حديث: الخيار في البيع قبل التفرق
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ما جاء في خيار المجلس للمتبايعين
صحيح: رواه أبو داود (٣٤٥٧)، وابن ماجه (٢١٨٢)، وأحمد (١٩٨١٣) كلهم من حديث حماد بن زيد، عن جميل بن مرة، عن أبي الوضيء، عن أبي برزة الأسلمي، فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن حديث أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه الذي رواه البخاري ومسلم وغيرهما، فيه قول النبي صلى الله عليه وسلم: «الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا» من الأحاديث العظيمة التي تحدد ضوابط المعاملات في الإسلام، وسأشرحه لكم على النحو التالي:
أولاً. شرح المفردات:
● البيعان: هما المتعاقدان؛ البائع والمشتري.
● بالخيار: أي لهما الحق في الاختيار بين إمضاء العقد أو فسخه.
● ما لم يتفرقا: أي ما لم يفترقا عن مكان العقد بالبدن، أو بالقول عند بعض العلماء.
ثانياً. شرح الحديث:
هذا الحديث قاعدة عظيمة من قواعد المعاملات في الإسلام، حيث يقرر النبي صلى الله عليه وسلم أن لكل من البائع والمشتري الحق في الرجوع عن الصفقة ما داما مجتمعين في مكان العقد، ولم يفترقا افتراقاً ينهي المجلس.
والمقصود بالتفريق هنا فيه قولان لأهل العلم:
1- الافتراق بالأبدان: وهو المشهور عند جمهور العلماء، يعني أن الخيار يستمر ما دام المتعاقدان جالسين معاً، فإذا قاما أو افترقا عن مكان العقد زال الخيار ووجب الوفاء بالعقد.
2- الافتراق بالقول: وهو قول بعض العلماء، حيث يكون الخيار باقياً حتى ينهيا الحديث ويتفرقا قولياً، حتى لو كانا جالسين.
والراجح هو القول الأول؛ لأنه الأقرب إلى ظاهر الحديث ولعمل الصحابة رضي الله عنهم.
ثالثاً. الدروس المستفادة:
1- الرحمة والتيسير في المعاملات: شرع الإسلام هذا الخيار تخفيفاً على المتعاقدين ودفعاً للندم والخصام.
2- ضبط المعاملات: تحديد الخيار بمدة معينة (حتى التفرق) يمنع النزاع ويؤكد الرضا التام.
3- العدل بين المتعاقدين: الخيار مشترك للبائع والمشتري، فلا فضل لأحدهما على الآخر.
4- أهمية التراضي: يؤكد الحديث على أن أساس صحة العقود هو الرضا الكامل من الطرفين.
رابعاً. معلومات إضافية:
- يستثنى من هذا الخيار بعض البيوع الخاصة التي لها أحكامها، كالبيع بالإيجاب والقبول عن بعد.
- إذا تفرق المتعاقدان ثم عادا إلى المجلس، فلا يعود الخيار؛ لأنه قد انتهى.
- هذا الخيار يسمى "خيار المجلس"، وهو حق للطرفين يمكن التنازل عنه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
وذكر أبو داود قصة، فقال: غزونا غزوة لنا، فنزلنا منزلا، فباع صاحب لنا فرسا بغلام، ثم أقاما بقية يومهما وليلتهما، فلما أصبحا من الغد حضر الرحيل، فقام إلى فرسه يسرجه، فندم، فأتي الرجل، وأخذه بالبيع، فأبى الرجل أن يدفعه إليه، فقال: بيني وبينك أبو برزة صاحب النبي ﷺ، فأتيا أبا برزة في ناحية العسكر، فقالا له هذه القصة، فقال: أترضيان أن أقضي بينكما بقضاء رسول الله ﷺ. فذكر الحديث. وإسناده صحيح.
وأبو الوضيء اسمه عباد بن نُسَيب، وثّقه ابن معين، وغيره.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 44 من أصل 506 حديثاً له شرح
- 19 رحم الله رجلا سمحا إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى
- 20 سَهْلًا إِذَا بَاعَ وَسَهْلًا إِذَا اشْتَرَى
- 21 دخل رجل الجنة بسماحته قاضيا ومقتضيا
- 22 اسمح يُسمح لك
- 23 فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما
- 24 اللهم بارك لأمتي في بكورها
- 25 إذا بايعت فقل لا خلابة
- 26 احجر على فلان فإنه يبتاع وفي عقدته ضعف
- 27 قول لا خلابة عند البيع والخيار ثلاثة ايام
- 28 أحسنوا مبايعة الأعرابي
- 29 كيلوا طعامكم يبارك لكم
- 30 كيلوا طعامكم يبارك لكم فيه
- 31 إذا اشتريت فاكتل وإذا بعت فكِل
- 32 وعيد المطففين في المكيال والميزان
- 33 وزن وأرجح
- 34 إذا وزنتم فأرجحوا
- 35 الوزن وزن أهل مكة والمكيال مكيال أهل المدينة
- 36 إن كتما، وكذبا محقت بركة بيعهما
- 37 المتبايعان بالخيار ما لم يتفرقا
- 38 إذا تبايع الرجلان فكل واحد منهما بالخيار ما لم يتفرقا
- 39 يقول أحدهما لصاحبه: اختر وربما قال: أو بيع خيار
- 40 المتبايعان بالخيار حتى يتفرقا
- 41 من ابتاع بيعا فوجب له فهو فيه بالخيار
- 42 خيار البيع قبل تفرق المتبايعين
- 43 البيعان بالخيار ما لم يتفرقا
- 44 الخيار في البيع قبل التفرق
- 45 خيار البيع بعد العقد
- 46 لا يفترقن اثنان إلا عن تراض
- 47 بيع المسلم للمسلم لا داء ولا غائلة ولا خبثة
- 48 بعنيه هو لك يا رسول الله
- 49 يا بني النجار ثامنوني بحائطكم
- 50 أبوا أن يبيعوا بريرة إلا أن يشترطوا الولاء
- 51 بيع أم عطية أم هبة
- 52 من يشتريه مني؟
- 53 إذا زنت الأمة فتبين زناها فليجلدها ولا يثرب
- 54 إن زنت فاجلدوها، ثم إن زنت فاجلدوها، ثم إن زنت...
- 55 يتتبع النبي الدباء من حول القصعة
- 56 إني نسجت هذه بيدي أكسوكها
- 57 بعث رسول الله ﷺ إلى فلانة: مري غلامك النجار يعمل...
- 58 امرأة من الأنصار تعمل منبرًا لرسول الله ﷺ
- 59 كان زكريا نجارًا
- 60 العاص بن وائل يطلب من خباب الكفر بمحمد ﷺ لقضاء...
- 61 مثل الجليس الصالح والجليس السوء كمثل صاحب المسك وكير الحداد
- 62 أردت أن أبتني بفاطمة بنت رسول الله ﷺ
- 63 احتجم رسول الله ﷺ وأمر لأبي طيبة بصاع من تمر.
- 64 احتجم النبي ﷺ وأعطى الذي حجمه
- 65 ثلاثة أووا إلى غار فانطبقت عليهم صخرة
- 66 ما أظن يغني ذلك شيئا
- 67 قدم نبي الله ﷺ المدينة وهم يأبرون النخل. يقولون: يلقحون...
- 68 أنتم أعلم بأمر دنياكم
معلومات عن حديث: الخيار في البيع قبل التفرق
📜 حديث: الخيار في البيع قبل التفرق
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: الخيار في البيع قبل التفرق
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: الخيار في البيع قبل التفرق
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: الخيار في البيع قبل التفرق
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








