حديث: إنما كنا نؤتى على حرف فاصنع ذلك وإلا فاجتنبني

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب إتيان المرأة في قبلها كيف ما شاء، إذا تجنب الإتيان في الدُبر

عن ابن عباس قال: إن ابن عمر -واللَّه يغفر له- أوهم، إنما كان هذا الحي من
الأنصار -وهم أهل وثن- مع هذا الحي من يهود -وهم أهل الكتاب- وكانوا يرون لهم فضلا عليهم في العلم، فكانوا يقتدون بكثير من فعلهم. وكان من أمر أهل الكتاب أن لا يأتوا النساء إلا على حرف، وذلك أستر ما تكون للمرأة. فكان هذا الحي من الأنصار قد أخذوا بذلك من فعلهم، وكان هذا الحي من قريش يشرحون النساء شرحًا منكرًا، ويتلذذون منهن مقبلات ومدبرات ومستلقيات. فلما قدم المهاجرون المدينة. تزوج رجلٌ منهم امرأةً من الأنصار، فذهب يصنع بها ذلك، فأنكرته عليهم وقالت: إنما كنا نُؤتى على حرف فاصنع ذلك، وإلا فاجْتنبْني حتى شَري أمرهما. فبلغ ذلك رسول اللَّه ﷺ فأنزل اللَّه عز وجل: ﴿نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ﴾ [البقرة: ٢٢٣] أي مقبلات، ومدبرات، ومستلقيات، يعني بذلك موضع الولد.

حسن: رواه أبو داود (٢١٦٤) عن عبد العزيز بن يحيى أبي الأصبغ حدثني محمد -يعني ابن سلمة- عن محمد بن اسحاق، عن أبان بن صالح، عن مجاهد، عن ابن عباس فذكره.

عن ابن عباس قال: إن ابن عمر -واللَّه يغفر له- أوهم، إنما كان هذا الحي من
الأنصار -وهم أهل وثن- مع هذا الحي من يهود -وهم أهل الكتاب- وكانوا يرون لهم فضلا عليهم في العلم، فكانوا يقتدون بكثير من فعلهم. وكان من أمر أهل الكتاب أن لا يأتوا النساء إلا على حرف، وذلك أستر ما تكون للمرأة. فكان هذا الحي من الأنصار قد أخذوا بذلك من فعلهم، وكان هذا الحي من قريش يشرحون النساء شرحًا منكرًا، ويتلذذون منهن مقبلات ومدبرات ومستلقيات. فلما قدم المهاجرون المدينة. تزوج رجلٌ منهم امرأةً من الأنصار، فذهب يصنع بها ذلك، فأنكرته عليهم وقالت: إنما كنا نُؤتى على حرف فاصنع ذلك، وإلا فاجْتنبْني حتى شَري أمرهما. فبلغ ذلك رسول اللَّه ﷺ فأنزل اللَّه ﷿: ﴿نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ﴾ [البقرة: ٢٢٣] أي مقبلات، ومدبرات، ومستلقيات، يعني بذلك موضع الولد.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النافع الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنهما:

1. شرح المفردات:


● أوهم: أخطأ في ظنه أو فهمه.
● الحي: القبيلة أو الجماعة.
● أهل وثن: يعبدون الأصنام.
● يقتدون: يقلدون ويتبعون.
● على حرف: على جانب واحد (أي في وضعية واحدة فقط للجماع).
● يشرحون النساء شرحًا منكرًا: يأتونهن في أوضاع مختلفة (مقبلات ومدبرات ومستلقيات).
● فاجتنبني: ابتعد عني.
● حتى شري أمرهما: حتى اشتكى الأمر وانتشر.

2. شرح الحديث:


يذكر ابن عباس رضي الله عنهما أن ابن عمر رضي الله عنه أخطأ في فهمه لسبب نزول آية {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ} [البقرة: 223]، ثم يبين القصة الحقيقية لنزولها:
كان الأنصار في الجاهلية (وقبل الإسلام) يعبدون الأصنام، بينما كان اليهود في المدينة أهل كتاب، فكان الأنصار يرون لليهود فضلاً في العلم، فقلدوهم في بعض عاداتهم، بما فيها كيفية الجماع مع النساء. وكان اليهود يعتقدون أن الجماع يجب أن يكون في وضعية واحدة فقط (على الجنب) ظنًا منهم أن هذا أستر للمرأة وأفضل.
أما قريش (المهاجرون) فكانوا يأتون النساء في أوضاع مختلفة (مقبلات ومدبرات ومستلقيات) كما أباح الله تعالى.
فلما هاجر المسلمون إلى المدينة، تزوج رجل من المهاجرين امرأة من الأنصار، وحاول أن يأتيها كما كان يعرف، فأنكرت عليه ذلك وطلبت منه أن يأتيها كما كانت تعرف من عادة قومها (الوضعية الواحدة فقط)، وهددته بالامتناع إن لم يفعل.
فلما بلغ الأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنزل الله تعالى الآية الكريمة {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} أي: النساء مكان زرع الولد، فجامعوهن كيف شئتم من الأوضاع المشروعة، ما دام ذلك في الفرج.

3. الدروس المستفادة:


● إباحة الأوضاع المشروعة في الجماع: أباح الإسلام للزوجين التلذذ بالجماع في أي وضعية شريطة أن يكون في القبل (الفرج) دون تحريم أو تقييد بما ليس في الشرع.
● رفع الحرج عن الأمة: جاء الإسلام ليزيل التعقيدات والقيود غير الشرعية التي يفرضها الناس.
● الرد على البدع والخرافات: الرد على ما أحدثه اليهود من تحريمات بلا دليل.
● التيسير في العلاقة الزوجية: الإسلام يدعو إلى التيسير والمرونة في العلاقة بين الزوجين بما يحقق المودة والرحمة.
● عدم التقليد الأعمى: التحذير من تقليد غير المسلمين في عاداتهم دون دليل من الشرع.

4. معلومات إضافية:


- الآية الكريمة {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ} تبيح للزوج أن يأتي زوجته في أي وضعية يشاء ما دام في الفرج، وهذا من رحمة الله تعالى وتيسيره على الأمة.
- هذا الحديث من الأحاديث التي تبين سبب نزول الآية، وهو ما يعرف بـ "أسباب النزول" الذي يفيد في فهم القرآن الكريم.
- يستفاد من الحديث أن الأصل في العلاقة الزوجية الإباحة والسماحة ما لم يرد دليل بالتحريم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٢١٦٤) عن عبد العزيز بن يحيى أبي الأصبغ حدثني محمد -يعني ابن سلمة- عن محمد بن اسحاق، عن أبان بن صالح، عن مجاهد، عن ابن عباس فذكره.
ورواه البيهقي (٧/ ١٩٥) من هذا الوجه كما رواه أيضًا عن عبد الرحمن بن محمد المحاربي، عن محمد بن إسحاق، سمع أبان بن صالح فذكر معناه وقال: «بعد أن يكون في الفرج».
وفيه تصريح ابن إسحاق بالسماع.
وقوله: «شري أمرهما» أي عظُمَ أمرهما وتفاقمَ.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 172 من أصل 360 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إنما كنا نؤتى على حرف فاصنع ذلك وإلا فاجتنبني

  • 📜 حديث: إنما كنا نؤتى على حرف فاصنع ذلك وإلا فاجتنبني

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إنما كنا نؤتى على حرف فاصنع ذلك وإلا فاجتنبني

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إنما كنا نؤتى على حرف فاصنع ذلك وإلا فاجتنبني

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إنما كنا نؤتى على حرف فاصنع ذلك وإلا فاجتنبني

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب