حديث: أَكُنْتُمْ تَكْرَهُونَ السَّعْيَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ؟

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب وجوب السَّعي بين الصَّفا والمروة في الحجّ والعمرة

عن عاصم، قال: قلت لأنس بن مالك رضي الله عنه: أَكُنْتُمْ تَكْرَهُونَ السَّعْيَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ؟ قَال: نَعَمْ لِأَنَّهَا كَانَتْ مِنْ شَعَائِرِ الْجَاهِلِيَّةِ حَتَّى أَنْزَلَ الله: ﴿إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا﴾.

متفق عليه: رواه البخاريّ في الحجّ (١٦٤٨)، ومسلم في الحجّ (١٢٧٨) كلاهما من طريق عاصم (هو ابن سليمان الأحول)، به، واللفظ للبخاري.

عن عاصم، قال: قلت لأنس بن مالك ﵁: أَكُنْتُمْ تَكْرَهُونَ السَّعْيَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ؟ قَال: نَعَمْ لِأَنَّهَا كَانَتْ مِنْ شَعَائِرِ الْجَاهِلِيَّةِ حَتَّى أَنْزَلَ الله: ﴿إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا﴾.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
الحديث:
عن عاصم، قال: قلت لأنس بن مالك رضي الله عنه: أَكُنْتُمْ تَكْرَهُونَ السَّعْيَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ؟ قَال: نَعَمْ لِأَنَّهَا كَانَتْ مِنْ شَعَائِرِ الْجَاهِلِيَّةِ حَتَّى أَنْزَلَ الله: ﴿إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا﴾.


1. شرح المفردات:


● تَكْرَهُونَ: تتركون أو تتجنبون فعل الشيء نفورًا منه.
● السَّعْيَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ: المشي والهرولة بين جبلي الصفا والمروة في مناسك الحج والعمرة.
● شَعَائِرِ الْجَاهِلِيَّةِ: مناسك وعبادات كانت معروفة في زمن الجاهلية قبل الإسلام.
● لَا جُنَاحَ: لا إثم أو حرج.


2. شرح الحديث:


يخبر أنس بن مالك رضي الله عنه أن الصحابة كانوا يتجنبون السعي بين الصفا والمروة في بداية الإسلام؛ لأن هذه العبادة كانت معروفة في الجاهلية، حيث كان المشركون يسعون بينهما ويعكفون حولهما لأصنامهم. فخشي الصحابة أن يشبهوا المشركين في شعائرهم، فكانوا يتركون هذا السعي نفورًا من أي شبَه بالجاهلية.
ثم نزلت الآية الكريمة من سورة البقرة (آية 158) لتُبيّن أن الصفا والمروة من شعائر الله تعالى التي شرعها، وليست من مبتدعات الجاهلية. فالسعي بينهما عبادة مشروعة بل واجبة في الحج والعمرة، ولا حرج على المسلم في أدائها.


3. الدروس المستفادة:


● تنزيه العبادة عن مشابهة المشركين: حرص الصحابة على تجنب أي فعل يشبه عبادة المشركين، حتى لو كان الأصل مشروعًا.
● الانقياد لشرع الله: بمجرد نزول الآية، ترك الصحابة كراهيتهم وأقاموا هذه الشعيرة كما أمر الله.
● الفهم الصحيح للعبادة: ليس كل ما فعله المشركون باطل؛ فبعض الشعائر كانت أصلها صحيحًا ثم حرفها المشركون، فأعاد الإسلام تنقيتها وتصحيحها.
● التيسير ورفع الحرج: نزول الآية برفع الحرج يدل على رحمة الله تعالى وتيسيره على عباده.


4. معلومات إضافية:


- السعي بين الصفا والمروة ركن من أركان الحج والعمرة عند جمهور العلماء.
- الحديث رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما، وهو من الأحاديث الصحيحة المتعلقة بأحكام المناسك.
- القصة تدل على حرص الصحابة على التمييز بين شعائر الإسلام وشعائر الكفر، حتى لو أدى ذلك إلى ترك شيء كان مشروعًا في الأصل.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الحجّ (١٦٤٨)، ومسلم في الحجّ (١٢٧٨) كلاهما من طريق عاصم (هو ابن سليمان الأحول)، به، واللفظ للبخاري.
قوله تعالى: يدلّ على أنّ السّعي بينهما أمر حتم لا بدّ منه؛ لأنّ شعائر الله عظيمة لا يجوز التهاون بها، وقد أشار البخاريّ في «صحيحه» إلى ذلك فقال: «باب وجوب الصفا والمروة وجعل من شعائر الله».
قال الحافظ نقلًا من ابن المنيّر: «وجوب السعي مستفاد من كونهما جعلا من شعائر الله».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 316 من أصل 689 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أَكُنْتُمْ تَكْرَهُونَ السَّعْيَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ؟

  • 📜 حديث: أَكُنْتُمْ تَكْرَهُونَ السَّعْيَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ؟

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أَكُنْتُمْ تَكْرَهُونَ السَّعْيَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ؟

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أَكُنْتُمْ تَكْرَهُونَ السَّعْيَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ؟

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أَكُنْتُمْ تَكْرَهُونَ السَّعْيَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ؟

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب