حديث: أبدأ بما بدأ الله به، فبدأ بالصفا فرقي عليه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب استحباب الصّعود على الصّفا والمروة واستقبال الكعبة والتكبير والتهليل والدّعاء عليهما مع رفع اليدين

عن جابر بن عبد الله، قال: فَلَمَّا دَنَا مِن الصَّفَا قَرَأَ: ﴿إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ﴾ [البقرة: ١٥٨]، أَبْدَأُ بِمَا بَدَأَ الله بِهِ، فَبَدَأَ بِالصَّفَا فَرَقِيَ عَلَيْهِ حَتَّى رَأَي الْبَيْتَ، فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ، فَوَحَّدَ الله وَكَبَّرَهُ، وَقَال: «لا إِلَهَ إِلا الله وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلَّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، لا إِلَهَ إِلا الله وَحْدَهُ أَنْجَزَ وَعْدَهُ
وَنَصَرَ عَبْدَهُ وَهَزَمَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ». ثُمَّ دَعَا بَيْنَ ذَلِكَ قَالَ مِثْلَ هَذَا ثَلاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ نَزَلَ إِلَى الْمَرْوَةِ حَتَّى إِذَا انْصَبَّتْ قَدَمَاهُ فِي بَطْنِ الْوَادِي سَعَى حَتَّى إِذَا صَعِدَتَا مَشَي، حَتَّى أَتَى الْمَرْوَةَ فَفَعَلَ عَلَى الْمَرْوَةِ كَمَا فَعَلَ عَلَى الصَّفَا.

صحيح: رواه مسلم في الحج (١٢١٨) من طريق حاتم بن إسماعيل المدنيّ، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر، فذكر الحديث بطوله في حجّة النبيّ ﷺ.

عن جابر بن عبد الله، قال: فَلَمَّا دَنَا مِن الصَّفَا قَرَأَ: ﴿إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ﴾ [البقرة: ١٥٨]، أَبْدَأُ بِمَا بَدَأَ الله بِهِ، فَبَدَأَ بِالصَّفَا فَرَقِيَ عَلَيْهِ حَتَّى رَأَي الْبَيْتَ، فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ، فَوَحَّدَ الله وَكَبَّرَهُ، وَقَال: «لا إِلَهَ إِلا الله وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلَّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، لا إِلَهَ إِلا الله وَحْدَهُ أَنْجَزَ وَعْدَهُ
وَنَصَرَ عَبْدَهُ وَهَزَمَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ». ثُمَّ دَعَا بَيْنَ ذَلِكَ قَالَ مِثْلَ هَذَا ثَلاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ نَزَلَ إِلَى الْمَرْوَةِ حَتَّى إِذَا انْصَبَّتْ قَدَمَاهُ فِي بَطْنِ الْوَادِي سَعَى حَتَّى إِذَا صَعِدَتَا مَشَي، حَتَّى أَتَى الْمَرْوَةَ فَفَعَلَ عَلَى الْمَرْوَةِ كَمَا فَعَلَ عَلَى الصَّفَا.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه صلى الله عليه وسلم والعمل بها.
هذا الحديث الشريف الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه عن الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، يصف لنا جزءاً من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في أداء مناسك العمرة والحج، وتحديداً عند السعي بين الصفا والمروة.

أولاً. شرح المفردات:


● دَنَا مِن الصَّفَا: اقترب من جبل الصفا.
● رَقِيَ عَلَيْهِ: صعد عليه.
● وَحَّدَ الله وَكَبَّرَهُ: نطق بكلمة التوحيد (لا إله إلا الله) وكبّر (الله أكبر).
● انْصَبَّتْ قَدَمَاهُ فِي بَطْنِ الْوَادِي: عندما هبطت قدماه إلى أرض الوادي (المسعى بين الصفا والمروة).
● سَعَى: أسرع في المشي بمشية خاصة (الهرولة) في هذا الموضع.
● صَعِدَتَا: عندما صعدت قدماه وارتفعت عن بطن الوادي.

ثانياً. شرح الحديث:


يصف لنا جابر بن عبد الله رضي الله عنهما مشهداً من مشاهد تقصير النبي صلى الله عليه وسلم لأمر ربه واتباعه للتوجيه الإلهي. فحينما اقترب صلى الله عليه وسلم من جبل الصفا ليبدأ السعي، استحضر الآية الكريمة ﴿إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ﴾، معلناً بذلك أن عمله هذا هو عبادة خالصة لله وامتثال لأمره.
ثم قال: «أَبْدَأُ بِمَا بَدَأَ الله بِهِ»، فبدأ بالصفا لأن الله ذكره أولاً في الآية. فلما صعد عليه صلى الله عليه وسلم حتى رأى الكعبة، استقبل القبلة ووحّد الله وكبّره، وذكر هذا الذكر العظيم الذي يجمع بين التوحيد الخالص والثناء على الله تعالى بنعمه وآلائه، وإثبات قدرته المطلقة، ثم ذكر تحقيق وعده بنصرة رسوله صلى الله عليه وسلم وهزيمة الأحزاب (في غزوة الخندق).
ثم دعا ربه بين ذلك، وكَرَّر هذا الفعل ثلاث مرات على الصفا، تأكيداً على هذه العبادة وتعظيماً لله تعالى.
ثم نزل متجهاً towards المروة، فكان مشيه على هيئة خاصة: يسعى (يهرول) في بطن الوادي (المسعى) حيث تنصب القدمان، ويمشي عند الصعود حيث تعلو القدمان، حتى وصل إلى المروة ففعل عليها كما فعل على الصفا من الصعود والذكر والدعاء.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- الاستنان بالقرآن والسنة: حرص النبي صلى الله عليه وسلم على أن يكون كل فعله موافقاً لما في القرآن، فبدأ بالصفا لأنه مذكور أولاً في الآية. وهذا درس في وجوب تتبع الدليل والاستناد إليه في العبادات.
2- إخلاص العبادة لله: قوله «أَبْدَأُ بِمَا بَدَأَ الله بِهِ» يُظهر أن الدافع للفعل هو امتثال أمر الله، لا شيء آخر.
3- التوحيد أساس الأعمال: بدأ النبي صلى الله عليه وسلم شعيرة السعي بالتوحيد والثناء على الله، مما يدل على أن جميع العبادات يجب أن تُبنى على أساس التوحيد الخالص.
4- التكرار في الذكر والدعاء: تكرار الذكر ثلاث مرات يدل على استحباب الإكثار من الذكر والتضرع إلى الله، وأن التكرار يعطي الفعل مزيداً من القوة والثبات.
5- الهدي النبوي في السعي: بيان كيفيّة السعي الصحيحة كما فعلها النبي صلى الله عليه وسلم، وهي المشي في معظم المسعى، والهرولة (الإسراع) في بطن الوادي فقط.
6- الدعاء في الأماكن الفاضلة: يستحب الإكثار من الدعاء وذكر الله أثناء أداء المناسك وفي الأماكن المشرفة.
7- الشكر لله على نعمه: ذكر انتصارات الله لنبيه وهزيمة الأحزاب داخل في ذكر نعم الله التي تستحق الشكر، حتى أثناء أداء مناسك الحج والعمرة.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الذكر الذي قاله النبي صلى الله عليه وسلم على الصفا والمروة مستحب وليس واجباً، فمن تركه فلا شيء عليه، ولكن فاته أجر كبير واتباع للسنة.
- يُستحب للطائف أن يقتدي بهدي النبي صلى الله عليه وسلم في السعي بين الصفا والمروة، فيبدأ بالصفا، ويذكر الله ويدعو كما فعل، ويسعى في بطن الوادي، ويمشي عند الصعود.
- هذا الحديث يرد على من كان يتردد من السعي بين الصفا والمروة في الجاهلية لأن uponها أصنام، فبين الله ثم رسوله أنها من شعائر الله.
أسأل الله تعالى أن يتقبل منا الطاعات، وأن يجعلنا من المتبعين لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، والله أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الحج (١٢١٨) من طريق حاتم بن إسماعيل المدنيّ، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر، فذكر الحديث بطوله في حجّة النبيّ ﷺ.
ورواه مالك في الحج (١٢٧) عن جعفر بن محمد بن علي، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله، مختصرًا: «أَنَّ رَسُولَ الله ﷺ كَانَ إِذَا وَقَفَ عَلَى الصَّفَا يُكَبِّرُ ثَلاثًا، وَيَقُولُ: «لا إِلَهَ إِلا الله وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ» يَصْنْعُ ذَلِكَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ وَيَدْعُو وَيَصْنَعُ عَلَى الْمَرْوَةِ مِثْلَ ذَلِك.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 333 من أصل 689 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أبدأ بما بدأ الله به، فبدأ بالصفا فرقي عليه

  • 📜 حديث: أبدأ بما بدأ الله به، فبدأ بالصفا فرقي عليه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أبدأ بما بدأ الله به، فبدأ بالصفا فرقي عليه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أبدأ بما بدأ الله به، فبدأ بالصفا فرقي عليه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أبدأ بما بدأ الله به، فبدأ بالصفا فرقي عليه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب