حديث: المتبايعان بالخيار حتى يتفرقا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في خيار المجلس للمتبايعين

عن عبد الله بن عمر قال: بعتُ من أمير المؤمنين عثمان بن عفان ﵄ مالا بالوادي بمال له بخيبر، فلما تبايعنا رجعت على عقبي حتى خرجت من بيته خشية أن يُرادَّني البيع، وكانت السنة أن المتبايعين بالخيار حتى يتفرقا.
قال عبد الله: فلما وجب بيعي وبيعه رأيت أني قد غبنته بأني سقته إلى أرض ثمود بثلاث ليال، وساقني إلى المدينة بثلاث ليال.

صحيح: علقه البخاري في البيوع (٢١١٦)، فقال: وقال الليث: حدثني عبد الرحمن بن خالد، عن ابن شهاب، عن سالم بن عبد الله، عن عبد الله بن عمر فذكره.

عن عبد الله بن عمر قال: بعتُ من أمير المؤمنين عثمان بن عفان ﵄ مالا بالوادي بمال له بخيبر، فلما تبايعنا رجعت على عقبي حتى خرجت من بيته خشية أن يُرادَّني البيع، وكانت السنة أن المتبايعين بالخيار حتى يتفرقا.
قال عبد الله: فلما وجب بيعي وبيعه رأيت أني قد غبنته بأني سقته إلى أرض ثمود بثلاث ليال، وساقني إلى المدينة بثلاث ليال.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه صلى الله عليه وسلم والعمل بها.
هذا الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه (كتاب البيوع، باب إذا خير أحدهما صاحبه في البيع فهو جائز) وغيره، وهو حديث عظيم فيه بيانٌ لأحد الأحكام المهمة في المعاملات المالية في الإسلام.

أولاً. شرح المفردات:


● بعتُ من أمير المؤمنين عثمان: أي أن عبدالله بن عمر باع لعثمان بن عفان رضي الله عنهما.
● مالاً بالوادي: أي أرضاً أو عقاراً في مكان يسمى "الوادي".
● بمال له بخيبر: أي مقابل أرض أخرى مملوكة لعثمان في خيبر.
● رجعت على عقبي: أي تراجعت وعدت إلى الوراء.
● خشية أن يُرادَّني البيع: خفت أن يتراجع عثمان عن الصفقة فيطلب فسخها.
● المتبايعين بالخيار حتى يتفرقا: أي أن لكل من البائع والمشتري الحق في فسخ العقد قبل أن يفترقا مكاناً.
● فلما وجب بيعي وبيعه: أي عندما أصبح العقد لازماً ولا خيار فيه بعد الافتراق.
● غبنته: أي ظلمته في المعاملة بأن بعته بسعر أقل من القيمة الحقيقية.
● سقته إلى أرض ثمود بثلاث ليال: أي أن الأرض التي بعتها له بعيدة جداً (ثلاثة أيام سفر) في منطقة قوم ثمود (وهم قوم صالح عليه السلام).
● وساقني إلى المدينة بثلاث ليال: أي أن الأرض التي أعطاني إياها في خيبر قريبة من المدينة (ثلاثة أيام سفر أيضاً).

ثانياً. شرح الحديث:


يحكي عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أنه أجرى صفقة مقايضة مع الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه، حيث باعه أرضاً في مكان يسمى "الوادي" مقابل أرض لعثمان في خيبر.
وبعد انتهاء العقد، بادر عبدالله بالخروج سريعاً من مجلس العقد حتى لا يتراجع عثمان عن الصفقة، لأن السنة النبوية تقضي بأن "المتبايعين بالخيار ما لم يتفرقا" أي أن لكل منهما حق فسخ العقد ما داما مجتمعين في مكان العقد.
وبعد أن أصبح العقد لازماً (بعد الافتراق)، تأمل عبدالله بن عمر في الصفقة فوجد أن الأرض التي أعطاها لعثمان (في الوادي) أبعد بكثير (تصلح لرحلة ثلاثة أيام إلى أرض ثمود) بينما الأرض التي أخذها من عثمان (في خيبر) قريبة من المدينة (ثلاثة أيام أيضاً)، فشعر بأنه قد غبن عثماناً، أي أنه أخذه صفقة غير متكافئة.

ثالثاً. الدروس المستفادة:


1- مشروعية خيار المجلس: وهو من أهم حقوق المتعاقدين في الإسلام، حيث يجوز لكل منهما فسخ العقد ما داما لم يفترقا. وهذا من رحمة الإسلام وعدله.
2- الورع والخشية من الله: موقف عبدالله بن عمر يدل على ورعه وخوفه من أن يكون قد ظلم أخاه المسلم ولو بدون قصد.
3- مراعاة العدل في المعاملات: الإسلام يحرم الغش والغبن الفاحش في المعاملات، ويحث على العدل والشفافية.
4- جواز المقايضة: وهي من أنواع البيوع الجائزة في الإسلام بشروطها.
5- قدوة الصحابة: في هذا الموقف نرى كيف كان الصحابة يتعاملون بأعلى درجات الأمانة والورع، حتى إنهم يخافون من أدنى شبهة.

رابعاً. معلومات إضافية:


- الخيار أنواع في الفقه الإسلامي: خيار المجلس، وخيار الشرط، وخيار العيب، وخيار الغبن، وغيرها.
- هذا الحديث أصل في مشروعية خيار المجلس، وهو مذهب جمهور العلماء (الحنفية والشافعية والحنابلة).
- القاعدة الفقهية: "الخراج بالضمان" أي أن من يتحمل مخاطر الشيء (ضمانه) فهو الذي يستحق عائده (خراجه).
أسأل الله أن يفقهنا في الدين، وأن يرزقنا حسن التعامل والورع في أمورنا كلها.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

علقه البخاري في البيوع (٢١١٦)، فقال: وقال الليث: حدثني عبد الرحمن بن خالد، عن ابن شهاب، عن سالم بن عبد الله، عن عبد الله بن عمر فذكره.
قال الحافظ ابن حجر: «وصله الإسماعيلي من طريق زنجويه والرمادي وغيرهما، وأبو نعيم من طريق يعقوب بن سفيان - كلهم عن أبي صالح كاتب الليث، عن الليث به».
قال الأعظمي: ومن هذا الطريق أخرجه أيضا البيهقي (٥/ ٢٧١).
قوله: «مالا» أي أرضا أو عقارا.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 40 من أصل 506 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: المتبايعان بالخيار حتى يتفرقا

  • 📜 حديث: المتبايعان بالخيار حتى يتفرقا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: المتبايعان بالخيار حتى يتفرقا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: المتبايعان بالخيار حتى يتفرقا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: المتبايعان بالخيار حتى يتفرقا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب