حديث: لم يطف النبيُّ ﷺ ولا أصحابُه بين الصّفا والمروة إلّا طوافًا واحدًا
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب هل على القارن سعيٌ واحدٌ أو سعيان؟
صحيح: رواه مسلم (١٢٧٩)، و(١٢١٥) من طريق ابن جريج، أخبرني أبو الزبير، أنه سمع جابر بن عبد الله، فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه عن الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، وفيه يقول: "لَمْ يَطُفِ النَّبِيُّ ﷺ وَلا أَصْحَابُهُ بَيْنَ الصَّفَا وَالمَرْوَةِ إِلَّا طَوَافًا وَاحِدًا، طَوَافَهُ الأَوَّلَ".
أولا:
شرح المفردات:● لم يطف: لم يسعَ ولم يذهب ذهابًا وإيابًا.
● بين الصفا والمروة: هما جبلان صغيران داخل المسجد الحرام، والسعي بينهما ركن من أركان الحج والعمرة.
● إلا طوافًا واحدًا: أي لم يسعوا سعيًا ثانيًا.
● طوافه الأول: أي السعي الذي سعوه أول مرة عند قدومهم، وهو سعي العمرة.
ثانيًا. شرح الحديث:
يخبرنا الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنهما عن حجة النبي ﷺ (حجة الوداع)، ويبيّن أن النبي ﷺ وأصحابه الكرام لم يسعوا بين الصفا والمروة سعيًا ثانيًا بعد أن أتموا طواف الإفاضة (طواف الزيارة) في يوم النحر.
التفصيل والشرح:
1- السياق: هذا الحديث جزء من وصف شامل لحجة النبي ﷺ. فقد أحرم النبي وأصحابه بالعمرة أولاً (في ذي القعدة)، فطافوا للعمرة وسعوا بين الصفا والمروة، ثم حلقوا أو قصرروا وتحللوا من إحرامهم. هذا هو "الطواف الأول" أو "السعي الأول" المذكور في الحديث، وهو سعي العمرة.
2- في يوم النحر (10 ذي الحجة): بعد أن رمى النبي ﷺ جمرة العقبة ونحر هديه، ذهب إلى البيت فطاف طواف الإفاضة (وهو ركن من أركان الحج). والسؤال الذي يجيب عليه هذا الحديث: هل سعى بعد هذا الطواف سعيًا جديدًا خاصًا بالحج؟
3- حكم السعي للحج: يجيب الحديث بأن النبي ﷺ لم يسعِ بعد طواف الإفاضة، ولا أصحابه. بل اكتفوا بالسعي الذي أدوه سابقًا للعمرة (الطواف الأول) ليكون سعيًا لحجهم أيضًا.
وهذا من رحمة الله تعالى وتيسيره على عباده، حيث جعل سعيهم الأول للعمرة كافياً لهم في الحج، فلا يحتاج المعتمر الذي يحج (أي القارن والمتمتع) إلى سعي ثانٍ خاص بالحج.
ثالثًا. الدروس المستفادة والفقه في الحديث:
1- إسقاط السعي الثاني عن القارن والمتمتع: هذا الحديث أصل من أصول فقه الحج، ودليل واضح على أن من جمع بين العمرة والحج (أي تمتع أو قرن) فإنه يكتفي بسعي واحد للعمرة والحج معًا، ولا يلزمه سعي ثان بعد طواف الإفاضة. وهذا مذهب جمهور العلماء من السلف والخلف.
2- بيان صفة حجة النبي ﷺ: الحديث يوضح لنا بالتفصيل كيف أدى النبي ﷺ مناسك حجه، وهو الأسوة والقدوة لأمته.
3- التيسير ورفع الحرج: في هذا الحديث تيسير عظيم على الأمة، حيث رفع الله عنها المشقة في أداء سعيين منفصلين، فجعل سعي العمرة كافياً للحج أيضًا لمن جمع بينهما.
4- الفارق بين المفرد والقارن/المتمتع: يفهم من الحديث ضمناً أن المفرد في الحج (أي الذي أحرم بالحج فقط) يجب عليه سعي خاص بالحج، لأنه لم يسعَ سعيًا للعمرة من قبل. أما القارن والمتمتع فقد سعوا سعي العمرة فكفاهم ذلك.
رابعًا. معلومات إضافية:
● المفرد: من أحرم بالحج فقط، فعليه سعي واحد خاص بالحج.
● القارن: من أحرم بالعمرة والحج معًا (أدخل الحج على العمرة قبل الشروع في طوافها)، فعليه سعي واحد يجزئ عن العمرة والحج.
● المتمتع: من أحرم بالعمرة في أشهر الحج ثم تحلل منها، ثم أحرم بالحج في نفس العام، فعليه سعي للعمرة وسعي آخر للحج على الراجح من أقوال العلماء (وهو مذهب الإمام أحمد واختيار شيخ الإسلام ابن تيمية)، خلافًا للحديث. والجمع بينهما بأن الحديث في وصف فعل النبي ﷺ وأصحابه الذين ساقوا الهدي (فكانوا قارنين)، وأما المتمتع الذي لم يسق الهدي فالأحوط له أن يسعى سعيين.
- الحديث دليل على أن السعي لا يجب أن يتصل بالطواف اتصالاً مباشرًا، بل يمكن أن يفصل بينهما بفترة زمنية.
والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
تخريج الحديث
قوله: «طوافه الأوّل» يعني سعيه الأوّل الذي كان عقب طواف القدوم.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 345 من أصل 689 حديثاً له شرح
- 320 خَبَّ ثَلاثًا وَمَشَى أَرْبَعًا فِي الطَّوَافِ الأَوَّلِ
- 321 سعى رسول الله ﷺ ليري المشركين قوته
- 322 مشيه وسعيه بين الصفا والمروة
- 323 رَأَيْتُ رَسُولَ الله ﷺ يَسْعَى فِي بَطْنِ الْمَسِيلِ
- 324 أبدأ بما بدأ الله به فبدأ بالصفا
- 325 النبي لم يقرب الكعبة بعد الطواف حتى عودة عرفة
- 326 رمي الجمار والسعي بين الصفا والمروة لإقامة ذكر الله
- 327 أم إسماعيل تسعى بين الصفا والمروة سبع مرات
- 328 طاف النبي على راحلته بالبيت وبالصفا والمروة
- 329 سَعْيُ النَّبِيِّ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ
- 330 الطواف بين الصفا والمروة راكبًا ليس بسنة
- 331 رأيت رسول الله عند المروة على ناقة
- 332 رسول الله يطعن الصنم ويقول جاء الحق وزهق الباطل
- 333 أبدأ بما بدأ الله به، فبدأ بالصفا فرقي عليه
- 334 تمتع رسول الله في حجة الوداع بالعمرة إلى الحج
- 335 إذا كان يوم التروية فأهلوا بالحج واجعلوا التي قدمتم بها...
- 336 لَوْ أَنِّي اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ لَمْ أَسُق الْهَدْيَ
- 337 مَنْ طَافَ بِالْبَيْتِ وَلَمْ يَطُفْ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ
- 338 خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ الله لِخَمْسٍ بَقِينَ مِنْ ذِي الْقَعْدَةِ
- 339 اجْعَلُوا إِهْلالَكُمْ بِالْحَجِّ عُمْرَةً إِلَا مَنْ قَلَّدَ الْهَدْيَ
- 340 من كان معه هدي فليهل بالحج مع العمرة
- 341 يُجْزِئُ عَنْكِ طَوَافُكِ بِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ عَنْ حَجِّكِ وَعُمْرَتِك
- 342 إن صُدِدْتُ عن البيت صنعنا كما صنعنا مع رسول الله...
- 343 ابن عمر يوجب العمرة ثم يحج معها قائلاً: لقد كان...
- 344 مَنْ أَحْرَمَ بِالْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ أَجْزَأَهُ طَوَافٌ وَاحِدٌ وَسَعْيٌ وَاحِدٌ
- 345 لم يطف النبيُّ ﷺ ولا أصحابُه بين الصّفا والمروة إلّا...
- 346 طاف رسول الله ﷺ طوافًا واحدًا لحجته وعمرته.
- 347 طوافين وسعيين للحج والعمرة كما رأيت رسول الله ﷺ فعل.
- 348 الإحرام بالحج لا يحل إلا بالحج
- 349 لا يطوف بالبيت حاج ولا غير حاج إلا حل
- 350 من طاف بالبيت فقد حل
- 351 سبب امتناع النبي عن التحلل من العمرة
- 352 لم أر رسول الله يمس إلا اليمانيين
- 353 فلما قدمنا أمر الناس فحلوا حتى كان يوم التروية أهلوا...
- 354 أحلوا من إحرامكم بطواف البيت وبين الصفا والمروة
- 355 يوم التروية توجّهوا إلى مني فأهلّوا بالحج
- 356 خرجنا مع رسول الله ﷺ نصرخ بالحج صراخا
- 357 مناخ من سبق إليه
- 358 أين صلى الظهر يوم التروية؟ صلى بمنى.
- 359 فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ تَوَجَّهُوا إِلَى مِنًى
- 360 صلاة الظهر يوم التروية والفجر يوم عرفة بمنى.
- 361 صلاة الظهر بمنى يوم التروية
- 362 من سنّة الحج أن يصلي الإمام بمنى الظهر والعصر والمغرب...
- 363 صليت مع النبي ﷺ بمنى ركعتين
- 364 صلى النبي ﷺ بمنى صلاة المسافر وأبو بكر وعمر وعثمان
- 365 صليت مع رسول الله ﷺ بمنى آمن ما كان الناس...
- 366 صلى عثمان بن عفان بمنى أربع ركعات
- 367 الصَّلاةُ أَوَّلُ مَا فُرِضَتْ رَكْعَتَيْنِ
- 368 صلى معاوية الظهر ركعتين ثم العصر أربعًا بمكة.
- 369 صلاة النبي بمنى ركعتين
معلومات عن حديث: لم يطف النبيُّ ﷺ ولا أصحابُه بين الصّفا والمروة إلّا طوافًا واحدًا
📜 حديث: لم يطف النبيُّ ﷺ ولا أصحابُه بين الصّفا والمروة إلّا طوافًا واحدًا
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: لم يطف النبيُّ ﷺ ولا أصحابُه بين الصّفا والمروة إلّا طوافًا واحدًا
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: لم يطف النبيُّ ﷺ ولا أصحابُه بين الصّفا والمروة إلّا طوافًا واحدًا
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: لم يطف النبيُّ ﷺ ولا أصحابُه بين الصّفا والمروة إلّا طوافًا واحدًا
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








