حديث: لا تُنفق المرأة شيئًا من بيتها إلا بإذن زوجها

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب خطب النبيّ ﷺ في حجّة الوداع

عن أبي أمامة الباهليّ، قال: سمعت رسول الله ﷺ في خطبته عام حجّة الوداع يقول: «إن الله قد أعطي كل ذي حق حقه، فلا وصية لوارث، والولد للفراش وللعاهر الحجر، وحسابهم على الله، ومن ادعى إلى غير أبيه أو انتمى إلى غير مواليه، فعليه لعنة الله التابعةُ إلى يوم القيامة، لا تُنفق المرأة شيئًا من بيتها إلا بإذن زوجها». فقيل: يا رسول الله، ولا الطّعام؟ قال: «ذاك أفضلُ أموالنا». قال: ثم قال رسول الله ﷺ: «العارية مؤداة، والمنحة مردودة، والدين مقضي، والزعيم غارم».

حسن: رواه أبو داود (٣٥٦٥)، والترمذي (٦٧٠)، وابن ماجه (٢٢٩٥)، وأحمد (٢٢٢٩٤) كلّهم من طريق إسماعيل بن عياش، قال: حدثني شرحبيل بن مسلم الخولانيّ، قال: سمعت أبا أمامة الباهليّ، فذكره.

عن أبي أمامة الباهليّ، قال: سمعت رسول الله ﷺ في خطبته عام حجّة الوداع يقول: «إن الله قد أعطي كل ذي حق حقه، فلا وصية لوارث، والولد للفراش وللعاهر الحجر، وحسابهم على الله، ومن ادعى إلى غير أبيه أو انتمى إلى غير مواليه، فعليه لعنة الله التابعةُ إلى يوم القيامة، لا تُنفق المرأة شيئًا من بيتها إلا بإذن زوجها». فقيل: يا رسول الله، ولا الطّعام؟ قال: «ذاك أفضلُ أموالنا». قال: ثم قال رسول الله ﷺ: «العارية مؤداة، والمنحة مردودة، والدين مقضي، والزعيم غارم».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث العظيم الذي خطب به النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع، وهو يضم وصايا عظيمة وأحكامًا شرعية مهمة:

الحديث:


عن أبي أمامة الباهليّ، قال: سمعت رسول الله ﷺ في خطبته عام حجّة الوداع يقول: «إن الله قد أعطي كل ذي حق حقه، فلا وصية لوارث، والولد للفراش وللعاهر الحجر، وحسابهم على الله، ومن ادعى إلى غير أبيه أو انتمى إلى غير مواليه، فعليه لعنة الله التابعةُ إلى يوم القيامة، لا تُنفق المرأة شيئًا من بيتها إلا بإذن زوجها». فقيل: يا رسول الله، ولا الطّعام؟ قال: «ذاك أفضلُ أموالنا». قال: ثم قال رسول الله ﷺ: «العارية مؤداة، والمنحة مردودة، والدين مقضي، والزعيم غارم».


1. شرح المفردات:


● العاهر: الزاني.
● الحجر: الحرمان، أي أنه محروم من نسب الولد.
● التابعة: الملازمة والدائمة.
● العارية: ما يعار من متاع ليرد.
● مؤداة: يجب ردها.
● المنحة: ما يعطى من الحيوان لينتفع بلبنه ثم يرد.
● مردودة: يجب ردها.
● الزعيم: الكفيل والضامن.
● غارم: يلزمه الوفاء بما التزم به.


2. شرح الحديث:


يحتوي هذا الحديث على عدة أحكام شرعية مهمة:
أولاً: "إن الله قد أعطى كل ذي حق حقه"
هذا تأكيد على عدل الله تعالى وأنه شرع لعباده ما يكفل حقوقهم ويصونها.
ثانيًا: "فلا وصية لوارث"
الوارث له حق مفروض في الميراث، فلا يجوز أن يوصى له بزيادة على نصيبه؛ لأن ذلك ظلم للورثة الآخرين. والوصية تكون لغير الورثة فقط.
ثالثًا: "والولد للفراش وللعاهر الحجر"
الولد يلحق بصاحب الفراش (الزوج)، أما الزاني فلا حق له في النسب، بل هو محروم منه. وهذا حفاظ على الأنساب وصيانة للأسر.
رابعًا: "ومن ادعى إلى غير أبيه أو انتمى إلى غير مواليه، فعليه لعنة الله التابعة إلى يوم القيامة"
هذا تحذير شديد من انتساب الشخص إلى غير أبيه الحقيقي، أو إلى غير مواليه (أي سادته في الولاء إذا كان مولى). وهذا من الكبائر؛ لأنه كذب وتزوير في الأنساب.
خامسًا: "لا تُنفق المرأة شيئًا من بيتها إلا بإذن زوجها"
للزوج حق التصرف في ماله، فلا يجوز للزوجة أن تنفق من مال الزوج بدون إذنه، إلا ما جرت العادة به كالنفقة على البيت والأولاد.
سادسًا: "ولا الطعام؟ قال: ذاك أفضل أموالنا"
عندما سُئل: ألا تنفق حتى الطعام؟ أجاب النبي صلى الله عليه وسلم أن الطعام هو أفضل الأموال؛ لأنه قوام الحياة، ومع ذلك لا يجوز للزوجة أن تتصرف فيه بدون إذن الزوج.
سابعًا: "العارية مؤداة، والمنحة مردودة، والدين مقضي، والزعيم غارم"
● العارية مؤداة: يجب رد العارية إلى صاحبها.
● المنحة مردودة: ما أعطي من حيوان لينتفع بلبنه يجب رده.
● الدين مقضي: يجب الوفاء بالدين.
● الزعيم غارم: الكفيل يتحمل المسؤولية ويجب عليه الوفاء بما التزم به.


3. الدروس المستفادة:


- العدل في الحقوق والوصايا.
- صيانة الأنساب وتحريم الانتساب إلى غير الأب.
- احترام حقوق الزوج في ماله.
- التأكيد على الوفاء بالعهود والالتزامات كرد العارية والمنحة وقضاء الدين.
- التحذير من اللعنة الأبدية على من يحرف النسب أو ينتسب إلى غير أبيه.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من خطبة الوداع التي بين فيها النبي صلى الله عليه وسلم أصول الإسلام وقواعده.
- الأحكام الواردة فيه تدل على حرص الإسلام على حفظ الحقوق والمحافظة على النظام الأسري والاجتماعي.
- ينبغي للمسلم أن يتقي الله في حقوق الآخرين ويوفي بالتزاماته.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يفقهون حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ويعملون به، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٣٥٦٥)، والترمذي (٦٧٠)، وابن ماجه (٢٢٩٥)، وأحمد (٢٢٢٩٤) كلّهم من طريق إسماعيل بن عياش، قال: حدثني شرحبيل بن مسلم الخولانيّ، قال: سمعت أبا أمامة الباهليّ، فذكره. واللفظ لأحمد واختصره غيره.
وإسناده حسن من أجل الكلام في إسماعيل بن عياش إلا أن روايته عن الشاميين لا بأس به وهذا منها، وله طريق آخر يصح به الحديث. انظر الوصية. وقال الترمذي: «حديث حسن».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 550 من أصل 689 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تُنفق المرأة شيئًا من بيتها إلا بإذن زوجها

  • 📜 حديث: لا تُنفق المرأة شيئًا من بيتها إلا بإذن زوجها

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا تُنفق المرأة شيئًا من بيتها إلا بإذن زوجها

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا تُنفق المرأة شيئًا من بيتها إلا بإذن زوجها

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا تُنفق المرأة شيئًا من بيتها إلا بإذن زوجها

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب