حديث: لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأحمر على أسود إلا بالتقوى

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب خطب النبيّ ﷺ في حجّة الوداع

عن أبي نضرة حدّثني من سمع خطبة رسول الله ﷺ في وسط أيام التّشريق، فقال: يا أيّها النّاس، ألا إنّ ربكم واحد، وإنّ أباكم واحد ألا لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود، ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى. أبلّغت؟ !». قالوا: بلَّغ رسول الله ﷺ. ثم قال: «أيُّ يومٍ هذا؟». قالوا: يوم حرام. ثم قال: «أيُّ شهر هذا؟». قالوا: شهر حرام. قال: ثمّ قال: «أيُّ بلد هذا؟». قالوا: بلد حرام. قال: «فإنّ الله قد حرّم بينكم دماءكم وأموالكم». قال: ولا أدري قال: «أو أعراضكم» أم لا؟ «كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، أبلغت؟». قالوا: بلّغ رسول الله ﷺ. قال: «ليِبُلِّغ الشّاهدُ الغائبَ».

صحيح: رواه الإمام أحمد (٢٣٤٨٩) عن إسماعيل، حدّثنا سعيد الجريريّ، عن أبي نضرة، فذكره.

عن أبي نضرة حدّثني من سمع خطبة رسول الله ﷺ في وسط أيام التّشريق، فقال: يا أيّها النّاس، ألا إنّ ربكم واحد، وإنّ أباكم واحد ألا لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود، ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى. أبلّغت؟ !». قالوا: بلَّغ رسول الله ﷺ. ثم قال: «أيُّ يومٍ هذا؟». قالوا: يوم حرام. ثم قال: «أيُّ شهر هذا؟». قالوا: شهر حرام. قال: ثمّ قال: «أيُّ بلد هذا؟». قالوا: بلد حرام. قال: «فإنّ الله قد حرّم بينكم دماءكم وأموالكم». قال: ولا أدري قال: «أو أعراضكم» أم لا؟ «كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، أبلغت؟». قالوا: بلّغ رسول الله ﷺ. قال: «ليِبُلِّغ الشّاهدُ الغائبَ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من جوامع كلم النبي ﷺ، ألقاه في حجة الوداع في أيام التشريق، وهو يعد من الوصايا الجامعة التي تضمنت مبادئ أساسية في الإسلام.

أولاً. شرح المفردات:


● أيام التشريق: هي الأيام الثلاثة التي تلي يوم النحر (أي 11، 12، 13 من ذي الحجة).
● أعجمي: هو كل من ليس عربيًا، سواء كان فارسيًا أو روميًا أو غيره.
● أحمر: يقصد به الإنسان ذو البشرة الفاتحة.
● أسود: الإنسان ذو البشرة الداكنة.
● حرام: المقصود باليوم الحرام والشهر الحرام والبلد الحرام: أنها ذات حرمة ومكانة خاصة في الإسلام، يحرم فيها القتال ويُعظم فيها الإجرام.


ثانيًا. شرح الحديث:


1- الجزء الأول: الوحدة الإنسانية والمساواة:
قوله ﷺ: "ألا إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد":
- يشير إلى أن جميع البشر يعبدون إلهًا واحدًا هو الله تعالى، وينتمون إلى أصل واحد وهو آدم عليه السلام.
- هذا تأكيد على وحدة الأصل البشري، وأن التفاضل ليس بالعرق أو النسب.
قوله ﷺ: "لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود، ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى":
- ينهى النبي ﷺ عن العصبية القبلية والتمييز العرقي.
- يقرر مبدأ المساواة بين البشر، وأن المعيار الوحيد للتفاضل هو التقوى والعمل الصالح، كما قال تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} (الحجرات: 13).
2- الجزء الثاني: حرمة الدماء والأموال والأعراض:
- استفسر النبي ﷺ عن اليوم والشهر والبلد ليبين أن لها حرمة عظيمة في الإسلام.
- ثم قرر أن حرمة دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم مثل حرمة هذه الأزمنة والأماكن المقدسة.
- قوله: "فإن الله قد حرّم بينكم دماءكم وأموالكم" يشمل تحريم القتل والسرقة والاعتداء على المال.
- والشك في ذكر "أعراضكم" من الراوي لا ينفي ثبوتها، فقد ورد في روايات أخرى التصريح بحرمة الأعراض.
3- الجزء الثالث: التبليغ والتعليم:
- ختم النبي ﷺ خطبته بقوله: "أبلغت؟" تأكيدًا على أهمية تبليغ الرسالة.
- ثم أمر بأن يبلّغ الحاضر الغائب، مما يدل على وجوب نقل العلم ونشر هذه المبادئ.


ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- مبدأ المساواة في الإسلام: لا فضل بين الناس إلا بالتقوى، مما ينهي عن العنصرية والطبقية.
2- وحدة الأمة: الجميع أمة واحدة تحت مظلة الإسلام، regardless of their ethnic or racial backgrounds.
3- حرمة النفس والمال والعرض: هذه من الكليات الخمس التي يحافظ عليها الإسلام (الدين، النفس، العقل، العرض، المال).
4- أهمية التبليغ والدعوة: فالدين مبني على النصح والتعليم ونقل العلم.
5- التأكيد على القيم في المواسم المهمة: مثل الحج، حيث يجتمع الناس من كل أنحاء العالم.


رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الخطاب كان في حجة الوداع، والتي تعتبر مناسبة لتخليد مبادئ الإسلام الأساسية.
- الرواية في مسند الإمام أحمد وصححها الألباني.
- الحديث يرد على من يتهم الإسلام بالعنصرية، فهو يقرر المساواة منذ أكثر من 1400 عام.

أسأل الله أن يجعلنا من المتقين الذين يعظمون حرمات الله، وأن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (٢٣٤٨٩) عن إسماعيل، حدّثنا سعيد الجريريّ، عن أبي نضرة، فذكره. وإسناده صحيح. وإسماعيل هو ابن عليّة.
وأبو نضرة اسمه: المنذر بن مالك بن قطعة العبديّ. والصحابي المبهم لعلّ هو جابر كما جاء التصريح به في رواية أبي نعيم في الحلية (٣/ ١٠٠) من طريق سعيد الجريري، عن أبي نضرة، عن
جابر، فذكره مختصرًا، وقال: «غريب من حديث أبي نضرة، عن جابر. لم نكتبه إلّا من حديث أبي قلابة عن الجريري عنه» انتهي.
قال الأعظمي: إن كانت الغرابةُ من أجل أبي قلابة شيبة القيسي فقد رأيتَ رواه أيضًا إسماعيل بن عليّة. ثم حديث جابر رواه الإمام أحمد بإسناد آخر، كما مضى.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 552 من أصل 689 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأحمر على أسود إلا بالتقوى

  • 📜 حديث: لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأحمر على أسود إلا بالتقوى

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأحمر على أسود إلا بالتقوى

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأحمر على أسود إلا بالتقوى

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأحمر على أسود إلا بالتقوى

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب