حديث: بيع أم عطية أم هبة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب البيع والشراء مع المشركين، وأهل الحرب

عن عبد الرحمن بن أبي بكر قال: كنا مع النبي ﷺ، ثم جاء رجل مشرك مُشْعان طويل بغنم يسوقها، فقال النبي ﷺ: «بيعة أم عطية -أو قال- أم هبة؟» قال: لا، بل بيع، فاشترى منه شاة.

صحيح: رواه البخاري في البيوع (٢٢١٦) عن أبي النعمان، حدثنا معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن أبي عثمان، عن عبد الرحمن بن أبي بكر.

عن عبد الرحمن بن أبي بكر قال: كنا مع النبي ﷺ، ثم جاء رجل مشرك مُشْعان طويل بغنم يسوقها، فقال النبي ﷺ: «بيعة أم عطية -أو قال- أم هبة؟» قال: لا، بل بيع، فاشترى منه شاة.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه:

الحديث:


عن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله عنهما قال: كنا مع النبي ﷺ، ثم جاء رجل مشرك مُشْعان طويل بغنم يسوقها، فقال النبي ﷺ: «بيعة أم عطية -أو قال- أم هبة؟» قال: لا، بل بيع، فاشترى منه شاة.

1. شرح المفردات:


● مُشْعان: أي مُغْبر الشعر، كثير الشعر، غير مهندم المظهر.
● طويل: أي طويل القامة.
● بيعة: أي هبة أو عطية بلا مقابل.
● عطية أو هبة: ما يُعطى بلا ثمن، تبرعًا.
● بل بيع: أي أنها معروضة للبيع وليست هبة.

2. شرح الحديث:


كان الصحابة رضي الله عنهم مع النبي ﷺ في سفر أو في مكان، فجاءهم رجل من المشركين (غير مسلم) يسوق غنمًا (أي يدفعها أمامه)، وكان هذا الرجل طويل القامة، كثير الشعر، غير مرتب الهيئة.
فقال له النبي ﷺ استفسارًا بلطف وحسن خلق: «بيعة أم عطية؟» أو كما شك الراوي: «أم هبة؟»، أي: هل هذه الغنم معروضة للهبة أو التبرع أم للبيع؟
فأجاب الرجل المشرك: «لا، بل بيع»، أي أنها ليست هبة، بل هي للبيع.
فاشترى النبي ﷺ منه شاة، أي دفع ثمنها وأخذها.

3. الدروس المستفادة منه:


● حسن التعامل مع غير المسلمين: فقد عامل النبي ﷺ المشرك بلطف وأدب، ولم يسيء إليه أو يحتقر حاله.
● الاستفسار قبل الشراء: ينبغي للمسلم أن يتأكد من طبيعة الصفقة، هل هي هبة أم بيع، حتى لا يقع في سوء فهم.
● التجارة بالعدل: النبي ﷺ لم يستغل حاجة الرجل أو كونه مشركًا، بل تعامل معه بالعدل والشراء المشروع.
● التواضع في المظهر لا يقلل من القيمة: فمع أن الرجل كان "مشعانًا" (غير مهندم)، إلا أن النبي ﷺ تعامل معه باحترام.
● جواز الشراء من غير المسلمين: إذا كان البيع حلالاً ولم يشتمل على محرم.
● التثبت في الأمور: كما في قوله ﷺ: «بيعة أم عطية؟» للتأكد من نية البائع.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث يدل على سماحة الإسلام وحسن تعامل النبي ﷺ مع جميع الناس، حتى غير المسلمين.
- وفيه إشارة إلى أهمية الوضوح في المعاملات المالية، وعدم ترك الأمور غامضة.
- روى هذا الحديث الإمام البخاري في صحيحه، مما يدل على صحته وقوته.
أسأل الله تعالى أن يفقهنا في ديننا، وأن يوفقنا للاقتداء برسول الله ﷺ في حسن خلقه وتعاملاته.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في البيوع (٢٢١٦) عن أبي النعمان، حدثنا معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن أبي عثمان، عن عبد الرحمن بن أبي بكر.
قوله: «مُشْعان» بضم الميم، وسكون المعجمة، وآخره نون ثقيلة، أي طويل شعث الرأس.
قال ابن بطال: «معاملة الكفار جائزة إلا بيع ما يستعين به أهل الحرب على المسلمين».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 51 من أصل 506 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: بيع أم عطية أم هبة

  • 📜 حديث: بيع أم عطية أم هبة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: بيع أم عطية أم هبة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: بيع أم عطية أم هبة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: بيع أم عطية أم هبة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب