إن زنت فاجلدوها، ثم إن زنت فاجلدوها، ثم إن زنت فاجلدوها

حديث: إن زنت فاجلدوها، ثم إن زنت فاجلدوها، ثم إن زنت فاجلدوها

عن أبي هريرة، وزيد بن خالد الجهني أن رسول الله ﷺ سئل عن الأمة إذا زنت، ولم تحصن؟ قال: «إن زنت فاجلدوها،، ثم إن زنت فاجلدوها، ثم إن زنت فاجلدوها، ثم بيعوها ولو بضفير».
قال ابن شهاب الزهري: «لا أدري أبعد الثالثة، أو الرابعة».

متفق عليه: رواه مالك في الحدود (١٤) عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عتبة بن مسعود، عن أبي هريرة، وزيد بن خالد الجهني فذكراه.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه وغيره عن أبي هريرة وزيد بن خالد الجهني رضي الله عنهما:

نص الحديث:

عن أبي هريرة، وزيد بن خالد الجهني أن رسول الله ﷺ سئل عن الأمة إذا زنت، ولم تحصن؟ قال: «إن زنت فاجلدوها، ثم إن زنت فاجلدوها، ثم إن زنت فاجلدوها، ثم بيعوها ولو بضفير». قال ابن شهاب الزهري: «لا أدري أبعد الثالثة، أو الرابعة».

1. شرح المفردات:

● الأمة: المرأة المملوكة (الرقيقة).
● لم تحصن: أي لم تتزوج، أو لم تكن حرة، أو لم تبلغ درجة الإحصان التي تمنع حد الرجم (والراجح في الإحصان أن يكون الزواج مع العفاف).
● فاجلدوها: أي اضربوها بالجلد عقوبة على الزنا.
● بيعوها: أي يبيعها سيدها بعد تكرار الزنا.
● ضفير: الحبل المفتول من ليف أو شعر، وهو شيء قليل القيمة. والمعنى: ولو بثمن قليل.

2. شرح الحديث:

سُئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الأمة المملوكة إذا زنت وهي غير محصنة (أي غير متزوجة أو لا تحقق شروط الإحصان)، فبين الحكم في حالتين:
أولاً: عقوبة الزنا الأولى والثانية والثالثة:
كلما زنت الأمة غير المحصنة، تُعاقب بالجلد (وهو حد الزنا لغير المحصن)، ويكون الجلد خمسين جلدة كما في الأحاديث الأخرى، لأن حد غير المحصن هو الجلد لا الرجم.
ثانياً: بعد التكرار (الثالثة أو الرابعة):
إذا تكرر منها الزنا بعد العقوبة عدة مرات (ثلاث أو أربع كما أشكل على الزهري)، فإن سيدها يُؤمر ببيعها، حتى لو كان الثمن قليلاً (كحبل من ليف)، وذلك لأن بقاءها عنده قد يعرضها للزنا مرة أخرى، أو لأنها صارت معروفة بالسوء، فيبيعها لينقلها إلى بيئة أخرى قد تتوب فيها أو تتغير.

3. الدروس المستفادة:

1- رحمة الإسلام بالعبيد: فلم يشرع عقوبة قاسية مباشرة، بل أعطى فرصاً للتوبة والإصلاح بالعقوبة التدريجية.
2- الحكمة في التشريع: بيعها بعد التكرار لحماية المجتمع من انتشار الفاحشة، وحماية هي نفسها من الاستمرار في المعصية.
3- مراعاة الظروف: الأمة غير الحرة قد تكون أضعف نفساً وأقل حماية، فشرع لها عقوبة أخف من الحرة المحصنة (التي يرجمها الإمام إذا زنت)، مع التأكيد على تأديبها تدريجياً.
4- الزنا جريمة كبرى: والحدود شرعت لردع الناس عن الوقوع فيها، والحفاظ على أخلاق المجتمع.
5- الاجتهاد في فهم النصوص: كما فعل الزهري عندما تحرى في العدد (ثلاث أو أربع)، مما يدل على دقة العلماء في نقل العلم.

4. معلومات إضافية:

- هذا الحديث خاص بالأمة غير المحصنة، وأما الحرة المحصنة (المتزوجة العفيفة) فحدها الرجم كما في الحديث الآخر.
- الحديث يدل على أن العقوبة تتكرر مع كل زنا، لكن بعد التكرار يُنتقل إلى عقوبة أخرى (البيع) لعلاج المشكلة.
- البيع هنا ليس عقوبة في ذاته، بل وسيلة للإصلاح والانتقال بها إلى مكان آخر.
- الفقهاء اختلفوا في عدد المرات التي تُجلد فيها قبل البيع (ثلاث أو أربع)، ولكن المعتمد أن البيع يكون بعد الثالثة أو الرابعة على خلاف، والأمر فيه سعة.

أسأل الله أن يفقهنا في الدين، ويبصرنا في الشرع، وأن يحفظنا من الفواحش ما ظهر منها وما بطن. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مالك في الحدود (١٤) عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عتبة بن مسعود، عن أبي هريرة، وزيد بن خالد الجهني فذكراه.
ورواه البخاري في البيوع (١١٥٤)، ومسلم في الحدود (١٧٠٤) كلاهما من طريق مالك به. وسيأتي مزيد من التفصيل في كتاب الحدود.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 54 من أصل 506 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إن زنت فاجلدوها، ثم إن زنت فاجلدوها، ثم إن زنت فاجلدوها

📜 حديث: إن زنت فاجلدوها، ثم إن زنت فاجلدوها، ثم إن زنت فاجلدوها

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: إن زنت فاجلدوها، ثم إن زنت فاجلدوها، ثم إن زنت فاجلدوها

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: إن زنت فاجلدوها، ثم إن زنت فاجلدوها، ثم إن زنت فاجلدوها

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: إن زنت فاجلدوها، ثم إن زنت فاجلدوها، ثم إن زنت فاجلدوها

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية