من كان يهل فلا ينكر عليه، ومن يكبر فلا ينكر عليه

حديث: من كان يهل فلا ينكر عليه، ومن يكبر فلا ينكر عليه

عن محمد بن أبي بكر الثقفيّ: أنه سأل أنس بن مالك -وهما غاديان من مني إلى عرفة-: كيف كنتم تصنعون في هذا اليوم مع رسول الله ﷺ؟ قال: كان يهلُّ المهلُّ منا فلا يُنكر عليه، ويُكبِّر المكبِّرُ فلا يُنكر عليه.

متفق عليه: رواه مالك في الحج (٤٣) عن محمد بن أبي بكر الثقفيّ، بالإسناد.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أهلاً وسهلاً بك أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه والعمل بها.
هذا الحديث الشريف رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو من الأحاديث العظيمة التي تبين سماحة الإسلام ويسره، خاصة في مناسك الحج العظيمة.

أولاً. شرح المفردات:

● غاديان: أي ذاهبان في وقت الغداة (أول النهار).
● من منى إلى عرفة: أي في طريق الذهاب من منى إلى عرفة في يوم عرفة.
● يُهِلُّ المُهِلُّ: يرفع صوته بالتلبية بقول "لبيك اللهم لبيك".
● يُكَبِّرُ المُكَبِّرُ: يرفع صوته بالتكبير بقول "الله أكبر".
● فلا يُنكَر عليه: أي لا يعترض عليه أحد ولا يمنعه.

ثانياً. شرح الحديث:

يحدثنا الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه، وهو الذي خدم النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين، عن هدي النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في يوم عرفة، وهو أعظم أيام الحج بل أعظم أيام الدنيا على الإطلاق.
فبين أنس رضي الله عنه أن الصحابة كانوا يسيرون مع النبي صلى الله عليه وسلم من منى إلى عرفة، فكان من الناس من يرفع صوته بالتلبية ("لبيك اللهم لبيك")، ومنهم من يرفع صوته بالتكبير ("الله أكبر"). والمهم أن كلا الفريقين كان يعمل سنة من سنن النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يكن أحد ينكر على الآخر أو يمنعه، لأن كلا الأمرين مشروع في هذا الموطن العظيم.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:

1- سعة الشريعة ويسرها: فالحج عبادة عظيمة، وقد شرع الله فيها أنواعاً من الذكر والدعاء، مما يتناسب مع أحوال العباد واختلافهم.
2- التسامح واللين في التعامل: فالمسلم ينبغي أن يكون متسامحاً مع إخوانه، خاصة في العبادات التي تعددت فيها السنن والوجوه.
3- ترك التنطع والتشدد: فمن خطأ بعض الناس اليوم أن يتشدد في مسائل الخلاف، ويُنكر على من خالفه رأيه في أمثال هذه المسائل، مع أن كلا الفعلين ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم.
4- استحباب رفع الصوت بالذكر في يوم عرفة: سواء كان تلبية أو تكبيراً، لأن هذا اليوم من أعظم الأيام، والذكر فيه مستحب.
5- الأخذ بالرخصة وعدم إثقال النفس: فالحج فيه مشقة، فمن يسر الله عليه أن يلبي فله ذلك، ومن يسر له أن يكبر فله ذلك، دون حرج أو إعنات للنفس.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:

● التلبية: هي شعار الحج، وتبدأ من الإحرام وتستمر حتى يبدأ الحاج برمي جمرة العقبة يوم النحر.
● التكبير: هو من أعظم الذكر، ويكون في أيام الحج خاصة، وهو من سنن النبي صلى الله عليه وسلم.
● الخلاف بين العلماء: هل الأفضل في يوم عرفة التلبية أم التكبير؟ والصحيح أن كلاً منهما سنة، والأمر واسع، وليس هناك نص يفضل أحدهما على الآخر في هذا الموطن بالذات.
أسأل الله تعالى أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال، وأن يوفقنا لاتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، والاقتداء بهدي صحابته الكرام.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مالك في الحج (٤٣) عن محمد بن أبي بكر الثقفيّ، بالإسناد.
ورواه البخاريّ في الحج (١٦٥٩)، ومسلم في الحج (١٢٨٥) كلاهما من طريق مالك، به، مثله.
ورواه مسلم من طريق موسى بن عقبة، حدّثني محمد بن أبي بكر قال: قلت لأنس بن مالك غداة عرفة: ما تقول في التلبية هذا اليوم؟ قال (فذكره بنحوه).

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 374 من أصل 689 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من كان يهل فلا ينكر عليه، ومن يكبر فلا ينكر عليه

📜 حديث: من كان يهل فلا ينكر عليه، ومن يكبر فلا ينكر عليه

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: من كان يهل فلا ينكر عليه، ومن يكبر فلا ينكر عليه

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: من كان يهل فلا ينكر عليه، ومن يكبر فلا ينكر عليه

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: من كان يهل فلا ينكر عليه، ومن يكبر فلا ينكر عليه

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية