حديث: قول لا خلابة عند البيع والخيار ثلاثة ايام

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب فيمن يُخدَع في البيع والشراء ماذا يقول.

عن محمد بن يحيى بن حبان قال: هو جدي منقذ بن عمرو -وكان رجلا قد أصابه أَمَّةٌ في رأسه فكسرت لسانه- وكان لا يدع على ذلك التجارة، وكان لا يزال يُغْبَنُ، فأتى النبي ﷺ فذكر ذلك له، فقال له: «إذا أنت بايعت فقل: لا خلابة، ثم
أنت في كل سلعة ابتعتها بالخيار ثلاث ليال، فإن رضيت فأمسك، وإن سخطت فارددها على صاحبها».

حسن: رواه ابن ماجه (٢٣٥٥) عن أبي بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الأعلى، عن محمد ابن إسحاق، عن محمد بن يحيى بن حبان، قال: هو جدي منقذ بن عمرو -وكان رجلا قد أصابته أَمَّةٌ في رأسه، فذكره.

عن محمد بن يحيى بن حبان قال: هو جدي منقذ بن عمرو -وكان رجلا قد أصابه أَمَّةٌ في رأسه فكسرت لسانه- وكان لا يدع على ذلك التجارة، وكان لا يزال يُغْبَنُ، فأتى النبي ﷺ فذكر ذلك له، فقال له: «إذا أنت بايعت فقل: لا خلابة، ثم
أنت في كل سلعة ابتعتها بالخيار ثلاث ليال، فإن رضيت فأمسك، وإن سخطت فارددها على صاحبها».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث شريف فيه توجيه نبوي كريم لحل مشكلة عملية وقعت لأحد الصحابة، وهو يحتوي على حكم شرعي مهم في المعاملات التجارية.

أولاً. شرح المفردات:


● أَمَّةٌ: جرح أو قرحة في الرأس.
● كسرت لسانه: أثرت على نطقه وجعلت كلامه غير واضح.
● لا يدع على ذلك التجارة: لم يترك التجارة بسبب عيب لسانه.
● يُغْبَنُ: يخدع في الشراء ويباع عليه بثمن أعلى من القيمة الحقيقية.
● خلابة: خداع وغش واحتيال.
● بالخيار: حق الاختيار بين الإمضاء على البيع أو فسخه.

ثانياً. شرح الحديث:


يحدثنا هذا الحديث عن صحابي جليل هو منقذ بن عمرو -رضي الله عنه- الذي أصيب بجرح في رأسه أثر على قدرته الكلامية وجعل نطقه غير واضح. ومع ذلك، لم يترك التجارة، لكنه كان يتعرض repeatedly للغبن والخداع بسبب عدم قدرته على التفاوض بشكل واضح.
فلما أتى النبي ﷺ وشكى له هذه المعاناة، أعطاه النبي ﷺ حلين:
1- التصريح بعدم الخداع: أن يقول عند البيع "لا خلابة" أي "لا غش ولا خداع"، ليحذر الطرف الآخر من أنه يرفض أي شكل من أشكال الغبن والاحتيال.
2- منحه حق الخيار: أن يكون له الحق في reconsideration لمدة ثلاث ليال (أي ثلاثة أيام) لكل سلعة يشتريها. فإذا رأى أنها تناسبه وأرضته، أمسكها، وإذا وجد أنها لا تناسبه أو اكتشف غبناً فيها، فله حق إرجاعها إلى البائع.

ثالثاً. الدروس المستفادة:


1- مراعاة أحوال الناس: شرع الإسلام هذا الحكم رحمة بأصحاب العاهات والضعفاء الذين قد يستغلهم الآخرون في المعاملات.
2- مشروعية خيار الشرط: يجوز للبائع والمشتري أن يشترطا خياراً لمدة محددة في البيع، وهذه المدة تكون ثلاثة أيام في هذه الرواية.
3- تحريم الغش والخداع: النهي عن "الخلابة" يؤكد على تحريم أي شكل من أشكال الغش والاحتيال في المعاملات التجارية.
4- التيسير على الناس: من رحمة الشريعة الإسلامية أنها تسهل على الناس معاملاتهم وتزيل عنهم الحرج والمشقة.
5- الحلول العملية للمشاكل: النبي ﷺ لم ينه الصحابي عن التجارة، بل قدم له حلاً عملياً يحميه من الغبن.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث أخرجه ابن ماجة في سننه وهو حسن.
- خيار الشرط من الحقوق الثابتة في البيع عند جمهور الفقهاء، ويستفاد منه في تجنب النزاعات وحماية حقوق الطرفين.
- القصة show كيف كان النبي ﷺ قريباً من أصحابه، يسمع شكواهم ويقدم لهم الحلول المناسبة لمشاكلهم الحياتية.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن ماجه (٢٣٥٥) عن أبي بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الأعلى، عن محمد ابن إسحاق، عن محمد بن يحيى بن حبان، قال: هو جدي منقذ بن عمرو -وكان رجلا قد أصابته أَمَّةٌ في رأسه، فذكره.
ومحمد بن إسحاق مدلس، ولكن جاء التصريح منه في سماع هذه القصة من محمد بن يحيى بن حبان في مواضع، كما أن محمد بن يحيى بن حبان تابعي، لم يدرك قصة جده، ولكن روي من أوجه تشير إلى أنه سمعها من غيره، عن جده، وتفصيل ذلك ما رواه أحمد (٦١٣٤) والدارقطني (٣٠١١) كلاهما من حديث محمد بن إسحاق، حدثنا نافع أن عبد الله بن عمر حدثه أن رجلا من الأنصار كان بلسانه لوثة، وكان لا يزال يغبن في البيوع، فأتى رسول الله ﷺ، فذكر ذلك له، فقال: «إذا بعت فقل: لا خلابة» مرتين، واللفظ للدارقطني.
وهذا الرجل المبهم من الأنصار هو منقذ بن عمرو كما في الرواية التي ساقها الدارقطني، عطفا على الرواية السابقة، فقال: قال محمد (يعني: ابن إسحاق)، وحدثني محمد بن يحيى بن حبان، قال: هو جدي منقذ بن عمرو، وكان رجلا قد أصابته أَمَّة في رأسه، فكسرت لسانه ونزعت عقله، وكان لا يدع التجارة، ولا يزال يغبن، فأتى رسول الله ﷺ، فذكر ذلك فقال: «إذا بايعت، فقل: لا خلابة، ثم أنت في كل سلعة تبتاعها بالخيار ثلاث ليال، فإن رضيت فأمسك، وإن سخطت فارددها على صاحبها»، وقد كان عُمِّرَ عمرا طويلا، عاش ثلاثين ومائة سنة، وكان في زمن عثمان ابن عفان رضي الله عنه حين فشا الناس وكثروا، يبتاع البيع في السوق، ويرجع به إلى أهله وقد غُبِنَ غبنا قبيحا، فيلومونه، ويقولون: لِمَ تبتاعُ؟ فيقول: فأنا بالخيار إن رضيت أخذت، وإن سخطت رددت، وقد كان رسول الله ﷺ جعلني بالخيار ثلاثا، فيرد السلعة على صاحبها من الغد وبعد الغد، فيقول: والله لا أقبلها، قد أخذت سلعتي، وأعطيتني دراهم، قال: يقول: إن رسول الله ﷺ قد جعلني بالخيار ثلاثا، فكان يمر الرجل من أصحاب رسول الله ﷺ، فيقول للتاجر: ويحك إنه قد صدق، إن رسول الله ﷺ قد كان جعله بالخيار ثلاثا.
وفيه تصريح لمحمد بن إسحاق كما أن محمد بن يحيى بن حبان سمع الزبير، فيكون الإسناد متصلا. ورواه ابن أبي شيبة (٣٧٤٨١) عن عباد بن العوام، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن يحيى بن حبان، قال: إنما جعل ابن الزبير عهدة الرقيق ثلاثة لقول رسول الله ﷺ لمنقذ بن عمرو: «قل: لا خلابة، إذا بعت بيعا، فأنت بالخيار ثلاثا».
فكان محمد بن إسحاق يروي مرة مختصرا، وأخرى مطولا، كما أن ابن عمر يروي مرة بالقصة وأخرى بدونها.
وبهذه الطرق وغيرها التي تجاوزت عنها حسن هذا الحديث، ولا اضطراب فيه، إلا أن الخيار لثلاثة أيام كان خاصة له دون غيره.
وقوله: «لا خلابة» أي لا خديعة، يقال: خلبت الرجل إذا خدعته خلبا وخلابة بكسر الخاء. قال الشاعر: شر الرجال الخالب المخلوب.
وفي الحديث دليل على أن المحجور كالصبي لا ينفذ بيعه؛ فإن قول النبي ﷺ له: «لا خلابة» بمقام المحجور إذا غبن، وأراد أهله الرجوع عن البيع والشراء.
وقول النبي ﷺ له: «قل: لا خلابة» وإن كان خاصا به، ولكن يقاس عليه كل متخلف عقلا.
إلا أن أكثر الفقهاء ذهبوا إلى أن المتبايعين إذا صدرا عن رضا، وكانا عاقلين غير محجورين، فغبن أحدهما فلا يرجع فيه، ذكر قول الفقهاء هذا الخطابي في «المعالم».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 27 من أصل 506 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: قول لا خلابة عند البيع والخيار ثلاثة ايام

  • 📜 حديث: قول لا خلابة عند البيع والخيار ثلاثة ايام

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: قول لا خلابة عند البيع والخيار ثلاثة ايام

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: قول لا خلابة عند البيع والخيار ثلاثة ايام

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: قول لا خلابة عند البيع والخيار ثلاثة ايام

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب