حديث: إن استطعت أن لا يرينها أحد، فلا يرينها

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب استحباب التستر عند الجماع

عن بهز بن الحكيم، عن أبيه، عن جده قال: قلت: يا رسول اللَّه، عوراتنا ما تأتي منها وما نذر؟ قال: «احفظْ عورتَك إلا مِنْ زوجتِك، أو ما ملكت يمينك». قلت: يا رسول اللَّه، أرأيت إن كان القوم بعضهم في بعض؟ قال: «إن استطعت أن لا يرينَّها أحد، فلا يرينّها». قلت: يا رسول اللَّه، إن كان أحدنا خاليا؟ قال: «فاللَّه أحق أن يستحيا منه من الناس».

حسن: رواه أبو داود (٤٠١٧) والترمذي (٢٧٦٩، ٢٧٤٩) وابن ماجه (١٩٢٩) والحاكم (٤/ ١٧٩ - ١٨٠) والبيهقي (١/ ١٩٩) كلهم من هذا الوجه.

عن بهز بن الحكيم، عن أبيه، عن جده قال: قلت: يا رسول اللَّه، عوراتنا ما تأتي منها وما نذر؟ قال: «احفظْ عورتَك إلا مِنْ زوجتِك، أو ما ملكت يمينك». قلت: يا رسول اللَّه، أرأيت إن كان القوم بعضهم في بعض؟ قال: «إن استطعت أن لا يرينَّها أحد، فلا يرينّها». قلت: يا رسول اللَّه، إن كان أحدنا خاليا؟ قال: «فاللَّه أحق أن يستحيا منه من الناس».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف الذي رواه بهز بن الحكيم عن أبيه عن جده رضي الله عنهم أجمعين:

نص الحديث:


عن بهز بن الحكيم، عن أبيه، عن جده قال: قلت: يا رسول اللَّه، عوراتنا ما تأتي منها وما نذر؟ قال: «احفظْ عورتَك إلا مِنْ زوجتِك، أو ما ملكت يمينك». قلت: يا رسول اللَّه، أرأيت إن كان القوم بعضهم في بعض؟ قال: «إن استطعت أن لا يرينَّها أحد، فلا يرينّها». قلت: يا رسول اللَّه، إن كان أحدنا خاليا؟ قال: «فاللَّه أحق أن يستحيا منه من الناس».


1. شرح المفردات:


● عوراتنا: جمع عورة، وهي ما يجب ستره من الجسد، ويختلف حدها بين الرجل والمرأة.
● ما تأتي منها وما نذر: أي ما يجوز إظهاره منها وما يجب إخفاؤه.
● ما ملكت يمينك: الإماء والعبيد الذين يملكهم الإنسان.
● القوم بعضهم في بعض: أي عندما يكون الناس مختلطين في مكان واحد، كالحمامات العامة أو أماكن الازدحام.
● خاليا: أي يكون الشخص وحده في مكان لا يراه فيه أحد.


2. شرح الحديث:


يبدأ الصحابي الجليل سؤال النبي صلى الله عليه وسلم عن حدود العورة وما يجوز كشفه منها وما يجب ستره، فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم بأن يحفظ عورته ولا يظهرها لأحد إلا لزوجته أو لما ملكت يمينه (الإماء والعبيد)، وذلك لأن العلاقة بينهما تبيح النظر والخلوة.
ثم يسأل الصحابي عن حالة الاختلاط في الأماكن العامة، مثل الحمامات أو غيرها، حيث قد يرى الشخص عورة الآخرين أو تُرى عورته، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم بأن يحاول قدر استطاعته أن لا يرى عورته أحد، وأن يتجنب المواقف التي قد تكشف عورته للآخرين.
ثم يسأل عن حالة كون الإنسان خاليا لوحده، فلا يراه أحد، فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم بأن الله تعالى أحق أن يستحى منه من الناس، أي أن يستحي الإنسان من الله حتى وهو وحده، فلا يفعل ما لا يليق أو يكشف عورته دون حاجة لأنه يعلم أن الله يراه.


3. الدروس المستفادة منه:


● وجوب ستر العورة: يجب على المسلم أن يستر عورته عن جميع الناس إلا عن زوجته أو ما ملكت يمينه.
● الحذر من المواقف التي قد تكشف العورة: حتى في الأماكن العامة أو بين الاختلاط بالناس، يجب على المسلم أن يتخذ الاحتياطات اللازمة لعدم كشف عورته.
● استحضار مراقبة الله في الخلوات: الاستحياء من الله تعالى في كل وقت وحين، وخاصة عندما يكون الإنسان وحده، لأنه يعلم أن الله مطلع عليه ورقيب.
● التأكيد على خلق الحياء: الحياء من الله ومن الناس من صفات المؤمن، وهو دليل على الإيمان الكامل.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- العورة في الإسلام لها حدود معينة، فعورة الرجل من السرة إلى الركبة، وعورة المرأة أمام المحارم والأجانب تختلف، وتفصيلها في كتب الفقه.
- الحديث يدل على أهمية الاحتياط في الأمور التي قد تؤدي إلى كشف العورة، مثل الاختلاط في الأماكن العامة أو الحمامات، فيجب تجنب ذلك.
- الاستحياء من الله في الخلوات يدل على الإحسان، وهو أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك.
- هذا الحديث من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم، حيث جمع فيه أحكاماً متعددة في حفظ العورة والحياء من الله.
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من المستحيين منه في السر والعلانية، وأن يوفقنا لطاعته واجتناب معصيته. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٤٠١٧) والترمذي (٢٧٦٩، ٢٧٤٩) وابن ماجه (١٩٢٩) والحاكم (٤/ ١٧٩ - ١٨٠) والبيهقي (١/ ١٩٩) كلهم من هذا الوجه. وإسناده حسن من أجل بهز بن حكيم وأبيه حكيم بن معاوية فإنهما صدوقان.
وأما ما رُوي عن عتبة بن عبدٍ السُّلميّ قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «إذا أتى أحدكم أهله فليستتر، ولا يتجرد تجرد العيرين» فهو ضعيف.
رواه ابن ماجه (١٩٢١) عن الوليد بن القاسم الهمداني، ثنا الأحوص بن حكم، عن أبيه، وراشد بن سعد وعبد الأعلى بن عدي، عن عتبة بن عبد السلمي فذكره.
وفيه الوليد بن القاسم الهمداني مختلف فيه فضعفه ابن معين، وقال ابن حبان: انفرد عن الثقات بما لا يُشبه حديث الأثبات فخرج عن الاحتجاج بأفراده. وقال ابن عدي: إذا روى عن
ثقة، وروى عنه ثقة فلا بأس به.
قال الأعظمي: وهذا مما روي عن غير ثقة، وهو الأحوص بن حكيم العنسي فإن الغالب على حديثه الضعف. ضعفه النسائي والجوزجاني، وقال أبو حاتم: ليس بقوي منكر الحديث. ولكن قال غير واحد من أهل العلم يعتبر حديثه. ولم أجد له من تابعه على ذلك، وبه أعله البوصيري في زوائد ابن ماجه.
وكذلك لا يصح ما روي عن عبد اللَّه بن مسعود قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «إذا أتى أحدكم فليستتر، ولا يتجردان تجرد العَيرين».
رواه البيهقي (٧/ ١٩٣) وقال: تفرد به مندل بن علي وليس بالقوي. وهو وإن لم يكن ثابتا فمحمودٌ في الأخلاق.
قال الشافعي: «وأكره أن يَطأها، والأخرى تنظر، لأنه ليس من التستر، ولا محمود الأخلاق، ولا يشبه العشرة بالمعروف. وقد أمر أن يعاشرها بالمعروف».
وأما أن ينام الرجل بين المرأتين كما جاء عن ابن عباس أنه كان ينام بين جاريتين.
فقال أبو عبيد: هذا عندي على النوم، ليس على الجماع. ذكره البيهقي.
وكذلك لا يصح ما رُوي عن عبد اللَّه بن سَرْجِس أن رسول اللَّه ﷺ قال: «إذا أتى أحدُكم أهلَه فليلق على عَجُزِه وعَجُزِها شيئًا، ولا يتجردا تجرد العَيرين».
رواه النسائي في الكبرى (٩٠٢٩) عن محمد بن عبد اللَّه بن عبد الرحيم قال: نا عمرو بن أبي سلمة، عن صدقة بن عبد اللَّه، عن زهير بن محمد، عن عاصم الأحول، عن عبد اللَّه بن سَرْجِس، فذكره.
قال النسائي: «هذا حديث منكر، وصدقة بن عبد اللَّه ضعيف، وإنما أخرجته لئلا يُجعل عمرو، عن زهير».
وكذلك لا يصح ما رُوي عن عائشة قالت: ما نظرت إلى فرج النبي ﷺ قط، أو ما رأيت فَرْج النبي ﷺ قط.
رواه ابن ماجه (٦٦٢، ١٩٢٢) والترمذي في الشمائل (٣٥٢) وأحمد (٢٤٣٤٤) وابن أبي شيبة (١/ ١٠٦) كلهم من طرق عن سفيان، عن منصور، عن موسى بن عبد اللَّه بن يزيد الخطمي، عن مولى لعائشة، عن عائشة فذكرته. وفيه مولى عائشة لم يسم، وفي بعض الروايات: عن مولاة العائشة في كلا الحالين فيه جهالة.
وقد روي بإسناد آخر عن سفيان الثوري من حديث أنس بن مالك عن عائشة ولكن فيه من يضع الحديث.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 168 من أصل 360 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إن استطعت أن لا يرينها أحد، فلا يرينها

  • 📜 حديث: إن استطعت أن لا يرينها أحد، فلا يرينها

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إن استطعت أن لا يرينها أحد، فلا يرينها

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إن استطعت أن لا يرينها أحد، فلا يرينها

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إن استطعت أن لا يرينها أحد، فلا يرينها

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب