حديث: إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب خطب النبيّ ﷺ في حجّة الوداع

عن وابصة بن معبد الجهنيّ، أنّه كان يقوم في الناس يوم الأضحى، أو يوم الفطر فيقول: إنّي شهدتُ رسول الله ﷺ في حجّة الوداع، وهو يقول: «أيّ يوم هذا؟». قال الناس: يوم النّحر. قال: «فأيّ شهر هذا؟». ثم قال: «أيُّ بلد هذا؟». قالوا: هذه البلدة. قال: «فإنّ دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا إلى يوم تلقونه». ثم قال: «اللهم هل بلغت، يبلّغ الشّاهد الغائب».
قال وابصة: نُشهد عليكم، كما أَشهد علينا.

حسن: رواه أبو يعلى (١٥٨٩) عن عمرو النّاقد، حدّثنا عمرو بن عثمان الكلابي الرّقي، حدّثنا أصبغ بن محمد، عن جعفر بن برقان، عن شدّاد مولي عياض، عن وابصة، فذكره.

عن وابصة بن معبد الجهنيّ، أنّه كان يقوم في الناس يوم الأضحى، أو يوم الفطر فيقول: إنّي شهدتُ رسول الله ﷺ في حجّة الوداع، وهو يقول: «أيّ يوم هذا؟». قال الناس: يوم النّحر. قال: «فأيّ شهر هذا؟». ثم قال: «أيُّ بلد هذا؟». قالوا: هذه البلدة. قال: «فإنّ دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا إلى يوم تلقونه». ثم قال: «اللهم هل بلغت، يبلّغ الشّاهد الغائب».
قال وابصة: نُشهد عليكم، كما أَشهد علينا.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من جوامع كلم النبي ﷺ، وقد رواه الإمام أحمد في مسنده، والبيهقي في السنن الكبرى، وابن حبان في صحيحه، وغيرهم من أئمة الحديث.

شرح المفردات:


● يوم النحر: هو يوم عيد الأضحى، وهو اليوم العاشر من ذي الحجة.
● البلدة: يقصد بها مكة المكرمة.
● حرمة: تعني الحرمة والقداسة التي يجب احترامها.
● يبلّغ الشاهد الغائب: أي ليبلغ الحاضر منكم الغائب.

شرح الحديث:


في هذا الحديث يخبر الصحابي الجليل وابصة بن معبد الجهني رضي الله عنه أنه كان يذكر الناس في يوم العيد (الأضحى أو الفطر) بهذا الموقف العظيم الذي شهده من النبي ﷺ في حجة الوداع.
فقد وقف النبي ﷺ في الناس وسألهم ثلاثة أسئلة:
1- "أي يوم هذا؟" فأجابوا: يوم النحر.
2- "أي شهر هذا؟" فأجابوا: ذو الحجة.
3- "أي بلد هذا؟" فأجابوا: مكة المكرمة.
وهذه الأيام والأشهر والأماكن لها حرمة عظيمة في الإسلام، فاستخدمها النبي ﷺ للتمهيد لبيان حرمة أعظم، وهي حرمة دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم. فقال ﷺ: "فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا".
ثم أكد على استمرارية هذه الحرمة إلى يوم القيامة بقوله: "إلى يوم تلقونه"، أي إلى يوم القيامة.
وبعد أن بلغ الرسالة استشهد الله على تبليغه بقوله: "اللهم هل بلغت"، ثم أمر الحاضرين بتبليغ الغائبين: "يبلّغ الشاهد الغائب".
وأخيرًا، يؤكد وابصة رضي الله عنه على أهمية هذا البلاغ فيقول: "نشهد عليكم، كما أشهد علينا"، أي نحن نشهد على تبليغكم هذه الرسالة كما شهد لنا النبي ﷺ بتبليغها.

الدروس المستفادة:


1- عظم حرمة الدماء والأموال والأعراض في الإسلام، وأن الاعتداء عليها من الكبائر.
2- استمرار حرمة هذه الأمور إلى يوم القيامة، فلا تسقط بمرور الزمان.
3- أهمية تبليغ العلم ونشر تعاليم الإسلام، كما أمر النبي ﷺ.
4- التأكيد على المسؤولية الجماعية في حفظ حقوق المسلمين وصيانة حرماتهم.
5- بيان عظمة حجة الوداع وما فيها من توجيهات خالدة.

معلومات إضافية:


- هذا الخطاب كان في حجة الوداع، وهي آخر حجة حجها النبي ﷺ، وتسمى "حجة البلاغ" لأن فيها بلغ الرسالة وأكد على الأصول الكبرى للإسلام.
- الحديث يدل على أن الإسلام جاء ليصون الكرامة الإنسانية ويحفظ الحقوق الأساسية للناس.
- ينبغي للدعاة والعلماء أن يذكروا الناس بهذه المبادئ العظيمة، خاصة في مواسم الخير كأيام العيد.
نسأل الله أن يجعلنا ممن يحفظون حرمات المسلمين ويصونون دماءهم وأموالهم وأعراضهم، وأن يتقبل منا صالح الأعمال.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو يعلى (١٥٨٩) عن عمرو النّاقد، حدّثنا عمرو بن عثمان الكلابي الرّقي، حدّثنا أصبغ بن محمد، عن جعفر بن برقان، عن شدّاد مولي عياض، عن وابصة، فذكره.
وعمرو بن عثمان الكلابي ضعيف، ولكنه توبع. رواه أبو يعلى (١٥٩٠) قال عمرو بن محمد
النّاقد، حدّثنا أبو سلمة الخزاعيّ، أنّ جعفر بن برقان حدّثهم في هذا الحديث، أنّ سالم بن وابصة صلي بهم بالرّقة. وذكر حديث وابصة هذا.
وقال وابصة: «نُشهد عليكم كما أشهد علينا، فأوعيتم ونحن نبلغكم».
وأبو سلمة الخزاعي هو منصور بن سلمة بن عبد العزيز البغداديّ «ثقة ثبت حافظ» كما في «التقريب» من رجال الشيخين.
وسالم بن وابصة له ترجمة في تاريخ أبي زرعة الدّمشقي (٢/ ٦٨٦).
ورواه الطّبرانيّ في الأوسط (مجمع البحرين) (١٧٨٣) من طريق عبد السلام بن عبد الرحمن بن صخر الوابصيّ الرّقي، ثنا أبي، عن جعفر بن برقان بإسناده، نحوه. وهذه متابعة أخرى.
ووهم الطّبراني عندما قال: «لا يُروى عن وابصة إلّا بهذا الإسناد، تفرّد به عبد السلام».
وإسناده حسن من أجل الكلام في جعفر بن برقان غير أنه حسن الحديث، وثقه ابن معين، وابن سعد، وضعّفه النسائيّ. وفيه أيضًا شداد مولي عياض، ولم يوثقه غير ابن حبان.
ولذا قال الحافظ: «مقبول» وهو كذلك لأنه توبع.
وقال الهيثميّ في «المجمع» (٣/ ٢٦٩ - ٢٧٠): «رواه الطبراني في الأوسط، ورواه أبو يعلى ورجاله ثقات».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 556 من أصل 689 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا

  • 📜 حديث: إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب