أنت ومالك لأبيك

حديث: أنت ومالك لأبيك

عن جابر بن عبد الله، أن رجلا قال: يا رسول الله، إن لي مالا وولدًا، وإن أبي يريد أن يجتاح مالي، فقال «أنت ومالك لأبيك».

حسن: رواه ابن ماجه (٢٢٩١) عن هشام بن عمار قال: حدثنا عيسي بن يونس قال: حدثنا
يوسف بن إسحاق، عن محمد بن المنكدر، عن جابر فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، الذي يوضح حق الوالد على ولده، وخاصة الأب، في ماله وذاته. وسأشرحه لكم وفق النقاط المطلوبة، مستندًا إلى كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

الحديث بلفظه:

عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، أن رجلاً قال: يا رسول الله، إن لي مالاً وولداً، وإن أبي يريد أن يجتاح مالي، فقال: «أنت ومالك لأبيك».

1. شرح المفردات:

● يجتاح: من الاجتياح، أي يأخذه كله ويستأصله، فلا يبقي منه شيئاً.
● أنت ومالك لأبيك: أي أن نفسك ومالك ملك لأبيك، وله التصرف فيهما بما يشاء.

2. شرح الحديث:

جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يشكو أن أباه يريد أن يأخذ كل ماله، ولا يترك له شيئاً، فلم يقل النبي صلى الله عليه وسلم للأب: "لا تفعل"، أو للابن: "امنعه"، بل قال: «أنت ومالك لأبيك»، مما يدل على عظم حق الأب على ابنه.
وهذا الحديث يدل على أن للأب أن يأخذ من مال ابنه ما شاء، دون إذن الابن، ما لم يكن في ذلك ضرر على الابن أو عياله، وهذا مذهب جمهور العلماء من أهل السنة.
وقد استدل به العلماء على أن للأب أن يأخذ من مال ولده ما يحتاج إليه، ولو بدون رضاه، إذا لم يكن الابن محتاجاً إليه، أو كان الأب فقيراً والابن غنياً.

3. الدروس المستفادة منه:

● عظم حق الوالدين: خاصة الأب، حيث جعل النبي صلى الله عليه وسلم الابن وماله ملكاً لأبيه.
● بر الوالدين والإحسان إليهما: من أعظم القربات إلى الله تعالى، وقد قرن الله تعالى حقه بحق الوالدين في القرآن الكريم.
● التضحية من أجل الوالدين: يجب على الابن أن يضحي بماله ونفسه من أجل إرضاء والديه، ما لم يكن في ذلك معصية لله.
● الاستجابة لطلب الوالدين: حتى لو كان في ذلك مشقة على الابن، فإن بر الوالدين مقدّم على كثير من الحقوق.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث رواه ابن ماجه وأحمد، وهو حسن.
- بعض العلماء قيد هذا الحق بعدم إضرار الأب بالابن، فلا يأخذ كل ماله إذا كان الابن محتاجاً إليه، أو كان له عيال.
- يجب على الابن أن يبذل لوالديه من ماله بدون طلب، فكيف إذا طلبا؟
- هذا الحق خاص بالأب دون الأم عند الجمهور، لكن بعض العلماء أجاز للأم مثل ذلك إذا كانت محتاجة.
نسأل الله تعالى أن يعيننا على بر والدينا، وأن يوفقنا لطاعته، وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن ماجه (٢٢٩١) عن هشام بن عمار قال: حدثنا عيسي بن يونس قال: حدثنا
يوسف بن إسحاق، عن محمد بن المنكدر، عن جابر فذكره. وإسناده حسن من أجل شيخ ابن ماجه؛ فإنه حسن الحديث، وبقية رجاله ثقات.
وقوله: «أنت ومالك لأبيك» أي أنه إذا احتاج إلى مالك يأخذ منك قدر حاجته. لا أن له أن يجتاح جميع ماله على الوجه الصحيح أو غير الصحيح، فهذا لم يقل به أحد من الفقهاء.
وقال البيهقي (٧/ ٤٨١): «من زعم أن مال الولد لأبيه، احتج بظاهر هذا الحديث. ومن زعم أن له من ماله ما يكفيه إذا احتاج إليه، فإذا استغني عنه لم يكن للأب من ماله شيء، احتج بالأخبار التي وردت في تحريم مال الغير، وأنه لو مات وله ابن، لم يكن للأب من ماله إلا السدس، ولو كان أبوه يملك مال ابنه لحازه كله».

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 18 من أصل 506 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أنت ومالك لأبيك

📜 حديث: أنت ومالك لأبيك

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: أنت ومالك لأبيك

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: أنت ومالك لأبيك

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: أنت ومالك لأبيك

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية