حديث: من أرقب شيئًا أو أعمره فهو لورثته

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب العمرى

عن جابر، أن النبي ﷺ قال: «لا ترقبوا، ولا تعمروا، فمن أرقب شيئًا أو أعمره فهو لورثته».

صحيح: رواه أبو داود (٣٥٥٦)، والنسائي (٣٧٣١)، والبيهقي في الكبرى (٦/ ١٧٥)، والصغرى (٢٢٠٨) كلهم من حديث سفيان بن عيينة، عن ابن جريج، عن عطاء، عن جابر فذكره.

عن جابر، أن النبي ﷺ قال: «لا ترقبوا، ولا تعمروا، فمن أرقب شيئًا أو أعمره فهو لورثته».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا ترقبوا، ولا تعمروا، فمن أرقب شيئًا أو أعمره فهو لورثته».

أولا:

شرح المفردات:
● لا ترقبوا: الرقبى هي أن يقول الشخص للآخر: "هذا البيت أو الأرض لك ما عشت، فإذا مت رجع إليَّ أو إلى ورثتي".
● لا تعمروا: العمرى هي أن يقول الشخص للآخر: "أعمرتك هذا البيت أو الأرض" أي جعلت لك العمر كله، فإذا مت صار ملكًا لي أو لورثتي.
● فهو لورثته: أي أن المال الموهوب بهذه الصورة يصبح ملكًا لورثة الشخص الذي أخذ الرقبى أو العمرى، ولا يعود إلى مالكه الأصلي أو ورثته.

ثانيا:

شرح الحديث:
نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن صيغتي التمليك هاتين (الرقبى والعمرى) لما فيهما من الغرر والجهالة والمنازعات بين الورثة.
والحكمة من النهي:
1- الغرر والجهالة: لأن مدة التمليك غير محددة (تعتمد على عمر المتصرف إليه)، مما يسبب نزاعًا حول الملكية.
2- إضاعة الحقوق: قد يظن الواهب أنه سيعود إليه الملك بعد موت الموهوب له، ولكن الحديث يبين أن الملك يثبت للواهب له وورثته.
3- قطع الذرائع إلى المنازعات: هذه الصيغ تفتح باب النزاع بين ورثة الواهب وورثة الموهوب له.
ثم بين النبي صلى الله عليه وسلم الحكم الشرعي إذا وقعت هذه المعاملة رغم أن النهي، فأكد أن المال "فهو لورثته" أي يصبح ملكًا تامًا للشخص الذي أُعطي له الرقبى أو العمرى، وإذا مات صار لورثته، ولا يرجع إلى الواهب الأول ولا إلى ورثته.

ثالثا:

الدروس المستفادة:
1- تحريم المعاملات الغررية: الإسلام يحرم أي عقد يحتوي على غرر أو جهالة قد تؤدي إلى النزاع.
2- التوضيح في المعاملات: يجب أن تكون العقود واضحة بين الطرفين في المدة والملكية.
3- الحكمة من التشريع: الشرع يهدف إلى حفظ الأموال ومنع النزاع بين الناس.
4- تصحيح المسار: إذا وقع الإنسان في معاملة منهي عنها، بين الشرع حكمها لقطع النزاع.

رابعا:

معلومات إضافية:
- هذا الحديث أصل في باب الرقبى والعمرى، وقد أجمع العلماء على أن العمرى تمليك، فإذا قال: "أعمرتك هذا" فهي هبة له ولورثته.
- الفرق بين الرقبى والعمرى: العمرى أن يقول: "أعمرتك هذا المكان ما عشت" والرقبى أن يقول: "هذا لك ما عشت، فإذا مت فهو لي".
- ذهب جمهور العلماء إلى أن العمرى تمليك، واستدلوا بهذا الحديث.
والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٣٥٥٦)، والنسائي (٣٧٣١)، والبيهقي في الكبرى (٦/ ١٧٥)، والصغرى (٢٢٠٨) كلهم من حديث سفيان بن عيينة، عن ابن جريج، عن عطاء، عن جابر فذكره. وإسناده صحيح.
حديث جابر بن عبد اللَّه روي من طرق مختلفة، وبألفاظ مختلفة، فإما أنه سمع النبي ﷺ عدة مرات، وكل مرة باللفظ الذي رواه، أو أن الرواة تصرفوا فيه، وروره بالمعنى؛ لأن معنى الحديث لا يختلف، وهو أن العمري لمن أعمر له، ولعقبه، ولا يرجع إلى الواهب أبدا.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 66 من أصل 71 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من أرقب شيئًا أو أعمره فهو لورثته

  • 📜 حديث: من أرقب شيئًا أو أعمره فهو لورثته

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من أرقب شيئًا أو أعمره فهو لورثته

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من أرقب شيئًا أو أعمره فهو لورثته

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من أرقب شيئًا أو أعمره فهو لورثته

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب