حديث: الطواف بين الصفا والمروة راكبًا ليس بسنة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب في جواز السّعي بين الصّفا والمروة راكبًا، وماشيًا

عن أبي الطفيل، قال: قلت لابن عباس: أَخْبِرْنِي عَن الطَّوَافِ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ رَاكِبًا أَسُنَّةٌ هُوَ فَإِنَّ قَوْمَكَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُ سُنَّةٌ؟ قَالَ: صَدَقُوا وَكَذَبُوا! . قَال: قُلْتُ: وَمَا قَوْلُكَ صَدَقُوا وَكَذَبُوا؟ قَال: إِنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ كَثُرَ عَلَيْهِ النَّاسُ يَقُولُونَ:
هَذَا مُحَمَّدٌ هَذَا مُحَمَّدٌ حَتَّى خَرَجَ الْعَوَاتِقُ مِن الْبُيُوتِ، قَال: وَكَانَ رَسُولُ الله ﷺ لا يُضْرَبُ النَّاسُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَلَمَّا كَثُرَ عَلَيْهِ رَكِبَ وَالْمَشْيُ وَالسَّعْيُ أَفْضَلُ.

صحيح: رواه مسلم في الحج (١٢٦٤) عن أبي كامل فضيل بن حسين الجحدريّ، حدّثنا عبد الواحد بن زياد، حدّثنا الجريريّ، عن أبي الطفيل فذكره.

عن أبي الطفيل، قال: قلت لابن عباس: أَخْبِرْنِي عَن الطَّوَافِ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ رَاكِبًا أَسُنَّةٌ هُوَ فَإِنَّ قَوْمَكَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُ سُنَّةٌ؟ قَالَ: صَدَقُوا وَكَذَبُوا! . قَال: قُلْتُ: وَمَا قَوْلُكَ صَدَقُوا وَكَذَبُوا؟ قَال: إِنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ كَثُرَ عَلَيْهِ النَّاسُ يَقُولُونَ:
هَذَا مُحَمَّدٌ هَذَا مُحَمَّدٌ حَتَّى خَرَجَ الْعَوَاتِقُ مِن الْبُيُوتِ، قَال: وَكَانَ رَسُولُ الله ﷺ لا يُضْرَبُ النَّاسُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَلَمَّا كَثُرَ عَلَيْهِ رَكِبَ وَالْمَشْيُ وَالسَّعْيُ أَفْضَلُ.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبوي الشريف، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

نص الحديث:


عن أبي الطفيل، قال: قلت لابن عباس: أَخْبِرْنِي عَن الطَّوَافِ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ رَاكِبًا أَسُنَّةٌ هُوَ فَإِنَّ قَوْمَكَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُ سُنَّةٌ؟ قَالَ: صَدَقُوا وَكَذَبُوا! . قَال: قُلْتُ: وَمَا قَوْلُكَ صَدَقُوا وَكَذَبُوا؟ قَال: إِنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ كَثُرَ عَلَيْهِ النَّاسُ يَقُولُونَ: هَذَا مُحَمَّدٌ هَذَا مُحَمَّدٌ حَتَّى خَرَجَ الْعَوَاتِقُ مِن الْبُيُوتِ، قَال: وَكَانَ رَسُولُ الله ﷺ لا يُضْرَبُ النَّاسُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَلَمَّا كَثُرَ عَلَيْهِ رَكِبَ وَالْمَشْيُ وَالسَّعْيُ أَفْضَلُ.

١. شرح المفردات:


● الطواف بين الصفا والمروة: السعي بين الجبلين الصفا والمروة، وهو ركن من أركان الحج والعمرة.
● راكبًا: أي على دابة.
● أسنة هو: هل هو سنة ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم؟
● قومك: أي أهل مكة.
● العواتق: جمع عاتق، وهي الشابة البالغة التي قاربت الزواج.
● لا يضرب الناس بين يديه: لم يكن يُضرب الناس أو يُدفعوا ليُفسح له الطريق، بل كان يتركهم حتى يفسحوا له بأنفسهم.
● المشي والسعي أفضل: أي أن المشي على الأقدام في السعي بين الصفا والمروة أفضل من الركوب.

٢. شرح الحديث:


يخبرنا الصحابي الجليل أبو الطفيل رضي الله عنه أنه سأل ابن عباس حبر الأمة وترجمان القرآن عن حكم السعي بين الصفا والمروة راكبًا على دابة، لأن أهل مكة كانوا يظنون أن ذلك سنة ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
فأجابه ابن عباس رضي الله عنهما بإجابة حكيمة جمعت بين الإقرار والتصحيح: "صَدَقُوا وَكَذَبُوا". أي:
● صَدَقُوا: من حيث أن النبي صلى الله عليه وسلم قد طاف بين الصفا والمروة راكبًا في حجة الوداع.
● كَذَبُوا: من حيث ظنهم أن الركوب هو السنة الأصلية والمستحبة، وأنه الفعل المعتاد للنبي صلى الله عليه وسلم.
ثم بين ابن عباس سبب ركوب النبي صلى الله عليه وسلم، وهو أن الزحام كان شديدًا حوله، والناس يتزاحمون لرؤيته صلى الله عليه وسلم حتى خرجت النسوة الشابات من بيوتهن لينظرن إليه، وكان النبي صلى الله عليه وسلم لا يحب أن يُؤذى أحدٌ لأجله، أو يُدفع الناس ليُفسحوا له الطريق، فلما اشتد الزحام ركب ليكون أرفق بالناس وأبعد عن إيذائهم.
ثم ختم ابن عباس رضي الله عنهما بالإشارة إلى الحكم الشرعي الأصلي: "وَالْمَشْيُ وَالسَّعْيُ أَفْضَلُ". أي أن الأصل في السعي هو المشي على الأقدام، وهو الأفضل والأكمل، وأما الركوب فكان لحاجة عارضة وهي شدة الزحام.

٣. الدروس المستفادة منه:


1- الفهم الدقيق للسنة: ليس كل ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم يكون سنة مستحبة يُقتدى به فيها على إطلاقها، بل يجب فهم السبب والحكمة من الفعل. فبعض أفعاله صلى الله عليه وسلم كانت لحاجة عارضة، والأصل هو الفعل الآخر.
2- رفق النبي صلى الله عليه وسلم وحسن خلقه: يتجلى في هذا الحديث شدة رفقه صلى الله عليه وسلم بالناس وحرصه على عدم إيذائهم أو إزعاجهم، حتى إنه غير من هيئته (من المشي إلى الركوب) من أجل راحتهم.
3- بيان الأحكام الشرعية بدقة: يجب على العالم أن يبين الحكم الشرعي بدقة ولا يترك الناس في لبس أو ظن خاطئ، كما فعل ابن عباس رضي الله عنهما حين صحح مفهوم أهل مكة.
4- الأفضل في السعي هو المشي: يستفاد من الحديث أن الأفضل للحاج والمعتمر أن يسعى بين الصفا والمروة ماشيًا على قدميه، إلا إذا كان هناك عذر كمرض أو كبر سن أو زحام شديد جدًا.

٤. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه.
- السعي بين الصفا والمروة ركن من أركان الحج والعمرة عند جمهور العلماء، لا يصحان بدونه.
- يجوز الركوب في السعي لعذر، كمرض أو إعاقة أو خوف ضرر، ويكون في هذه الحالة مباحًا أو مستحبًا حسب الحاجة.
- فعل النبي صلى الله عليه وسلم هنا يندرج under "فعل الجواز" الذي يبين أن الأمر جائز، وليس under "فعل الاستحباب" الذي يدل على أنّه الأفضل.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الحج (١٢٦٤) عن أبي كامل فضيل بن حسين الجحدريّ، حدّثنا عبد الواحد بن زياد، حدّثنا الجريريّ، عن أبي الطفيل فذكره.
قوله: «صدقوا وكذبوا» قال النوويّ: يعني صدقوا في أنه طاف راكبًا، وكذبوا في أنّ الركوب أفضل، بل المشي أفضل.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 330 من أصل 689 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الطواف بين الصفا والمروة راكبًا ليس بسنة

  • 📜 حديث: الطواف بين الصفا والمروة راكبًا ليس بسنة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الطواف بين الصفا والمروة راكبًا ليس بسنة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الطواف بين الصفا والمروة راكبًا ليس بسنة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الطواف بين الصفا والمروة راكبًا ليس بسنة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب