك: كان هذا الفعل من النبي ﷺ تصريحًا عمليًا بأن الإسلام جاء ليُطهّر الأرض من الشرك والظلام، وليبني الحياة على أساس التوحيد الخالص لله تعالى.
2- رمزية تحطيم الأصنام: لم يكن تحطيم الأصمال مجرد كسر لتماثيل، بل هو إعلان لزوال سلطان الباطل واندحاره أمام قوة الحق.
3- الجمع بين القوة والعبادة: يحمل النبي ﷺ قوسًا – رمز القوة والحماية – وهو في نفس الوقت يؤدي مناسك العبادة byطوافٍ ودعاء. وهذا يجسّد مفهوم التوازن في الإسلام بين العبادة والحفاظ على الدين.
4- الدعاء في الأماكن المباركة: صعود النبي ﷺ على الصفا ورفع يديه للدعاء يدل على استحباب الدعاء في الأماكن الفاضلة، وعلى أهمية الخضوع لله وشكره بعد الانتصار.
5- التأسي برسول الله ﷺ: يجب على المسلمين الاقتداء بهذا الخلق النبوي في محاربة الشرك والبدع، والسير على منهج التوحيد الذي جاء به النبي ﷺ.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث جزء من أحداث فتح مكة، الذي تم في السنة الثامنة للهجرة، وهو الفتح الذي أعز الله به الإسلام وأذل به الشرك.
- القوس التي كان يحملها النبي ﷺ لم تكن للهجوم، بل للرمزية والحماية، إذ لم يكن هناك قتال في المسجد الحرام ذلك اليوم.
- الآية الكريمة التي تلاها النبي ﷺ {جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ} أصبحت شعارًا لكل انتصار للحق على الباطل.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
والحمد لله رب العالمين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في فتح مكة (١٧٨٠) عن شيبان بن فروخ، حدّثنا سليمان بن المغيرة، حدّثنا ثابت البنانيّ، عن عبد الله بن رباح، عن أبي هريرة في حديث طويل في قصّة فتح مكة، وسيأتي بكامله في موضعه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 332 من أصل 689 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: رسول الله يطعن الصنم ويقول جاء الحق وزهق الباطل

  • 📜 حديث: رسول الله يطعن الصنم ويقول جاء الحق وزهق الباطل

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: رسول الله يطعن الصنم ويقول جاء الحق وزهق الباطل

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: رسول الله يطعن الصنم ويقول جاء الحق وزهق الباطل

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: رسول الله يطعن الصنم ويقول جاء الحق وزهق الباطل

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب