حديث: غفر الله لكم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب خطب النبيّ ﷺ في حجّة الوداع

عن الحارث بن عمرو أنه لقي رسول الله ﷺ في حجة الوداع، فقلت: بأبي أنت يا رسول الله، استغفر لي. قال: «غفر الله لكم». قال وهو على ناقته العضباء. قال: فاشتددت له من الشق الآخر أرجو أن يخصني دون القوم. فقلت: استغفر لي. قال: «غفر الله لكم». قال رجل: يا رسول الله، الفرائع والعتائر؟ قال: «من شاء فرَّع، ومن شاء لم يفرع، ومن شاء عتر ومن شاء لم يعتر، في الغنم أضحية». ثم قال: «ألا إنّ دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا».

حسن: رواه الإمام أحمد (١٥٩٧٢) واللفظ له.

عن الحارث بن عمرو أنه لقي رسول الله ﷺ في حجة الوداع، فقلت: بأبي أنت يا رسول الله، استغفر لي. قال: «غفر الله لكم». قال وهو على ناقته العضباء. قال: فاشتددت له من الشق الآخر أرجو أن يخصني دون القوم. فقلت: استغفر لي. قال: «غفر الله لكم». قال رجل: يا رسول الله، الفرائع والعتائر؟ قال: «من شاء فرَّع، ومن شاء لم يفرع، ومن شاء عتر ومن شاء لم يعتر، في الغنم أضحية». ثم قال: «ألا إنّ دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع الذي رواه الإمام أحمد في مسنده:

الحديث:


عن الحارث بن عمرو أنه لقي رسول الله ﷺ في حجة الوداع، فقلت: بأبي أنت يا رسول الله، استغفر لي. قال: «غفر الله لكم». قال وهو على ناقته العضباء. قال: فاشتددت له من الشق الآخر أرجو أن يخصني دون القوم. فقلت: استغفر لي. قال: «غفر الله لكم». قال رجل: يا رسول الله، الفرائع والعتائر؟ قال: «من شاء فرَّع، ومن شاء لم يفرع، ومن شاء عتر ومن شاء لم يعتر، في الغنم أضحية». ثم قال: «ألا إنّ دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا».


1. شرح المفردات:


● بأبي أنت: تعبير عن المحبة والتفدية، أي أبي فداء لك.
● العضباء: ناقة النبي صلى الله عليه وسلم المشهورة، وسُميت بذلك لشدة بياضها.
● اشتددت: أسرعت وتوجهت.
● الفرائع: هي أول نتاج الإبل أو الغنم، كانوا في الجاهلية يذبحونه لآلهتهم.
● العتائر: هي الذبائح التي كانت تذبح في شهر رجب تعظيمًا له، وتسمى "العَتِيرة".
● أضحية: ما يذبح في عيد الأضحى تقربًا إلى الله تعالى.


2. شرح الحديث:


● الجزء الأول: طلب الحارث بن عمرو من النبي صلى الله عليه وسلم الاستغفار له، فأجابه النبي بقوله: «غفر الله لكم» بصيغة الجمع، ليشمل جميع الحاضرين أو الأمة.
- ثم تحرك الحارث إلى الجانب الآخر من الناقة ظنًا منه أن النبي قد خص القوم بالدعاء ولم يخصه، فكرر الطلب، فأجابه النبي بنفس الدعاء الجماعي، مما يدل على سماحته وحرصه على شمول الخير للجميع.
● الجزء الثاني: سأل رجل عن حكم "الفرائع" و"العتائر" -وهي من عادات الجاهلية في الذبح- فأجاب النبي صلى الله عليه وسلم بأن ذلك منسوخ، وأباح للناس الخيار في ذلك، لكنه قيد الذبح في الغنم بأن يكون على سبيل الأضحية الشرعية، لا على الطريقة الجاهلية.
● الجزء الثالث: ختم النبي صلى الله عليه وسلم بهذا النداء المهيب الذي أعلن فيه حرمة الدماء والأموال، وشبهها بحرمة يوم الحج (يوم عرفة أو يوم النحر) وحرمة مكة، وذلك في خطبة حجة الوداع المشهورة.


3. الدروس المستفادة:


1- جواز طلب الدعاء من الصالحين: لكن الأفضل أن يطلب المسلم من أخيه الدعاء في الحياة، لا بعد الموت.
2- سماحة النبي وشموليته في الدعاء: حيث شمل بالدعاء جميع الحاضرين ولم يخص سائله فقط.
3- إبطال العادات الجاهلية: مثل الفرائع والعتائر، والتي كانت تذبح لغير الله.
4- التأكيد على حرمة الدماء والأموال: وهو من أعظم مقاصد الشريعة في حفظ النفس والمال.
5- التيسير ورفع الحرج: حيث أباح النبي الخيار في بعض العادات التي لا تخالف الشرع.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث جزء من خطبة حجة الوداع التي بين فيها النبي صلى الله عليه وسلم أهم قواعد الإسلام.
- الحديث يدل على أن الذبح يجب أن يكون لله فقط، ولا يجوز أن يكون تقربًا لغير الله أو تعظيمًا لزمان أو مكان بغير شرع.
- قوله: «في الغنم أضحية» يعني أن الذبح في الغنم ينبغي أن يكون على وجه التقرب إلى الله كالأضحية، لا على الوجه الجاهلي.
أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا، وأن يعلمنا ما ينفعنا، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (١٥٩٧٢) واللفظ له.
ورواه النسائي (٤٢٢٦، ٤٢٢٧) والطبراني في الكبير (٣٣٥٠) والحاكم (٤/ ٢٣٦) مختصرا - كلهم من طرق، عن يحيى بن زرارة بن كُريم بن الحارث بن عمرو الباهلي، قال: سمعت أبي يذكر أنه سمع جده الحارث بن عمرو يحدث، فذكره.
ويحيى بن زرارة لم يوثقه غير ابن حبان، ولذا قال الحافظ في التقريب: «مقبول» قلت: وهو كذلك لأنه توبع.
فقد رواه الطبراني في الكبير (٣٣٥١)، والحاكم (٤/ ٢٣٢)، والبيهقي (٥/ ٢٨) كلهم من طريق عبد الوارث، عن عتبة بن عبد الملك السهمي، عن زرارة، بإسناده، نحوه.
قال الحاكم: «حديث صحيح لم يخرجاه».
وأخرجه الطبراني أيضا (٣٣٥٢) من وجه آخر عن سهيل بن حصين الباهلي، زرارة بن كُريم، الحارث بن عمرو السهمي أنه أتى رسول الله ﷺ في حجة الوداع، وهو على ناقته العضباء، وكان الحارث رجلا جسيما، فنزل إليه الحارث، فدنا منه حتي حاذي وجهه بركبة رسول الله ﷺ، فأهوى نبي الله ﷺ يمسح وجه الحارث، فما زالت نضرة على وجه الحارث حتى هلك. فقال له الحارث: يا نبي الله، ادع الله لي: «اللهم اغفر لنا»، فذكر نحو حديث عبد الوارث» انتهى.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 557 من أصل 689 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: غفر الله لكم

  • 📜 حديث: غفر الله لكم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: غفر الله لكم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: غفر الله لكم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: غفر الله لكم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب