حديث: دماءكم وأموالكم عليكم حرام إلى أن تلقوا ربكم
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب خطب النبيّ ﷺ في حجّة الوداع
حسن: رواه الإمام أحمد (١٦٦٩٩) عن عبد الصمد بن عبد الوارث، قال: حدّثنا ربيعة بن كلثوم، قال: حدثني أبي، عن أبي غادية الجهنيّ، فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد، فإني أسعد بتوضيح هذا الحديث النبوي الشريف الذي يحمل في طياته أسمى مبادئ الإسلام في حفظ النفس والمال، وأقدم الشرح على النحو التالي:
الحديث:
عن أبي الغادية الجهني رضي الله عنه قال: خطبنا رسول الله ﷺ يوم العقبة، فقال: «يا أيّها النّاس، إنّ دماءكم وأموالكم عليكم حرام إلى أن تلقوا ربَّكم، كحرمكم يومكم هذا، في بلدكم هذا، في شهركم هذا، ألا هل بلّغت؟». قالوا: نعم. قال: «اللهمّ هل بلّغت».
1. شرح المفردات:
● يوم العقبة: موضع قرب مكة حيث كان النبي ﷺ يلتقي بالأنصار في بيعة العقبة.
● حرام: محظور وممنوع شرعاً، يحرم انتهاكه.
● دماءكم: أي أنفسكم وحياتكم.
● أموالكم: ممتلكاتكم وما تملكونه.
● كحرمة يومكم هذا: أي كحرمة اليوم الذي تسمعونه فيه (يوم عرفة أو يوم الحج).
● بلدكم هذا: مكة المكرمة.
● شهركم هذا: شهر ذي الحجة.
2. شرح الحديث:
في هذا الخطاب الجامع، يوجه النبي ﷺ كلمة إلى الناس جميعاً في يوم العقبة (أثناء حجة الوداع)، مؤكداً على حرمة الدماء والأموال، وهي من الكليات الخمس التي حفظها الإسلام (الدين، النفس، العقل، النسل، المال).
- قوله: «إنّ دماءكم وأموالكم عليكم حرام» يعني أن الاعتداء على النفس أو المال محرم تحريماً شديداً.
- قوله: «إلى أن تلقوا ربكم» يشير إلى أن هذه الحرمة مستمرة طوال الحياة حتى الموت.
- التشبيه بـ «كحرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا، في شهركم هذا» يُعظّم من شأن هذه الحرمة، فكما أن للحج وأيامه ومكانه حرمة عظيمة عند الله، فكذلك حرمة الدماء والأموال.
- ثم يسأل ﷺ: «ألا هل بلغت؟» للتأكد من وصول الرسالة، وفي قوله: «اللهم هل بلغت» استشهاد بالله على تبليغ الرسالة، مما يدل على عظم المسؤولية وأهمية البيان.
3. الدروس المستفادة:
● حرمة النفس البشرية: يحرم قتل النفس أو الاعتداء عليها بغير حق، وهذا أصل من أصول الشريعة.
● حرمة المال: يحرم أخذ مال الغير بغير حق، سواء بالسرقة أو الغش أو الغصب.
● المسؤولية الاجتماعية: على المجتمع والأفراد حفظ هذه الحرمات ومنع انتهاكها.
● أهمية التبليغ: حرص النبي ﷺ على تأكيد تبليغ الرسالة يدل على أهمية التواصل الواضح في الدعوة.
● الاستمرارية: الحرمة ليست مؤقتة بل تمتد طوال العمر، مما يدل على ثبات الأحكام.
4. معلومات إضافية:
- هذا الحديث جزء من خطبة حجة الوداع، التي بين فيها النبي ﷺ أصول الإسلام.
- رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حديث صحيح.
- يستدل به العلماء على تحريم القتل والاعتداء، وأن الحقوق المالية محفوظة.
- يُعد هذا الخطاب تأسيساً لمجتمع آمن تحترم فيه الحقوق الأساسية.
أسأل الله أن يفقهنا في الدين، وأن يجعلنا من الحافظين لحدود الله، والمحافظين على حقوق العباد. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
ورواه الطبراني في الكبير (٢٢/ ٣٦٣) من وجه آخر عن مسلم بن إبراهيم، ثنا ربيعة بن كلثوم،
ثنا أبي، قال: كنت بواسط القصب عند عبد الأعلى بن عبد الله بن عامر، فقال الآذان: هذا أبو غادية الجهني. فقال عبد الأعلى: أدخلوه. فدخل وعليه مقطعات له، رجل طوال ضرب من الرجال، كأنه ليس من هذه الأمة. فلما قعد، قال: «بايعت رسول ﷺ. فقلت: يمينك؟ قال: نعم. خطبنا يوم العقبة، فقال: «يا أيها الناس ألا إنّ دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا. ألا هل بلّغت؟». قالوا: نعم. قال: «اللهم! اشهد». قال: «لا ترجعوا بعدي كفّارّا يضرب بعضكم رقاب بعض».
قال: «وكنا نعدّ عمار بن ياسر من خيارنا. قال: فلما كان يوم صفين، أقبل يمشي أول الكتيبة راجلًا حتى إذا كان من الصفين طعن رجلًا في ركبته بالرمح، فعثر فانكفأ المغفر عنه، فضربته فإذا هو رأس عمار.
قال: يقول مولي لنا: أي يد كفتاه. قال: فلم أر رجلًا أبين ضلالةً عندي منه، أنه سمع من النبيّ ﷺ ما سمع، ثم قتل عمارًا». انتهى.
وإسناده حسن من أجل الكلام في كلثوم وهو ابن جبر البصريّ مختلف فيه غير أنه حسن الحديث. وأبو الغادية هذا الجهني واسمه يسار بن سبع، وقيل: يسار بن أزهر. أدرك النبيّ ﷺ وهو غلام، وله سماع من النبيّ ﷺ، وكان محبًّا في عثمان، وهو قاتل عمار بن ياسر، وكان إذا استأذن على معاوية وغيره يقول: قاتل عمار على الباب! .
قال ابن عبد البر في ترجمته في «الاستيعاب»: «وفي قصته عجب عند أهل العلم، روى عن النبيّ ﷺ ما ذكرنا أنه سمعه منه، ثم قتل عمارًا رضي الله عنه، روى عنه كلثوم بن جبر».
وقال الحافظ في «الإصابة»: «والظن بالصّحابة في تلك الحروب أنهم كانوا فيها متأوّلين، وللمجتهد المخطئ أجر، وإذا ثبت هذا في حقّ أحاد الناس، فثبوته للصحابة بالطريق الأولى».
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 555 من أصل 689 حديثاً له شرح
- 530 هذا يوم النّحر وهذا يوم الحجّ الأكبر
- 531 إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا
- 532 دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا
- 533 ألا هل بلغت؟ اللَّهم اشهد، فليبلغ الشاهد الغائب
- 534 التيسير في الحج ورفع الحرج
- 535 إن الزمان قد استدار كهيئة يوم خلق الله السماوات والأرض
- 536 إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام
- 537 السنة اثنا عشر شهرا منها اربعة حرم
- 538 إن أمر عليكم عبد مجدع أسود يقودكم بكتاب الله فاسمعوا...
- 539 أتدرون أي يوم هذا و أي بلد هذا و أي...
- 540 المسيح الدجال أعور عين اليمين كأن عينه عنبة طافية
- 541 هذا يوم الحج الأكبر دماؤكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام
- 542 إذا كان قبل يوم التروية خطب الناس وأخبرهم بمناسكهم
- 543 نهي النبي عن الاقتتال بعد وفاته
- 544 قَدْ فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُم الْحَجَّ فَحُجُّوا
- 545 خطبة النبي ﷺ بمنى بين أوسط أيام التشريق
- 546 النبي يخطب الناس على ناقته العضباء يوم الأضحى بمنى
- 547 خطبة النبي يوم عرفة على بعيره
- 548 يوم النحر يوم الحج الأكبر
- 549 رسول الله يخطب الناس بمنى على بغلة شهباء
- 550 لا تُنفق المرأة شيئًا من بيتها إلا بإذن زوجها
- 551 بحصى الخذف في مناسك الحج
- 552 لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأحمر على أسود إلا...
- 553 ألا إنّ أحرم الأيام يومكم هذا
- 554 دماؤكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام
- 555 دماءكم وأموالكم عليكم حرام إلى أن تلقوا ربكم
- 556 إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا
- 557 غفر الله لكم
- 558 لا وصية لوارث والولد للفراش وللعاهر الحجر
- 559 يا أيها الناس أي يوم يومكم هذا
- 560 نضّر الله عبدًا سمع مقالتي فوعاها
- 561 غزا النبي تسع عشرة غزوة وحج حجة الوداع
- 562 كم حج رسول الله ﷺ؟ حجة واحدة واعتمر أربع عمر
- 563 حج النبي ثلاث حجج حجتين قبل الهجرة وحجة بعدها
- 564 ننزل غدًا إن شاء الله بخيف بني كنانة
- 565 وهل ترك لنا عقيل منزلا
- 566 صلّى الظهر يوم التروية بمنى والعصر يوم النفر بالأبطح
- 567 صلى النبي الظهر والعصر والمغرب والعشاء ثم رقد رقدة بالمحصب
- 568 رسول الله ﷺ والخلفاء من بعده قد حصَّبوا
- 569 نزول الأبطح ليس بسنة
- 570 ليس التحصيب بشيء إنما هو منزل نزله رسول الله
- 571 لم يأمرني رسول الله أن أنزل الأبطح حين خرج من...
- 572 صلاة الظهر يوم النفر بالحصبة سنة
- 573 من السنة النزول بالأبطح عشية النفر.
- 574 ادَّلج رسول الله ﷺ ليلة النّفر من البطحاء
- 575 إذا قفل من غزو أو حج أو عمرة يكبِّر على...
- 576 أناخ النبي ﷺ بالبطحاء التي بذي الحليفة فصلى بها
- 577 مناخ النبي ﷺ بذي الحليفة في بطن الوادي
- 578 يقيم المهاجر بمكة بعد قضاء نسكه ثلاثًا
- 579 صلاة في مسجدي خير من ألف صلاة فيما سواه
معلومات عن حديث: دماءكم وأموالكم عليكم حرام إلى أن تلقوا ربكم
📜 حديث: دماءكم وأموالكم عليكم حرام إلى أن تلقوا ربكم
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: دماءكم وأموالكم عليكم حرام إلى أن تلقوا ربكم
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: دماءكم وأموالكم عليكم حرام إلى أن تلقوا ربكم
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: دماءكم وأموالكم عليكم حرام إلى أن تلقوا ربكم
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 20, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








