إذا اشتريت فاكتل وإذا بعت فكِل

حديث: إذا اشتريت فاكتل وإذا بعت فكِل

عن عثمان قال: كنت أبتاع التمر من بطن من اليهود يقال لهم: بنو قينقاع، فأبيعه بربح، فبلغ ذلك رسول الله ﷺ، فقال: «يا عثمان، إذا اشتريت فاكتل، وإذا بعت فكِل».

حسن: رواه الإمام أحمد (٤٤٤) عن أبي سعيد مولي بني هاشم، وابن ماجه (٢٢٣٠) من حديث عبد الله بن يزيد، وعبد بن حميد (٥٢) من حديث عبد الله بن المبارك، والبيهقي (٥/ ٣١٥) من حديث سعيد بن أبي مريم، كل هؤلاء عن عبد الله بن لهيعة، حدثنا موسي بن وردان قال: سمعت سعيد بن المسيب يقول: سمعت عثمان يخطب على المنبر، ويقول.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الشريف رواه الإمام أحمد في مسنده، والإمام الترمذي في سننه، وهو حسن، وهو حديث عظيم فيه درس مهم في التعاملات المالية وأخلاق التجارة.

أولاً. شرح المفردات:

● أبتاع التمر: أشتريه لأتاجر به.
● بطن من اليهود: جماعة أو فرع من قبيلة يهودية.
● بنو قينقاع: اسم إحدى قبائل اليهود التي كانت تسكن المدينة المنورة.
● بربح: بزيادة في الثمن لأربح منها.
● اكتل: خذ الكيل بكيلك (أي بالمكيال الخاص بك عند الشراء).
● كِل: أعط الكيل بكيلك (أي بالمكيال الخاص بك عند البيع).

ثانياً. شرح الحديث:

يخبرنا الصحابي الجليل عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه كان يتعامل في تجارة التمر، حيث كان يشتريه من تجار يهود من بني قينقاع، ثم يبيعه للمسلمين بسعر أعلى ليكسب ربحاً.
فلما علم النبي صلى الله عليه وسلم بهذه المعاملة، نبهه إلى أمر في غاية الأهمية. لم ينكر عليه صلى الله عليه وسلم التجارة أو كسب الربح، بل وجهه إلى الطريقة الأمثل لضمان العدالة في المعاملة.
فقال له: «إذا اشتريت فاكتل»: أي عندما تشتري التمر من البائع (اليهودي)، استخدم مكيالك أنت لتحصل على حقك كاملاً ولا ينقصك البائع.
«وإذا بعت فكِل»: أي عندما تبيع التمر للمشتري، استخدم مكيالك أنت أيضاً لتعطيه حقه كاملاً ولا تنقصه.
والحكمة هنا أن المكاييل قد تختلف، فقد يكون مكيال البائع صغيراً فيأخذ منه بكثرة، أو يكون مكيال المشتري كبيراً فيعطي منه بقلة. فتكون المعاملة غير عادلة من الطرفين.

ثالثاً. الدروس المستفادة منه:

1- جواز التجارة والكسب الحلال: فالرسول صلى الله عليه وسلم لم ينه عثمان عن التجارة، بل أقرها بشرط العدل.
2- العدل المطلق في المعاملات: الإسلام يحث على العدل حتى مع غير المسلمين. فلم يقل النبي صلى الله عليه وسلم "إنهم يهود فاخدعهم"، بل أمر بالعدل معهم.
3- سد الذرائع إلى الخلاف والغش: أمر النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الطريقة (الاكتيال عند الشراء والاكتيال عند البيع) لمنع أي نزاع أو شك في كمية السلعة وحقوق المتعاقدين.
4- الحكمة في اختيار طريقة القياس: استخدام مكيال واحد ثابت من قبل أحد الطرفين يضمن الشفافية ويقطع الطريق على أي سوء ظن أو احتيال محتمل.
5- الرفق بالناس والتيسير عليهم: في هذا تيسير على المشتري والبائع، وضمان لحقوقهما.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث أصل من أصول "التحرز من مواضع التهم" في المعاملات، حتى لو كان الإنسان أميناً لا يغش. فالحكمة هي إزالة أي شبهة قد تعلق في قلب الطرف الآخر.
- يعتبر هذا الحديث من مكارم الأخلاق التي تميز بها الإسلام، حيث أمر بالعدل مع الخصوم والأعداء من غير المسلمين.
- يستفاد منه أيضاً أهمية الوضوح والشفافية في كل معاملة تجارية، وترك العشوائية والاجتهادات الشخصية التي قد تؤدي إلى الخلاف.
أسأل الله أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يرزقنا حسن التعامل والعدل في كل أمورنا.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (٤٤٤) عن أبي سعيد مولي بني هاشم، وابن ماجه (٢٢٣٠) من حديث عبد الله بن يزيد، وعبد بن حميد (٥٢) من حديث عبد الله بن المبارك، والبيهقي (٥/ ٣١٥) من حديث سعيد بن أبي مريم، كل هؤلاء عن عبد الله بن لهيعة، حدثنا موسي بن وردان قال: سمعت سعيد بن المسيب يقول: سمعت عثمان يخطب على المنبر، ويقول. فذكره.
وإسناده حسن من أجل ابن لهيعة؛ فإن هؤلاء الذين سبق ذكرهم سمعوا منه قبل اختلاطه، وإليه أشار البيهقي بقوله: «ورواه ابن المبارك، والوليد بن مسلم، وجماعة من الكبار عن عبد الله بن لهيعة».
وأبو سعيد شيخ أحمد اسمه عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري، قال أحمد، وابن معين: ثقة. واللفظ لأحمد.
ولفظ ابن ماجه: قال: كنت أبيع التمر في السوق، فأقول: كلت في وسقي هذا كذا، فأدفع التمر بكيله، وآخذ شفي، فدخلني من ذلك شيء، فسألت رسول الله ﷺ، فقال: «إذا سميت الكيل فكله».
وله إسناد آخر: رواه الدارقطني (٣/ ٨)، وعنه البيهقي (٥/ ٣١٥ - ٣١٦) من حديث أبي صالح، حدثني يحيى بن أيوب، عن عبيد الله بن المغيرة، عن منقذ مولي سراقة، عن عثمان بن عفان أن رسول الله ﷺ قال لعثمان: «إذا ابتعت فاكتل، وإذا بعت فكِل». وهذا الإسناد لا بأس به في المتابعات.
وقال الهيثمي: وروي من وجه مرسلا عن عثمان.
وقول أبي حاتم في «العلل» (١/ ٣٨٣ - ٣٨٤): «حديث منكر بهذا الإسناد». فقيَّد بالإسناد
الذي ساقه ابن أبي حاتم، وهو ما رواه محمد بن حمير قال: حدثني الأوزاعي قال: حدثني ثابت ابن ثوبان قال: حدثني مكحول، عن أبي قتادة قال: كان عثمان يشتري الطعام، ويبيعه قبل أن يقبضه، فقال له رسول الله ﷺ: «إذا ابتعت فاكتل، وإذا بعت فكل»؛ لأن مكحولا لم يسمع من أبي قتادة.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 31 من أصل 506 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إذا اشتريت فاكتل وإذا بعت فكِل

📜 حديث: إذا اشتريت فاكتل وإذا بعت فكِل

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: إذا اشتريت فاكتل وإذا بعت فكِل

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: إذا اشتريت فاكتل وإذا بعت فكِل

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: إذا اشتريت فاكتل وإذا بعت فكِل

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية