مَنْ طَافَ بِالْبَيْتِ وَلَمْ يَطُفْ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ

حديث: مَنْ طَافَ بِالْبَيْتِ وَلَمْ يَطُفْ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ

عن عمرو بن دينار، قال: سَأَلْنَا ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنه عن رَجُلٍ قدم بعمرة فطَافَ بِالْبَيْتِ وَلَمْ يَطُفْ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ أَيَأْتِي امْرِأَتَهُ؟ فَقَال: قَدِمَ النَّبِيُّ ﷺ فَطَافَ بِالْبَيْتِ سَبْعًا وَصَلَّى خَلْفَ الْمَقَام رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الصَّفَا وَقَدْ قَالَ الله تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾ [سورة الأحزاب: ٢١].

متفق عليه: رواه البخاريّ أيضًا في الحج (١٦٢٣، ١٦٤٤)، ومسلم في الحج (١٢٣٤: ١٨٩) من طريق سفيان ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، به، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

عن عمرو بن دينار، قال: سَأَلْنَا ابْنَ عُمَرَ ﵁ عن رَجُلٍ قدم بعمرة فطَافَ بِالْبَيْتِ وَلَمْ يَطُفْ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ أَيَأْتِي امْرِأَتَهُ؟ فَقَال: قَدِمَ النَّبِيُّ ﷺ فَطَافَ بِالْبَيْتِ سَبْعًا وَصَلَّى خَلْفَ الْمَقَام رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الصَّفَا وَقَدْ قَالَ الله تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾ [سورة الأحزاب: ٢١].

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من أحاديث المناسك، يُبيّن لنا أهمية الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم في جميع أعمالنا، خاصة في العبادات. وإليك الشرح المفصل:

أولاً. شرح مفردات الحديث:

● قدم بعمرة: أي أتى مكة قاصدًا أداء مناسك العمرة.
● طاف بالبيت: أدى الطواف حول الكعبة المشرفة، وهو ركن من أركان العمرة والحج.
● بين الصفا والمروة: السعي بين الجبلين الصفا والمروة، وهو أيضًا ركن من أركان العمرة والحج.
● أياتي امرأته: أي هل يحل له أن يجامع زوجته قبل إكمال جميع مناسك العمرة؟
● خلف المقام: أي عند مقام إبراهيم عليه السلام، حيث يصلي الركعتين بعد الطواف.
● أسوة حسنة: قدوة ومثال طيب يُقتدى به.

ثانيًا. شرح الحديث:

يُخبرنا الصحابي الجليل عمرو بن دينار أنه سأل ابن عمر رضي الله عنهما عن رجل جاء لأداء العمرة، فطاف حول الكعبة لكنه لم يسع بين الصفا والمروة، فهل يحل له أن يجامع زوجته قبل إكمال السعي؟
فأجاب ابن عمر رضي الله عنهما بأن النبي صلى الله عليه وسلم عندما قدم مكة معتمرًا، بدأ بالطواف حول الكعبة سبعة أشواط، ثم صلى ركعتين خلف مقام إبراهيم، ثم خرج إلى الصفا ليبدأ السعي بين الصفا والمروة. واستدل ابن عمر على وجوب اتباع هذه السنة بقول الله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}.
ومعنى هذا أن العمرة لا تكتمل إلا بإتمام جميع أركانها، ومنها السعي بين الصفا والمروة. فمن ترك السعي، فإن عمرته لم تكتمل، وبالتالي لا يحل له ما يحل للمحرم بعد التحلل، ومن ذلك الجماع.

ثالثًا. الدروس المستفادة من الحديث:

1- وجوب الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم: فكما أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتحلل من عمرته إلا بعد إكمال جميع مناسكها، فكذلك يجب على المسلم أن يقتدي به في ذلك.
2- أركان العمرة: الحديث يبين أن للعمرة أركانًا must be completed بالترتيب الذي فعله النبي صلى الله عليه وسلم.
3- تحريم الجماع قبل إكمال المناسك: لا يحل للمعتمر أن يجامع زوجته قبل إكمال جميع مناسك العمرة والتحلل منها.
4- أهمية العلم بالسنة: الصحابة رضي الله عنهم كانوا يسألون عن أحكام الدين من علمائهم، وهذا دليل على وجوب سؤال أهل العلم فيما يُشكل على المرء.
5- الاستدلال بالقرآن على السنة: استدل ابن عمر رضي الله عنهما بالآية الكريمة على وجوب اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم، مما يدل على أن السنة هي التطبيق العملي للقرآن.

رابعًا. معلومات إضافية مفيدة:

- السعي بين الصفا والمروة ركن من أركان الحج والعمرة عند جمهور العلماء، ومن تركه لم تتم عمرته.
- الجماع قبل التحلل من العمرة محرم، وإذا وقع فإنه يفسد العمرة ويوجب على المعتمر الإعادة مع الكفارة.
- الحديث يدل على أن الترتيب بين الطواف والسعي هو سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وهو الأفضل، وإن كان السعي قبل الطواف جائزًا عند بعض العلماء مع الكراهة.
فالحديث يعلمنا أن المسلم يجب أن يتأسى برسول الله صلى الله عليه وسلم في جميع أعماله، خاصة في العبادات، لأنها مبناها على التوقيف والاتباع لا على الرأي والابتداع.
وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ أيضًا في الحج (١٦٢٣، ١٦٤٤)، ومسلم في الحج (١٢٣٤: ١٨٩) من طريق سفيان ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، به، فذكره.
وزاد البخاريّ (١٦٢٤، ١٦٤٥): وَسَأَلْنَا جَابر بنَ عبد الله ﵄، فقال: «لا يَقْرَبنَّها حَتى يَطُوفَ بين الصَّفا والمرْوَةِ».

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 337 من أصل 689 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: مَنْ طَافَ بِالْبَيْتِ وَلَمْ يَطُفْ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ

📜 حديث: مَنْ طَافَ بِالْبَيْتِ وَلَمْ يَطُفْ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: مَنْ طَافَ بِالْبَيْتِ وَلَمْ يَطُفْ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: مَنْ طَافَ بِالْبَيْتِ وَلَمْ يَطُفْ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: مَنْ طَافَ بِالْبَيْتِ وَلَمْ يَطُفْ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية