حديث: ألزمت رسول الله على ملء بطني فأشهد إذا غابوا وأحفظ إذا نسوا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في مشروعية البيع والتجارة

عن أبي هريرة قال: إنكم تقولون: إن أبا هريرة يكثر الحديث عن رسول الله ﷺ، وتقولون: ما بال المهاجرين والأنصار لا يحدِّثون عن رسول الله ﷺ بمثل حديث أبي هريرة؟ ! وإن إخوتي من المهاجرين كان يشغلهم صفقٌ بالأسواق، وكنتُ ألزم رسول الله ﷺ على ملءِ بطني، فأشهدُ إذا غابوا، وأحفظُ إذا نسوا، وكان يُشغل إخوتي من الأنصار عملُ أموالهم، وكنتُ امرأً مسكينًا من مساكينِ الصُّفَّة، أعي حينَ ينسَوْن، وقد قال رسول الله ﷺ في حديثٍ يُحدِّثه: «إنَّه لنْ يَبسُط أحدٌ ثوبهُ حتى أقضيَ مقالتي هذه، ثم يجمع إليه ثوبه، إلّا وعَى ما أقُول» فبسطتُ نَمرةً عليّ، حتى إذا قضى رَسول الله ﷺ مقالته جَمعتُها إلى صدري، فمَا نَسيتُ مِن مقالةِ رسول الله ﷺ تِلكَ مِن شيء.

متفق عليه: رواه البخاريّ في البيوع (٢٠٤٧) ومسلم في فضائل الصحابة (٢٤٩٢ / .

عن أبي هريرة قال: إنكم تقولون: إن أبا هريرة يكثر الحديث عن رسول الله ﷺ، وتقولون: ما بال المهاجرين والأنصار لا يحدِّثون عن رسول الله ﷺ بمثل حديث أبي هريرة؟ ! وإن إخوتي من المهاجرين كان يشغلهم صفقٌ بالأسواق، وكنتُ ألزم رسول الله ﷺ على ملءِ بطني، فأشهدُ إذا غابوا، وأحفظُ إذا نسوا، وكان يُشغل إخوتي من الأنصار عملُ أموالهم، وكنتُ امرأً مسكينًا من مساكينِ الصُّفَّة، أعي حينَ ينسَوْن، وقد قال رسول الله ﷺ في حديثٍ يُحدِّثه: «إنَّه لنْ يَبسُط أحدٌ ثوبهُ حتى أقضيَ مقالتي هذه، ثم يجمع إليه ثوبه، إلّا وعَى ما أقُول» فبسطتُ نَمرةً عليّ، حتى إذا قضى رَسول الله ﷺ مقالته جَمعتُها إلى صدري، فمَا نَسيتُ مِن مقالةِ رسول الله ﷺ تِلكَ مِن شيء.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم رواه الإمام البخاري في صحيحه عن الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه، يبين فيه سبب كثرة روايته للحديث النبوي مقارنة بغيره من الصحابة، وسأشرحه لكم وفق النقاط التالية:

1. شرح المفردات:


● صفق بالأسواق: يعني البيع والشراء والتجارة.
● ملء بطني: أي أن أبا هريرة كان يلزم النبي ﷺ ليحصل على الطعام لسد جوعه.
● مساكين الصفة: فقراء الصحابة الذين كانوا يسكنون في صفة المسجد النبوي.
● نمرة: نوع من الثياب أو كساء من صوف.

2. شرح الحديث:


يبدأ أبو هريرة رضي الله عنه بالرد على من يتساءل عن سبب كثرة أحاديثه مقارنة بالمهاجرين والأنصار، فيوضح أن:
● المهاجرين كانوا مشغولين بالتجارة والبيع والشراء في الأسواق لطلب الرزق.
● الأنصار كانوا مشغولين بزراعة أموالهم وحرث أراضيهم.
- أما هو فكان من مساكين الصفة، وهم فقراء الصحابة الذين لا بيوت لهم، فكان يلازم النبي ﷺ لسد جوعه وحاجته، فحضر مجالس العلم التي غاب عنها الآخرون، وحفظ ما نسوه.
ثم يذكر قصة دالة على حرصه على العلم، حيث قال النبي ﷺ في إحدى خطبه: "إنه لن يبسط أحد ثوبه حتى أقضي مقالتي هذه، ثم يجمع إليه ثوبه، إلا وعى ما أقول"، ففعل أبو هريرة ذلك، فبسط ثوبه (النمرة) ليحفظ ما يقوله النبي ﷺ، فلما انتهى من كلامه جمعه إليه، فلم ينس شيئاً من ذلك الحديث.

3. الدروس المستفادة:


● فضل ملازمة العلماء ومجالس الذكر: فقد حصل أبو هريرة على هذا العلم بسبب ملازمته للنبي ﷺ.
● الحرص على حفظ العلم: بتفريغ القلب وتجهيز الأداة (كالثوب في القصة) لاستقبال العلم.
● بيان سبب كثرة رواية أبي هريرة: وهو اشتغال غيره بأمور الدنيا، وفراغه هو للعلم.
● إثبات فضل أبي هريرة وحفظه: وأن روايته ثابتة صحيحة بأمر النبي ﷺ ودعائه.
● التواضع والاعتراف بالنعمة: حيث وصف نفسه بالمسكنة ولم ينتقص من الصحابة.

4. معلومات إضافية:


- أبو هريرة رضي الله عنه هو أكثر الصحابة رواية للحديث، وقد دعا له النبي ﷺ بالحفظ.
- قصة بسط الثوب تدل على آداب طلب العلم وتوقير العالم.
- هذا الحديث جواب على شبهة أثيرت حول كثرة روايات أبي هريرة، وهو يرد عليها بأسلوب حكيم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في البيوع (٢٠٤٧) ومسلم في فضائل الصحابة (٢٤٩٢ / ...) كلاهما من حديث أبي اليمان، حدثنا شعيب، عن الزهري، قال: أخبرني سعيد بن المسيب، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، أن أبا هريرة قال فذكره. واللفظ للبخاري، ولفظ مسلم مختصر.
ورواه البخاري في العلم (١١٨) من طريق مالك، عن ابن شهاب، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: «إن النّاس يقولون: أكثَر أبو هريرة، ولولا آيتان في كتاب الله ما حدثت حديثًا، ثم يتلو: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (١٥٩) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾ [سورة البقرة:
١٥٩، ١٦٠]، إن إخواننا من المهاجرين كان يشغلهم الصّفق بالأسواق، وإن إخواننا من الأنصار كان يشغلهم العملُ في أموالهم، وإن أبا هريرة كان يلزم رسول الله ﷺ بِشَبعِ بطنه، ويحضُرُ ما لا يَحضُرون، ويحفَظُ ما لا يحفظُون».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1 من أصل 506 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ألزمت رسول الله على ملء بطني فأشهد إذا غابوا وأحفظ إذا نسوا

  • 📜 حديث: ألزمت رسول الله على ملء بطني فأشهد إذا غابوا وأحفظ إذا نسوا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ألزمت رسول الله على ملء بطني فأشهد إذا غابوا وأحفظ إذا نسوا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ألزمت رسول الله على ملء بطني فأشهد إذا غابوا وأحفظ إذا نسوا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ألزمت رسول الله على ملء بطني فأشهد إذا غابوا وأحفظ إذا نسوا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب