حديث: يوم النحر يوم الحج الأكبر

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب خطب النبيّ ﷺ في حجّة الوداع

عن رجل من أصحاب النبيّ ﷺ قال: قام فينا رسول الله ﷺ على ناقة حمراء مخضرمة، فقال: «أتدرون أيّ يومكم هذا؟». قال: قلنا: يوم النّحر. قال: «صدقتم يوم الحجّ الأكبر، أتدرون أيّ شهر شهركم هذا؟». قلنا: ذو الحجّة. قال: «صدقتم شهر الله الأصم، أتدرون أيّ بلد بلدكم هذا؟». قال: قلنا: المشعر الحرام. قال: «صدقتم». قال: «فإنّ دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا». أو قال: «كحرمة يومكم هذا وشهركم هذا وبلدكم هذا. ألا وأنّي فرطكم على الحوض أنظركم وأنّي مكاثر بكم الأمم فلا تَسوَّدُوا وجهي، ألا وقد رأيتموني وسمعتم مني وستسألون عنّي، فمن كذب عليَّ فليتبوأ مقعده من النّار، ألا وإنّي مستنقذٌ رجالًا -أو ناسًا- ومستنقَذٌ منّي آخرون، فأقول: يا ربِّ أصحابي! فيقالُ: إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك».

صحيح: رواه الإمام أحمد عن وجهين: أحدهما عن يحيى بن سعيد (٢٣٤٩٧) هكذا مطوّلًا.

عن رجل من أصحاب النبيّ ﷺ قال: قام فينا رسول الله ﷺ على ناقة حمراء مخضرمة، فقال: «أتدرون أيّ يومكم هذا؟». قال: قلنا: يوم النّحر. قال: «صدقتم يوم الحجّ الأكبر، أتدرون أيّ شهر شهركم هذا؟». قلنا: ذو الحجّة. قال: «صدقتم شهر الله الأصم، أتدرون أيّ بلد بلدكم هذا؟». قال: قلنا: المشعر الحرام. قال: «صدقتم». قال: «فإنّ دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا». أو قال: «كحرمة يومكم هذا وشهركم هذا وبلدكم هذا. ألا وأنّي فرطكم على الحوض أنظركم وأنّي مكاثر بكم الأمم فلا تَسوَّدُوا وجهي، ألا وقد رأيتموني وسمعتم مني وستسألون عنّي، فمن كذب عليَّ فليتبوأ مقعده من النّار، ألا وإنّي مستنقذٌ رجالًا -أو ناسًا- ومستنقَذٌ منّي آخرون، فأقول: يا ربِّ أصحابي! فيقالُ: إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النبوي الشريف الذي رواه أحد أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، معتمدًا في ذلك على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة:

أولًا:

نص الحديث
يقول الراوي: قام فينا رسول الله ﷺ على ناقة حمراء مخضرمة، فقال: «أتدرون أيّ يومكم هذا؟». قال: قلنا: يوم النّحر. قال: «صدقتم يوم الحجّ الأكبر، أتدرون أيّ شهر شهركم هذا؟». قلنا: ذو الحجّة. قال: «صدقتم شهر الله الأصم، أتدرون أيّ بلد بلدكم هذا؟». قال: قلنا: المشعر الحرام. قال: «صدقتم». قال: «فإنّ دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا». أو قال: «كحرمة يومكم هذا وشهركم هذا وبلدكم هذا. ألا وأنّي فرطكم على الحوض أنظركم وأنّي مكاثر بكم الأمم فلا تَسوَّدُوا وجهي، ألا وقد رأيتموني وسمعتم مني وستسألون عنّي، فمن كذب عليَّ فليتبوأ مقعده من النّار، ألا وإنّي مستنقذٌ رجالًا -أو ناسًا- ومستنقَذٌ منّي آخرون، فأقول: يا ربِّ أصحابي! فيقالُ: إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك».

### ثانيًا. شرح المفردات
● ناقة حمراء مخضرمة: الناقة الحمراء هي التي لونها بين الحمرة والغبرة، والمخضرمة: التي قطعت سنها وكبرت.
● يوم النحر: هو اليوم العاشر من ذي الحجة، يوم عيد الأضحى.
● يوم الحج الأكبر: هو يوم النحر، وسُمي بذلك لعظم أفعال الحج فيه.
● شهر الله الأصم: هو شهر ذو الحجة، وسُمي بالأصم لأنه لا تُرفع فيه أصوات القتال ولا الأذان للجهاد (في الأشهر الحرم).
● المشعر الحرام: هو مكة المكرمة، أو يشمل كل الحرم المكي.
● فرطكم: أي سابقكم إلى الحوض، الذي أسبقكم إليه.
● مكاثر بكم الأمم: أي مُكثر بكم، أفتخر بكثرة أمتي على سائر الأمم.
● فلا تسوِّدوا وجهي: أي لا تخزوني ولا تُذلوني بارتكاب المعاصي بعدي.
● مستنقذ: أي مُخلَّص من النار بشفاعتي.
● مستنقَذ مني: أي مُنَـزَّه عني، أي سأُنَزَّه عنهم ولا أستنقذهم.

### ثالثًا. شرح الحديث
هذا الحديث العظيم يُعد من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم، وقد قاله في حجة الوداع، وفي موقف مهيب ليؤكد على مجموعة من المبادئ الأساسية في الإسلام:
1- بيان حرمة الدماء والأموال: بدأ النبي صلى الله عليه وسلم بتذكير الصحابة بحرمة الزمان والمكان (يوم النحر، شهر ذي الحجة، مكة المكرمة) ثم قرر أن حرمة دماء المسلمين وأموالهم كحرمة هذا اليوم والشهر والبلد. وهذا تأكيد على قدسية الحياة والملكية في الإسلام.
2- التحذير من انتهاك الحرمات: النهي عن الاعتداء على الدماء والأموال هو تأكيد على مبدأ السلام والأمان في المجتمع المسلم.
3- بشارة بحوض النبي ﷺ وشفاعته: أخبر النبي أنه سيكون أول الواردين على الحوض، وسينتظر أمته، وسيكاثر بهم الأمم، وهذا من فضل هذه الأمة وخصوصيتها.
4- التحذير من المخالفة بعد العلم: قوله: "فلا تسوِّدوا وجهي" تحذير من المعاصي والبدع التي تُخزي النبي يوم القيامة.
5- التحذير من الكذب على النبي ﷺ: هذا وعيد شديد لمن يفترون على رسول الله الأحاديث، وهو من أشد أنواع الكذب.
6- بيان حال بعض من ينتسب إلى الأمة: سيشفع النبي لبعض أمته فيُنقذهم، ولكن سيرد عليه آخرون لأنه أحدثوا بعد وفاته (أي ارتكبوا المعاصي والبدع).

### رابعًا. الدروس المستفادة
1- تقديس حرمات المسلمين: يجب على المسلم أن يحترم دماء وأموال وإعراض المسلمين، فهي من أعظم الحرمات.
2- التعلق بالنبي ﷺ واتّباع سنته: يجب على المسلم أن يكون حريصًا على اتباع السنة النبوية وتجنب ما يخالفها.
3- الخوف من actions تُخزي النبي يوم القيامة: يجب على المسلم أن يتجنب المعاصي والبدع التي تُسوِّد وجه النبي ﷺ.
4- التحذير من الكذب على النبي ﷺ: يجب التثبت في نقل الأحاديث وعدم نشر ما لم يثبت عنه.
5- الأمل في شفاعة النبي ﷺ: لكن هذا الأمل يجب أن يقترن بالعمل الصالح واتباع السنة.

### خامسًا. معلومات إضافية
- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حديث صحيح بشواهده.
- يُستفاد منه أن الحج الأكبر هو يوم النحر، وهو قول جمهور العلماء.
- الحديث يظهر عظمة النبي ﷺ في حرصه على أمته وتحذيره لهم من الفتن والانحراف.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يوفقنا لطاعته واتباع سنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد عن وجهين: أحدهما عن يحيى بن سعيد (٢٣٤٩٧) هكذا مطوّلًا.
والثاني عن وكيع (١٥٨٨٦) مختصرًا - كلاهما عن شعبة، عن عمرو بن مرة، عن مرة الطيب،
قال: حدثني رجل من أصحاب النبيّ ﷺ، فذكر الحديث.
وإسناده صحيح. ومرة الطيب هو مرة بن شراحيل الهمدانيّ أبو إسماعيل الكوفيّ وهو يعرف بمرة الطّيب وهو من رجال الجماعة.
وقد رواه النسائي في الكبرى (٤٠٩٩)، ومسدد في «المسند» كما ذكره البوصيريّ في زوائد ابن ماجه، والطحاويّ في «شرح مشكل الآثار» (٤٢) كلّهم من طريق شعبة، بهذا الإسناد.
والرّجل المبهم من أصحاب النبيّ ﷺ لم يعرف من هو؟ ولا تضر جهالته.
ولكن رواه ابن ماجه (٣٠٥٧) من وجه آخر عن زافر بن سليمان، عن أبي سنان، عن عمرو بن مرة، عن مرة، عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله -وهو على ناقته- المخضرمة بعرفات، فقال: فذكر الخطبة مختصرًا.
فخالف زافر بن سليمان وهو الإيادي القهستاني في موضعين: أحدهما أنه جعل الحديث من مسند ابن مسعود. وغيره جعله عن صحابي مبهم غير مسمّى. والثاني جعل الخطبة ليوم عرفة، وغيره جعله ليوم النّحر.
وزافر بن سليمان هذا مختلف فيه، فوثّقه أحمد وابن معين وأبو داود وغيرهم، وضعّفه النّسائي وغيره، والخلاصة فيه أنه كما قال ابن عدي: «كأنّ أحاديثه مقلوبة الإسناد والمتن، وعامّة ما يرويه لا يتابع عليه، ويكتب حديثه مع ضعفه».
وهذا الحديث خالف من هو أوثق منه في الإسناد والمتن، فالمحفوظ حديث رجل من أصحاب النبيّ ﷺ يوم النّحر.
ولم ينتبه إلى هذه العلّة الخفيّة البوصيريّ في «مصباح الزّجاجة»، فقال: «هذا إسناد صحيح».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 548 من أصل 689 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يوم النحر يوم الحج الأكبر

  • 📜 حديث: يوم النحر يوم الحج الأكبر

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يوم النحر يوم الحج الأكبر

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يوم النحر يوم الحج الأكبر

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يوم النحر يوم الحج الأكبر

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب