حديث: مَنْ أَحْرَمَ بِالْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ أَجْزَأَهُ طَوَافٌ وَاحِدٌ وَسَعْيٌ وَاحِدٌ

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب هل على القارن سعيٌ واحدٌ أو سعيان؟

عن عبد الله بن عمر، قال: قال رسول الله ﷺ: «مَنْ أَحْرَمَ بِالْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ أَجْزَأَهُ طَوَافٌ وَاحِدٌ وَسَعْيٌ وَاحِدٌ عَنْهُمَا حَتَّى يَحِلَّ مِنْهُمَا جَمِيعًا».

حسن: رواه الترمذيّ (٩٤٨)، وابن ماجه (٢٩٧٥) كلاهما من حديث عبد العزيز بن محمد (وهو الدراورديّ) عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر، فذكره.

عن عبد الله بن عمر، قال: قال رسول الله ﷺ: «مَنْ أَحْرَمَ بِالْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ أَجْزَأَهُ طَوَافٌ وَاحِدٌ وَسَعْيٌ وَاحِدٌ عَنْهُمَا حَتَّى يَحِلَّ مِنْهُمَا جَمِيعًا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
الحديث الشريف:
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ﷺ: «مَنْ أَحْرَمَ بِالْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ أَجْزَأَهُ طَوَافٌ وَاحِدٌ وَسَعْيٌ وَاحِدٌ عَنْهُمَا حَتَّى يَحِلَّ مِنْهُمَا جَمِيعًا».


1. شرح المفردات:


● أَحْرَمَ بِالْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ: أي نوى ودخل في نسك القِران، وهو أن يُحرم بالحج والعمرة معًا في إحرام واحد.
● أَجْزَأَهُ: أي كفاه وأغنى عنه.
● طَوَافٌ وَاحِدٌ: وهو الطواف حول الكعبة سبعة أشواط.
● سَعْيٌ وَاحِدٌ: وهو السعي بين الصفا والمروة سبعة أشواط.
● حَتَّى يَحِلَّ مِنْهُمَا جَمِيعًا: أي حتى يتحلل من إحرامه للحج والعمرة معًا.


2. شرح الحديث:


هذا الحديث الشريف يبيّن حكم من يُحرم بالحج والعمرة معًا (وهو ما يُسمى بـ "القِران")، حيث أن النبي ﷺ يخبرنا أن من جمع بين الحج والعمرة في إحرام واحد، فإنه يجزئه طواف واحد وسعي واحد عنهما، ولا يلزمه أن يطوف ويسعى لكل منهما على حدة، بل يكفيه طواف القدوم وسعي الحج ليكونا عن العمرة والحج معًا، حتى يتحلل منهما جميعًا.
وهذا من رحمة الله تعالى وتيسيره على عباده، حيث جعل مناسك الحج والعمرة للمُقِرن مختصرة، فبدلًا من أن يؤدي مناسك كاملة لكل من العمرة والحج، فإنه يؤدي مناسك مشتركة بينهما.


3. الدروس المستفادة منه:


● التيسير في الشريعة الإسلامية: حيث راعت الشريعة حال المسلم وخففت عنه، خاصة في المناسك التي يجمع فيها بين أكثر من نسك.
● فضل القِران في الحج: وهو الجمع بين الحج والعمرة في سفر واحد وإحرام واحد، مما يوفر الوقت والجهد.
● وحدة العبادة: حيث أن الطواف والسعي عبادة واحدة تكفي عن نسكين، مما يدل على أن العبادات في الإسلام مترابطة ومتكاملة.
● الإتباع لسنة النبي ﷺ: حيث أن النبي ﷺ قد جمع بين الحج والعمرة في حجة الوداع، وكان من هديه التيسير على أمته.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث يدل على مشروعية القِران في الحج، وهو أحد أنواع النسك الثلاثة (الإفراد، والتمتع، والقِران).
- من أحرم قارنًا (أي بالحج والعمرة معًا)، فإنه يبقى على إحرامه حتى يوم النحر، ويجزئه طواف واحد وسعي واحد عن الحج والعمرة.
- إذا طاف القارن وسعى بعد الإحرام، فإن هذا الطواف والسعي يجزئانه عن عمرته وحجه، ولا حاجة لطواف آخر إلا طواف الوداع إذا أراد السفر.
- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حديث صحيح بشواهده.

أسأل الله تعالى أن يتقبل منا الطاعات، وأن يوفقنا لفهم سنة نبيه ﷺ والعمل بها، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذيّ (٩٤٨)، وابن ماجه (٢٩٧٥) كلاهما من حديث عبد العزيز بن محمد (وهو الدراورديّ) عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر، فذكره.
ومن هذا الوجه أخرجه أيضًا الإمام أحمد (٥٣٥٠)، وصححه ابن خزيمة (٢٧٤٥)، وابن حبان (٣٩١٥).
قال الترمذيّ: «هذا حديث حسن صحيح غريب. وقد رواه غير واحد عن عبيد الله بن عمر ولم يرفعوه وهو أصح».
قال الأعظمي: وكذا أعلّه أيضًا الطّحاويّ (٣٨٣٠) فقال: «إنّ هذا الحديث خطأ؛ أخطأ فيه الدّراورديّ فرفعه إلى النبيّ ﷺ، وإنّما أصله عن ابن عمر عن نفسه، هكذا رواه الحفّاظ».
وتكلم فيه أيضًا النسائيّ فقال: «ليس به بأس، وحديثه عن عبيد الله بن عمر منكر».
قال الأعظمي: الدراورديّ صدوق أخرج له الشيخان وغيرهما فمن الممكن أنه رواه بالمعنى كما رواه عبد الرزاق عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر أنه قرن بين الحج والعمرة وسعى لهما سعيًا واحدًا، وقال: «هكذا صنع رسول الله ﷺ».
ورواه أيضًا سفيان، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر: «أنّ النّبيَّ ﷺ طاف لقرانه طوافًا واحدًا ولم يحله ذلك». رواه كله الدارقطنيّ (٢٥٩٤، ٢٥٩٥).
لأنّ قول ابن عمر كذلك فعل رسول الله ﷺ يساوي في معناه: «من أحرم بالحجّ والعمرة أجزأه طواف واحد وسعي واحد عنهما».
لأنّ الدّراورديّ روى الحديث من وجهين مرة باختصار دون القصة - كما مضى. وأخرى بالقصة كما رواه عنه الدّارقطني (٢٥٩١) عن موسى بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر، أنّه أهلّ بالعمرة فلما أتي ذا الحليفة قال: «ما أمرهما إلا واحد، أشهدكم أني قد أدخلت الحج على العمرة، فطاف لهما طوافًا واحدًا وسعى لهما سعيًا واحدا وقال: هكذا صنع رسول الله ﷺ».
إن صحَّ هذا فإنّ الدراورديّ لم يخالف ما رواه غيره عن عبيد الله بن عمر، ومن الممكن أيضًا أن نافعًا روي من وجهين كما ثبت عنه في الصحيحين وغيرهما، فروى الدراوردي من أحد هذه الوجوه، وروى غيره من الوجه الآخر وإن كانوا هم أكثر ولكن لا مخالفة بينه وبينهم في معني الحديث، وبهذا صحَّ قول الترمذيّ: «حسن صحيح» وصحَّ قوله أيضًا: والذين لم يرفعوا أصح، لأنهم أكثر، والجمع بين هذه الطرق أولى من تخطئة الثقات والله تعالى أعلم.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 344 من أصل 689 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: مَنْ أَحْرَمَ بِالْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ أَجْزَأَهُ طَوَافٌ وَاحِدٌ وَسَعْيٌ وَاحِدٌ

  • 📜 حديث: مَنْ أَحْرَمَ بِالْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ أَجْزَأَهُ طَوَافٌ وَاحِدٌ وَسَعْيٌ وَاحِدٌ

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: مَنْ أَحْرَمَ بِالْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ أَجْزَأَهُ طَوَافٌ وَاحِدٌ وَسَعْيٌ وَاحِدٌ

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: مَنْ أَحْرَمَ بِالْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ أَجْزَأَهُ طَوَافٌ وَاحِدٌ وَسَعْيٌ وَاحِدٌ

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: مَنْ أَحْرَمَ بِالْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ أَجْزَأَهُ طَوَافٌ وَاحِدٌ وَسَعْيٌ وَاحِدٌ

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب