حديث: ابن عمر يوجب العمرة ثم يحج معها قائلاً: لقد كان لكم في رسول

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب هل على القارن سعيٌ واحدٌ أو سعيان؟

عن نافع: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ أَرَادَ الْحَجَّ عَامَ نَزَلَ الْحَجَّاجُ بِابْنِ الزُّبَيْرِ فَقِيلَ لَهُ إِنَّ النَّاسَ كَائِنٌ بَيْنَهُمْ قِتَالٌ وِإِنَّا نَخَافُ أَنْ يَصُدُّوكَ فَقَالَ: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾ [الأحزاب: ٢١] أَصْنَعُ كَمَا صَنَعَ رَسُولُ الله ﷺ إِنِّي أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ أَوْجَبْتُ عُمْرَةً ثُمَّ خَرَجَ حَتَّى إِذَا كَانَ بِظَاهِرِ البَيْدَاءِ قَالَ: مَا شَأْنُ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ إِلا وَاحِدٌ، اشْهَدُوا -قَالَ ابْنُ رُمْحٍ: أُشْهِدُكُمْ- أَنِّي قَدْ أَوْجَبْتُ حَجًّا مَعَ عُمْرَتِي. وَأَهْدَي هَدْيًا اشْتَرَاهُ بِقُدَيْدٍ، ثُمَّ انْطَلَقَ يُهِلُّ بِهِمَا جَمِيعًا حَتَّى قَدِمَ مَكَّةَ فَطَافَ بِالْبَيْتِ وَبِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ وَلَمْ يَزِدْ عَلَى ذَلِكَ وَلَمْ يَنْحَرْ وَلَمْ يَحْلِقْ وَلَمْ يُقَصِّرْ وَلَمْ يَحْلِلْ مِنْ شَيْءٍ حَرُمَ مِنْهُ حَتَّى كَانَ يَوْمُ النَّحْرِ فَنَحَرَ وَحَلَقَ وَرَأَى أَنْ قَدْ قَضَى طَوَافَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ بِطَوَافِهِ الأَوَّلِ.
وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: كَذَلِكَ فَعَلَ رَسُولُ الله ﷺ.

متفق عليه: رواه البخاريّ في الحج (١٦٤٠)، ومسلم في الحج (١٢٣٠: ١٨٢) كلاهما عن قتيبة بن سعيد، حدّثنا الليث، عن نافع، فذكره.

عن نافع: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ أَرَادَ الْحَجَّ عَامَ نَزَلَ الْحَجَّاجُ بِابْنِ الزُّبَيْرِ فَقِيلَ لَهُ إِنَّ النَّاسَ كَائِنٌ بَيْنَهُمْ قِتَالٌ وِإِنَّا نَخَافُ أَنْ يَصُدُّوكَ فَقَالَ: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾ [الأحزاب: ٢١] أَصْنَعُ كَمَا صَنَعَ رَسُولُ الله ﷺ إِنِّي أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ أَوْجَبْتُ عُمْرَةً ثُمَّ خَرَجَ حَتَّى إِذَا كَانَ بِظَاهِرِ البَيْدَاءِ قَالَ: مَا شَأْنُ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ إِلا وَاحِدٌ، اشْهَدُوا -قَالَ ابْنُ رُمْحٍ: أُشْهِدُكُمْ- أَنِّي قَدْ أَوْجَبْتُ حَجًّا مَعَ عُمْرَتِي. وَأَهْدَي هَدْيًا اشْتَرَاهُ بِقُدَيْدٍ، ثُمَّ انْطَلَقَ يُهِلُّ بِهِمَا جَمِيعًا حَتَّى قَدِمَ مَكَّةَ فَطَافَ بِالْبَيْتِ وَبِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ وَلَمْ يَزِدْ عَلَى ذَلِكَ وَلَمْ يَنْحَرْ وَلَمْ يَحْلِقْ وَلَمْ يُقَصِّرْ وَلَمْ يَحْلِلْ مِنْ شَيْءٍ حَرُمَ مِنْهُ حَتَّى كَانَ يَوْمُ النَّحْرِ فَنَحَرَ وَحَلَقَ وَرَأَى أَنْ قَدْ قَضَى طَوَافَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ بِطَوَافِهِ الأَوَّلِ.
وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: كَذَلِكَ فَعَلَ رَسُولُ الله ﷺ.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا الحديث الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما، يحكي قصة عظيمة في الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيها بيان لأحكام الحج والعمرة، وسأشرحه لكم جزءًا جزءًا إن شاء الله.

أولًا:

شرح المفردات:
● نَزَلَ الْحَجَّاجُ بِابْنِ الزُّبَيْرِ: أي حاصر الحجاج بن يوسف الثقفي عبد الله بن الزبير في مكة.
● يَصُدُّوكَ: يمنعوك ويعوقوك عن أداء الحج.
● أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ: قدوة حسنة يُقتدى بها.
● أَوْجَبْتُ عُمْرَةً: أحرمت بالعمرة وألزمت نفسي بها.
● ظَاهِرِ البَيْدَاءِ: مكان معروف خارج مكة على طريق المدينة.
● يُهِلُّ: يرفع صوته بالتلبية بالإحرام.
● يَوْمُ النَّحْرِ: يوم العيد الأول من أيام التشريق.
● وَلَمْ يَحْلِلْ: لم يتحلل من إحرامه.

ثانيًا. شرح الحديث:


يحكي الحديث أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أراد الحج في العام الذي حاصر فيه الحجاج بن يوسف الثقفي عبد الله بن الزبير في مكة، وكانت هناك فتنة واقتتال بين المسلمين. فحذره الناس من الخروج إلى الحج خوفًا من أن يمنعه المحاصرون أو يتعرض للأذى. فرد عليهم ابن عمر مستدلًا بقوله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}، وأخبرهم أنه يقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم في فعله، ثم أحرم بالعمرة فقط.
ولما وصل إلى منطقة البيداء، غيَّر نيته وأحرم بالحج مع العمرة (أي قرن بينهما)، وأهدى هديًا (أضحية) اشتراه من مكان يسمى "قديد". ثم استمر في إحرامه بالحج والعمرة معًا، وطاف طواف القدوم (طواف العمرة والحج معًا)، وسعى بين الصفا والمروة، ولم يتحلل من إحرامه، بل بقي على إحرامه حتى يوم النحر (يوم العيد)، فنحر هديه، وحلق رأسه، وتحلل من إحرامه. وكان يرى أن طوافه الأول (طواف القدوم) يكفيه عن طواف الإفاضة لحجه وعمرته.
وختم ابن عمر رضي الله عنهما بقوله: "كَذَلِكَ فَعَلَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم"، أي أن النبي صلى الله عليه وسلم فعل مثل هذا في حجة الوداع حين قرن بين الحج والعمرة.

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم: حيث استدل ابن عمر بالآية الكريمة {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}، وهذا تأكيد على وجوب اتباع سنته في كل شيء، حتى في أحوال الفتن والاضطرابات.
2- العزيمة في طاعة الله: لم يخف ابن عمر من الفتنة أو القتال، بل عزم على أداء النسك توكلًا على الله، وهذا يدل على شجاعة القلب وقوة الإيمان.
3- جواز الإحرام بالعمرة ثم إدخال الحج عليها (القران): وهذا من سنن النبي صلى الله عليه وسلم، حيث أحرم ابن عمر أولًا بالعمرة، ثم أدخل عليها الحج عندما وصل البيداء.
4- أن طواف القدوم يكفي للعمرة والحج للمقرن: حيث طاف ابن عمر طوافًا واحدًا وسعى سعيًا واحدًا، ولم يطف طوافًا آخر للحج، وهذا مذهب جمهور العلماء.
5- استحباب الهدي للمتمتع والقارن: حيث أهدى ابن عمر هديًا عندما قرن بين الحج والعمرة.

رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يدل على أن ابن عمر رضي الله عنهما كان شديد الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، حتى في التفاصيل الدقيقة لأعمال الحج.
- القران في الحج: هو أن يحرم بالعمرة والحج معًا، أو يحرم بالعمرة أولًا ثم يدخل عليها الحج قبل الشروع في طواف العمرة.
- طواف الإفاضة: هو الطواف الركن في الحج، وابن عمر يرى أن طواف القدوم يكفيه عنه إذا كان قارنًا بين الحج والعمرة، وهو رأي بعض العلماء.
أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، وأن يوفقنا لاتباع سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وأن يتقبل منا الحج والعمرة، إنه سميع مجيب.
والله أعلم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الحج (١٦٤٠)، ومسلم في الحج (١٢٣٠: ١٨٢) كلاهما عن قتيبة بن سعيد، حدّثنا الليث، عن نافع، فذكره.
وقول ابن عمر: «كذلك فعل رسول الله ﷺ» دليل على رفع ما فعله ابن عمر إلى النبيّ ﷺ بأن ليس على القارن إلّا سعي واحد.
ورواه أيوب عن نافع، عن ابن عمر بهذه القصّة، ولم يذكر النبيّ ﷺ إلّا في أوّل الحديث حين قيل له: يصدُّوكَ عن البيت. قال: «إذن أفعل كما فعلَ رسولُ الله ﷺ». ولم يذكر في آخر الحديث: «هكذا فعل رسول الله ﷺ» كما ذكره الليث بن سعد.
هكذا رواه مسلم من طريق حماد وإسماعيل بن عليّة كلاهما عن أيوب.
ورواه البخاريّ (١٦٣٩) من حديث ابن علية، عن أيوب، فذكره بطوله.
فظهر من هذا أنّ نافعًا مرة وقفه على ابن عمر، وأخرى رفعه إلى النبيّ ﷺ.
وممن رفعه أيضًا عن نافع: عبيد الله بن عمر كما في الحديث الآتي.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 343 من أصل 689 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ابن عمر يوجب العمرة ثم يحج معها قائلاً: لقد كان لكم في رسول

  • 📜 حديث: ابن عمر يوجب العمرة ثم يحج معها قائلاً: لقد كان لكم في رسول

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ابن عمر يوجب العمرة ثم يحج معها قائلاً: لقد كان لكم في رسول

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ابن عمر يوجب العمرة ثم يحج معها قائلاً: لقد كان لكم في رسول

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ابن عمر يوجب العمرة ثم يحج معها قائلاً: لقد كان لكم في رسول

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب