حديث: سَهْلًا إِذَا بَاعَ وَسَهْلًا إِذَا اشْتَرَى

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب السماحة في البيع والشراء

عن جابر قال: قال رسول الله ﷺ: «غفر الله لرجل كان قبلكم كان سهلًا إذا باع، وسهلا إذا اشترى، وسهلًا إذا اقتضى».

حسن: رواه الترمذي (١٣٢٠) عن عباس الدوري، حدثنا عبد الوهاب بن عطاء، أخبرنا إسرائيل، عن زيد بن عطاء بن السائب، عن محمد بن المنكدر، عن جابر فذكره.

عن جابر قال: قال رسول الله ﷺ: «غفر الله لرجل كان قبلكم كان سهلًا إذا باع، وسهلا إذا اشترى، وسهلًا إذا اقتضى».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فيسرني أن أشرح هذا الحديث النبوي الشريف الذي رواه الإمام البخاري في "الأدب المفرد" والإمام أحمد في "مسنده" وغيرهما، عن الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، أن رسول الله ﷺ قال: «غفر الله لرجل كان قبلكم كان سهلًا إذا باع، وسهلا إذا اشترى، وسهلًا إذا اقتضى».

أولاً. شرح المفردات:


● غفر الله: أي صفح وتجاوز عن ذنوبه، وقبل توبته.
● رجل كان قبلكم: أي من الأمم السابقة، قبل أمة الإسلام.
● سهلًا: ضد الصعب والشديد، أي ليّن الجانب، سهل المعاملة، متسامح.
● إذا باع: عند بيعه الشيء للآخرين.
● إذا اشترى: عند شرائه من الآخرين.
● إذا اقتضى: عند طلب حقه وقضائه من الآخرين، أي عند استيفاء الدين المستحق له.


ثانيًا. شرح الحديث:


يخبر النبي ﷺ عن رجل من الأمم السابقة نال مغفرة الله ورضوانه بسبب خلقه الحسن في معاملاته التجارية، حيث اتصف بثلاث صفات:
1- سهلًا إذا باع:
- كان متسامحًا عند بيعه، لا يغش ولا يخدع، ولا يحلف كذبًا لترويج بضاعته، ولا يبالغ في الثمن، ولا يضيق على المشترين، بل ييسر عليهم ويبذل المعروف.
2- سهلًا إذا اشترى:
- كان متسامحًا عند شرائه، لا يُكثر الجدل والمماكسة في الثمن بشكل مبالغ فيه، ولا يظلم البائع، ولا يطلب تخفيضًا غير معقول، بل يعطي الحقوق ويؤديها بكل أمانة.
3- سهلًا إذا اقتضى:
- كان متسامحًا عند مطالبته بحقه، كاسترداد دين عليه، فلا يشدد على المدين ولا يضغط عليه، بل ينظره إذا كان معسرًا، ويعفو عنه إذا كان مُعْسِرًا، وقد يتجاوز عن بعض حقه تقربًا إلى الله.


ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- التيسير في المعاملات من أسباب المغفرة:
- الحديث يبين أن السماحة في البيع والشراء والقضاء من الأعمال التي تُدخل صاحبها في رحمة الله ومغفرته.
2- الأخلاق التجارية في الإسلام:
- الإسلام يحث على التسامح واللين في المعاملات المالية، وينهى عن الشدة والجشع والظلم.
3- الترغيب في السماحة والعفو:
- التيسير على الناس في المطالبة بالحقوق من صفات المؤمنين الكرماء، وقد قال الله تعالى: {وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَىٰ مَيْسَرَةٍ} [البقرة: 280].
4- القدوة بالأمم السابقة:
- النبي ﷺ يضرب لنا أمثلة من الأمم السابقة للاقتداء بهم في الخير، حتى نتعلم من تجاربهم.
5- التجارة طريق للعبادة:
- ليس فقط الصلاة والصيام من العبادات، بل حتى المعاملات التجارية بالخلق الحسن يمكن أن تكون سببًا في نيل رضوان الله.


رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يدل على أن الله تعالى يجزي المحسنين في كل المجالات، حتى في تعاملاتهم الدنيوية.
- ينبغي للمسلم أن يكون سهلًا في بيعه وشرائه ومطالبته بحقه، دون أن يتساهل إلى حد التفريط في الحقوق، بل يكون وسطًا بين التسامح والعدل.
- من تطبيقات الحديث في عصرنا: التيسير على الزبائن، والسماحة في البيع والشراء عبر الإنترنت، والتسامح في المطالبة بالديون مع القدرة على الصبر على المعسرين.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من المتسامحين في معاملاتنا، وأن يتغمدنا برحمته ومغفرته.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذي (١٣٢٠) عن عباس الدوري، حدثنا عبد الوهاب بن عطاء، أخبرنا إسرائيل، عن زيد بن عطاء بن السائب، عن محمد بن المنكدر، عن جابر فذكره.
قال الترمذي: «حديث صحيح حسن غريب من هذا الوجه».
قال الأعظمي: فيه زيد بن عطاء بن السائب، وهو الثقفي الكوفي، روى عنه عدد إلا أنه لم يوثّقه غير ابن حبان، لأنه لم يكن معروفًا كما قال أبو حاتم. ولذا قال الحافظ في التقريب «مقبول» أي عند المتابعة، وقد توبع في الأصل في الحديث السابق. أشار إليه البيهقي في الصغرى بعد أن أخرج الحديث من طريق عبد الوهاب بن عطاء، فقال: ورواه أيضا أبو غسان، عن محمد بن المنكدر.
وأخرجه أيضا من هذا الوجه في «الكبري» (٥/ ٣٥٧ - ٣٥٨)، ولكنه لم يشر إلى هذه المتابعة. انظر «المنة الكبرى» (٥/ ٢٠٦).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 20 من أصل 506 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: سَهْلًا إِذَا بَاعَ وَسَهْلًا إِذَا اشْتَرَى

  • 📜 حديث: سَهْلًا إِذَا بَاعَ وَسَهْلًا إِذَا اشْتَرَى

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: سَهْلًا إِذَا بَاعَ وَسَهْلًا إِذَا اشْتَرَى

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: سَهْلًا إِذَا بَاعَ وَسَهْلًا إِذَا اشْتَرَى

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: سَهْلًا إِذَا بَاعَ وَسَهْلًا إِذَا اشْتَرَى

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب