حديث: الصَّلاةُ أَوَّلُ مَا فُرِضَتْ رَكْعَتَيْنِ

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قصر الصلاة بمني

عن عائشة قالت: الصَّلاةُ أَوَّلُ مَا فُرِضَتْ رَكْعَتَيْنِ فَأْقِرَّتْ صَلاةُ السَّفَرِ وَأُتِمَّتْ صَلاةُ الْحَضَرِ.
قَالَ الزُّهْرِيُّ فَقُلْتُ لِعُرْوَةَ: مَا بَالُ عَائِشَةَ تُتِمُّ؟ قَال: تَأَوَّلَتْ مَا تَأَوَّلَ عُثْمَانُ.

متفق عليه: رواه البخاريّ في تقصير الصلاة (١٠٩٠)، ومسلم في صلاة المسافرين (٦٨٥: ٣) كلاهما من حديث سفيان، عن الزّهريّ، عن عروة، عن عائشة، فذكرته.

عن عائشة قالت: الصَّلاةُ أَوَّلُ مَا فُرِضَتْ رَكْعَتَيْنِ فَأْقِرَّتْ صَلاةُ السَّفَرِ وَأُتِمَّتْ صَلاةُ الْحَضَرِ.
قَالَ الزُّهْرِيُّ فَقُلْتُ لِعُرْوَةَ: مَا بَالُ عَائِشَةَ تُتِمُّ؟ قَال: تَأَوَّلَتْ مَا تَأَوَّلَ عُثْمَانُ.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم يرويه الإمام البخاري في صحيحه عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وفيه بيان لتاريخ تشريع الصلاة ومراحله. وإليك الشرح الوافي لهذا الحديث:

أولاً. شرح المفردات:


● فُرِضَتْ: أي أُوجبت وشرعت.
● رَكْعَتَيْنِ: مثنى ركعة، وهي الوحدة الأساسية في الصلاة.
● أُقِرَّتْ: أُبقت وأثبتت على حالها.
● صَلاةُ السَّفَرِ: الصلاة في حالة السفر، وهي القصر.
● أُتِمَّتْ: أكمِلت وزيد فيها.
● صَلاةُ الْحَضَرِ: الصلاة في حالة الإقامة.
● تَأَوَّلَتْ: فسرت واجتهدت في فهم النص الشرعي.
● مَا تَأَوَّلَ عُثْمَانُ: أي بما فسره واجتهد فيه عثمان بن عفان رضي الله عنه.

ثانياً. شرح الحديث:


تقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: إن الصلاة عندما فُرِضت أول الأمر في مكة، كانت ركعتين ركعتين، سواء في الحضر أو السفر. ثم بعد الهجرة إلى المدينة، زيد في صلاة الحضر فأصبحت أربع ركعات (في الظهر والعصر والعشاء)، بينما بقيت صلاة السفر على حالها ركعتين (إلا المغرب والفجر فإنهما لم تتغيرا).
ثم يسأل الزهري (وهو من كبار التابعين) عروة بن الزبير (وهو ابن أخت عائشة راوية الحديث): لماذا كانت عائشة تُتم الصلاة في السفر (أي تصلي أربع ركعات) مع أن صلاة السفر الأصل فيها القصر؟ فيجيب عروة: لأنها تأولت (أي اجتهدت في فهم النص) كما تأول عثمان بن عفان رضي الله عنه.

ثالثاً. الدروس المستفادة:


1- مرونة الشريعة وتدرجها: الشريعة الإسلامية جاءت بالتدرج في التشريع، مراعيةً حال الناس وقدراتهم.
2- اجتهاد الصحابة: يدل على أن الصحابة كانوا يجتهدون في فهم النصوص الشرعية، وقد يكون اجتهادهم مختلفاً في بعض المسائل الفرعية.
3- قصر الصلاة في السفر: الأصل في صلاة المسافر هو القصر (ركعتين)، وهذا هو فعل النبي صلى الله عليه وسلم والأكثرية من الصحابة.
4- جواز الإتمام في السفر: اجتهاد عائشة وعثمان رضي الله عنهما يدل على جواز الإتمام في السفر، وإن كان خلاف الأفضل.
5- احترام اجتهاد العلماء: الحديث يظهر أدب الخلاف بين العلماء، حيث لم ينكر عروة على عائشة اجتهادها، بل بين سبب فعلها.

رابعاً. معلومات إضافية:


- سبب تأول عائشة وعثمان: ذهب بعض العلماء إلى أن عائشة وعثمان رضي الله عنهما كانا يريان أن القصر سنة وليس واجباً، فكانا يتمان الصلاة أحياناً.
- الجمهور على أن قصر الصلاة في السفر سنة مؤكدة وليس واجباً، ومن أتم فلا إثم عليه، لكنه خالف الأفضل.
- روى الإمام مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "صدقة تصدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته".
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في تقصير الصلاة (١٠٩٠)، ومسلم في صلاة المسافرين (٦٨٥: ٣) كلاهما من حديث سفيان، عن الزّهريّ، عن عروة، عن عائشة، فذكرته.
ومعنى تأويلهما كما قال جمهور أهل العلم أنهما رأيا القصْر جائزًا لا واجبًا، وقيل غير ذلك. انظر «خلاصة النووي» (٢/ ٧٢٥).
وأما ما رُوي عن عثمان رضي الله عنه مرفوعًا: «من تأهّل في بلد فليصل صلاة المقيم» فهو حديث ضعيف. انظر تخريجه في كتاب الصلاة - جموع أبواب صلاة المسافر.
وأضيف هنا ما قاله الحافظ في «الفتح» (٢/ ٥٧٠): «هذا الحديث لا يصح لأنه منقطع، وفي رواته من لا يحتج به، ويردّه قول عروة: إنّ عائشة تأوّلتْ ما تأوّل عثمان، ولا جائز أن تتأهل عائشة أصلًا، فدلّ على وهن الخبر».
وقال: «ثم ظهر لي أنه يمكن أن يكون مراد عروة بقوله: «كما تأوّل عثمان«التشبيه بعثمان في الإتمام بتأويل لا اتحاد تأويلهما، ويقويه أن الأسباب اختلفت في تأويل عثمان فتكاثرت بخلاف تأويل عائشة.
وقيل: إن عثمان إنما أتمّ الصلاة لأنه نوى الإقامة بعد الحجّ إلا أنه مرسل. رواه عبد الرزاق عن الزهريّ أن عثمان فذكره.
وقيل: إنّ عثمان بن عفّان أتمّ الصلاة بمني من أجل الأعراب؛ لأنهم كثروا عامئذ، فصلي بالناس أربعًا ليعلمهم أنّ الصلاة أربع.
رواه أبو داود (١٩٦٤) عن موسى بن إسماعيل، حدّثنا حماد، عن أيوب، عن الزهري، أنّ عثمان بن عفان، فذكره. وهذا أيضًا مرسل.
ولكن يقويه ما رواه البيهقيّ (٣/ ١٤٤) من طريق عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه، عن عثمان أنه أتمّ بمني ثم خطب فقال: «إنّ القصر سنة رسول الله ﷺ وصاحبيه، ولكنه حدث طَغَام (بفتح الطاء والمعجمة، كما في الفتح) - فخفت أن يستنوا».
وعن ابن جريج أنّ أعرابيًّا ناداه في منى: يا أمير المؤمنين، ما زلتُ أصليها منذ رأيتك عام أوّل ركعتين».
قال ابن حجر: «هذه طرق يقوي بعضها بعضًا».
وقال البيهقي عقب حديث عبد الرحمن بن حميد: «وقد قيل غير هذا، والأشبه أن يكون رآه رخصة، فرأى الإتمام جائزًا كما رأته عائشة، وقد رُوي ذلك عن غير واحد من الصحابة مع اختيارهم القصر».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 367 من أصل 689 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الصَّلاةُ أَوَّلُ مَا فُرِضَتْ رَكْعَتَيْنِ

  • 📜 حديث: الصَّلاةُ أَوَّلُ مَا فُرِضَتْ رَكْعَتَيْنِ

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الصَّلاةُ أَوَّلُ مَا فُرِضَتْ رَكْعَتَيْنِ

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الصَّلاةُ أَوَّلُ مَا فُرِضَتْ رَكْعَتَيْنِ

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الصَّلاةُ أَوَّلُ مَا فُرِضَتْ رَكْعَتَيْنِ

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب