حديث: ابن عمر يمشي بين الصفا والمروة كما رأى النبي ﷺ

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب كيف السّعي

عن سعيد بن جبير، قال: رأيت ابن عمر يمشي بين الصّفا والمروة، ثم قال: إنْ مشيتُ فقد رأيت رسول الله ﷺ يمشي، وإن سعيتُ فقد رأيت رسول الله ﷺ يسعي.

صحيح: رواه النّسائيّ (٢٩٧٧)، والإمام أحمد (٦٣٩٣) كلاهما من حديث عبد الرزاق -وصحّحه ابن خزيمة (٢٧٧٢) ورواه من طريق الضّحّاك- كلاهما عن سفيان الثوريّ، عن عبد الكريم الجزريّ، عن سعيد بن جبير، فذكره.

عن سعيد بن جبير، قال: رأيت ابن عمر يمشي بين الصّفا والمروة، ثم قال: إنْ مشيتُ فقد رأيت رسول الله ﷺ يمشي، وإن سعيتُ فقد رأيت رسول الله ﷺ يسعي.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الشريف رواه الإمام البخاري في صحيحه (رقم 1648) عن الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، وهو من الأحاديث التي تُبيّن لنا سنية الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم في كل أفعاله، خاصة في مناسك الحج والعمرة.

أولاً. شرح المفردات:


● الصفا والمروة: جبلان صغيران داخل المسجد الحرام، والسعي بينهما ركن من أركان الحج والعمرة.
● يمشي: أي السير بشكل عادي غير مسرع.
● يسعى: أي يُسرع في المشي مع تقارب الخطى، وهو ما يُعرف بالهرولة.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما – وهو من أكثر الصحابة حرصاً على اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم – عن حاله أثناء سعيه بين الصفا والمروة. فهو تارةً يمشي مشياً عادياً، وتارةً يسعى (يُسرع). وعلّل ذلك بقوله:
● "إن مشيت فقد رأيت رسول الله ﷺ يمشي": أي أنني عندما أمشي في جزء من السعي، فإني أقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم حيث رأيته يمشي في سعيه.
● "وإن سعيت فقد رأيت رسول الله ﷺ يسعى": أي أنني عندما أسرع في جزء آخر من السعي، فإني أيضاً أقتدي به صلى الله عليه وسلم حيث رأيته يسعى.
والمعنى: أن فعل النبي صلى الله عليه وسلم في السعي كان جامعاً بين المشي والهرولة (السعي)، فكان ابن عمر رضي الله عنهما يقتدي به في كلا الحالتين.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- وجوب الاقتداء برسول الله ﷺ: الحديث دليل على حرص الصحابة رضي الله عنهم على تطبيق سنة النبي صلى الله عليه وسلم في كل صغيرة وكبيرة، وتحديداً في العبادات. فهم لا يقدمون عليها إلا بما علموه منه صلى الله عليه وسلم.
2- السنة في السعي: بيّن الحديث أن السنة في السعي بين الصفا والمروة أن يجمع الحاج أو المعتمر بين المشي والهرولة (السعي)، وخاصة للرجل فيما بين العلمين الأخضرين (الموجودين الآن في الممر). فأخذ بكل ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من أفعال.
3- التيسير ورفع الحرج: في هذا الفعل تيسير على الناس، فليس السعي كله إسراعاً يجهَد فيه الإنسان، وليس كله مشياً بطيئاً، بل فيه جمع بين الأمرين.
4- حرص ابن عمر رضي الله عنهما على الاتباع: يُظهر لنا هذا الموقف مدى دقة وحرص ابن عمر في التأسّي بالنبي صلى الله عليه وسلم، حتى في هيئة مشيته وسعيه. فهو لا يفعل شيئاً إلا بدليل ورأى.
5- بيان كيفية السعي الصحيحة: الحديث دليل على أن السعي ليس كله على وتيرة واحدة، بل فيه مواضع للمشي ومواضع للإسراع.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


● حكم السعي بين الصفا والمروة: هو ركن من أركان الحج والعمرة بالإجماع، لا يصحان إلا به.
● مكان الهرولة (السعي): تكون في المسافة بين العلمين الأخضرين في الممر الذي بين الصفا والمروة، ويمشي في باقي المسافة.
● الحكمة من الهرولة: قيل إنها كانت إحياءً لسنة النبي إبراهيم عليه السلام، أو لأن الكفار كانوا يشاهدون المسلمين في بداية الإسلام فكانوا يسرعون ليروهم قوتهم ونشاطهم في عبادة الله، فأبقى النبي صلى الله عليه وسلم هذه السنة.
أسأل الله تعالى أن يتقبل منا الطاعات، وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل، والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه النّسائيّ (٢٩٧٧)، والإمام أحمد (٦٣٩٣) كلاهما من حديث عبد الرزاق -وصحّحه ابن خزيمة (٢٧٧٢) ورواه من طريق الضّحّاك- كلاهما عن سفيان الثوريّ، عن عبد الكريم الجزريّ، عن سعيد بن جبير، فذكره. وإسناده صحيح.
ورواه أبو داود (١٩٠٤) من طريق زهير، والترمذي (٨٦٤) من حديث ابن فضيل، والنسائي (٢٩٧٦)، وابن خزيمة (٢٧٧١)، والإمام أحمد (٥١٤٣) كلّهم من حديث سفيان، وابن ماجه (٢٩٨٨) من حديث الجراح بن مليح والد وكيع -كلّهم أعني: زهيرا، وابن فضيل، وسفيان، والجراح- عن عطاء بن السائب، عن كثير بن جمهان، أنّ رجلًا قال لعبد الله بن عمر بين الصّفا والمروة: يا أبا عبد الرحمن!، إنّي أراك تمشي والناس يسعون؟ . قال: «إن أمشي فقد رأيت رسول الله ﷺ يمشي، وإن أسعى فقد رأيت رسول الله ﷺ يسعى، وأنا شيخ كبير».
وعطاء بن السائب مختلط، ولكن روي سفيان عنه قبل الاختلاط، ثم متابعة غيره يدل على أنه لم يختلط في هذا الحديث.
ولكن فيه كثير بن جمهان، قال فيه أبو حاتم: «شيخ يكتب حديثه». وذكره ابن حبان في «الثقات»، وقال الحافظ في «التقريب»: «مقبول».
قال الأعظمي: وهو كذلك لأنه توبع كما أشار إليه الترمذي، فقال عقب الحديث: «هذا حديث حسن صحيح، وروي عن سعيد بن جبير، عن ابن عمر، نحوه» وهو كما سبق.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 319 من أصل 689 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ابن عمر يمشي بين الصفا والمروة كما رأى النبي ﷺ

  • 📜 حديث: ابن عمر يمشي بين الصفا والمروة كما رأى النبي ﷺ

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ابن عمر يمشي بين الصفا والمروة كما رأى النبي ﷺ

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ابن عمر يمشي بين الصفا والمروة كما رأى النبي ﷺ

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ابن عمر يمشي بين الصفا والمروة كما رأى النبي ﷺ

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب