حديث: احجر على فلان فإنه يبتاع وفي عقدته ضعف

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب فيمن يُخدَع في البيع والشراء ماذا يقول.

عن أنس بن مالك أن رجلا على عهد رسول الله ﷺ كان يبتاع، وفي عقدته ضعف، فأتي أهله نبي الله ﷺ، فقالوا: يا نبي الله، احجر على فلان؛ فإنه يبتاع، وفي عقدته ضعف، فدعاه النبي ﷺ، فنهاه عن البيع، فقال: يا نبي الله، إني لا أصبر عن البيع، فقال رسول الله ﷺ: «إن كنت غير تارك البيع فقل: هاء وهاء، ولا خلابة».

حسن: رواه أبو داود (٣٥٠١)، وابن الجارود في «المنتقي» (٥٦٨)، وابن حبان (٥٠٤٩)، والحاكم (٤/ ١٠١)، والبيهقي (٦/ ٦٢)، وأحمد (١٣٢٧٦) كلهم من حديث عبد الوهاب بن عطاء الخفاف، أخبرنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس فذكره.

عن أنس بن مالك أن رجلا على عهد رسول الله ﷺ كان يبتاع، وفي عقدته ضعف، فأتي أهله نبي الله ﷺ، فقالوا: يا نبي الله، احجر على فلان؛ فإنه يبتاع، وفي عقدته ضعف، فدعاه النبي ﷺ، فنهاه عن البيع، فقال: يا نبي الله، إني لا أصبر عن البيع، فقال رسول الله ﷺ: «إن كنت غير تارك البيع فقل: هاء وهاء، ولا خلابة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه عن أنس بن مالك رضي الله عنه:

الحديث:


عن أنس بن مالك أن رجلاً على عهد رسول الله ﷺ كان يبتاع، وفي عقدته ضعف، فأتي أهله نبي الله ﷺ، فقالوا: يا نبي الله، احجر على فلان؛ فإنه يبتاع، وفي عقدته ضعف، فدعاه النبي ﷺ، فنهاه عن البيع، فقال: يا نبي الله، إني لا أصبر عن البيع، فقال رسول الله ﷺ: «إن كنت غير تارك البيع فقل: هاء وهاء، ولا خلابة».


1. شرح المفردات:


● يبتاع: يشتري ويبيع (أي يتعامل في التجارة).
● في عقدته ضعف: في عقله ضعف أو نقص، أي أنه ليس بكامل العقل أو فيه سذاجة وسرعة انخداع.
● احجر عليه: امنعه من التصرف في ماله؛ لعدم أهليته الكاملة.
● هاء وهاء: كلمة تقال عند البيع والشراء بمعنى "خذ وهات"، أي بيع وشراء بدون خداع.
● ولا خلابة: لا خداع ولا غش في البيع.


2. شرح الحديث:


يحكي أنس بن مالك رضي الله عنه قصة رجل في عهد النبي ﷺ كان يتعامل في البيع والشراء، ولكن كان فيه ضعف في عقله أو فهمه، مما يجعله سريع الانخداع أو غير قادر على التمييز الكامل في المعاملات.
فجاء أهله (أقاربه) إلى النبي ﷺ يشكون أمره، ويطلبون من النبي أن يحجر عليه؛ أي يمنعه من التصرف في ماله؛ لحمايته من الضياع بسبب ضعفه العقلي.
فدعا النبي ﷺ الرجل ونهاه عن البيع والشراء.
فقال الرجل: "يا نبي الله، إني لا أصبر عن البيع"؛ أي أنه يحب التجارة ولا يستطيع تركها.
فلما رأى النبي ﷺ إصراره على البيع، ولم يكن مجنونًا بالكلية بل فيه ضعف فقط، أرشده إلى طريقة تمكنه من البيع مع السلامة من الغش والخداع، فقال له: «إن كنت غير تارك البيع فقل: هاء وهاء، ولا خلابة».
أي: إذا أردت أن تبيع أو تشتري فقل: "هاء" بمعنى "خذ" (إذا بعت) و"هاء" بمعنى "هات" (إذا اشتريت)، بصراحة ووضوح بدون خداع أو غش.


3. الدروس المستفادة منه:


● مراعاة ضعفاء العقول: الإسلام يراعي أصحاب العقول الضعيفة أو غير الكاملة، ويحميهم من الاستغلال.
● الحجر لحماية الضعفاء: يجوز للحاكم أو القاضي أن يحجر على من فيه ضعف عقلي لحماية ماله من الضياع.
● التيسير ورفع الحرج: النبي ﷺ لم يشدد على الربل مع إصراره على البيع، بل أرشده إلى طريقة آمنة تمنع الغش والخداع.
● النهي عن الغش والخداع في البيوع: الحديث يؤكد تحريم الخلابة (الغش والخداع) في المعاملات، ويأمر بالصراحة والوضوح.
● التوازن بين الحقوق: الجمع بين حق الرجل في التصرف في ماله وحقه في الحماية من الضياع.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أصل في "الحجر" في الفقه الإسلامي، حيث يحجر على السفيه ومن فيه ضعف عقلي لحماية ماله.
- قوله: «هاء وهاء» يعني التصريح بالبيع والشراء بدون تخفيض أو خداع، وهو يشبه في عصرنا "البيع المباشر" بدون مراوغة.
- الخلابة محرمة وهي من كبائر الذنوب إذا كانت في المعاملات، لقوله ﷺ: «من غشنا فليس منا» (رواه مسلم).
- يستفاد من الحديث أيضًا: مشورة الأهل للضعفاء، ووجوب نصحهم والالتفات إلى مصلحتهم.

أسأل الله أن يفقهنا في الدين، ويبصرنا بشرائع الإسلام، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٣٥٠١)، وابن الجارود في «المنتقي» (٥٦٨)، وابن حبان (٥٠٤٩)، والحاكم (٤/ ١٠١)، والبيهقي (٦/ ٦٢)، وأحمد (١٣٢٧٦) كلهم من حديث عبد الوهاب بن عطاء الخفاف، أخبرنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس فذكره.
وإسناده حسن من أجل عبد الوهاب الخفاف؛ فإنه مختلف فيه غير أنه حسن الحديث، وقد توبع، ولكن شيخه سعيد بن أبي عروبة اختلط في آخره إلا أن عبد الوهاب الخفاف ممن سمع منه قبل الاختلاط.
ورواه الترمذي (١٢٥٠)، وابن ماجه (٢٣٥٤)، والنسائي (٤٤٨٥) كلهم من طريق عبد الأعلى ابن عبد الأعلى، عن سعيد بن أبي عروبة به.
وعبد الأعلى ممن سمع من سعيد بعد الاختلاط، ولكن متابعة عبد الوهاب الذي سمع منه قبل الاختلاط تدل على أن سعيدا لم يختلط في هذا الحديث.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 26 من أصل 506 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: احجر على فلان فإنه يبتاع وفي عقدته ضعف

  • 📜 حديث: احجر على فلان فإنه يبتاع وفي عقدته ضعف

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: احجر على فلان فإنه يبتاع وفي عقدته ضعف

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: احجر على فلان فإنه يبتاع وفي عقدته ضعف

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: احجر على فلان فإنه يبتاع وفي عقدته ضعف

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب