حديث: أمرها فاتزرت، وهي حائض

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في مباشرة الحائض دون الجماع

عن ميمونة قالت: كان رسول اللَّه ﷺ إذا أراد أن يباشر امرأة من نسائه أمرها فاتزرت، وهي حائض.

متفق عليه: رواه البخاري في الحيض (٣٠٣) ومسلم في الحيض (٢٩٤) كلاهما من طريق الشيباني، عن عبد اللَّه بن شداد، قال: سمعت ميمونة، قالت: فذكرته.

عن ميمونة قالت: كان رسول اللَّه ﷺ إذا أراد أن يباشر امرأة من نسائه أمرها فاتزرت، وهي حائض.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث صحيح رواه الإمام البخاري في صحيحه، والإمام مسلم في صحيحه، وغيرهما من أئمة الحديث، وهو من رواية أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها وأرضاها.

أولاً. شرح المفردات:


● يُبَاشِرُ: يلامس ويقترب. والمقصود هنا: الجماع.
● امْرَأَةً مِنْ نِسَائِهِ: إحدى زوجاته الطاهرات.
● أَمَرَهَا فَاتَّزَرَتْ: طلب منها أن تلبس إزارًا (وهو ثوب تستر به وسطها).
● وَهِيَ حَائِضٌ: أي أن هذه الزوجة كانت في حالة حيض.

ثانيًا. شرح الحديث:


يبيّن هذا الحديث الشريف هدي النبي صلى الله عليه وسلم في معاشرة زوجاته، وتحديدًا في حالة كون إحداهن حائضًا. فكان صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يجامع زوجته وهي حائض، يأمرها أن تلبس إزارًا (مئزرًا) يستر من فخذيها إلى أسفل بطنها، ثم يباشرها فوق ذلك الإزار، بما لا يكون جماعًا في الفرج المحرم عند الحيض.
وهذا الفعل منه صلى الله عليه وسلم يدل على جواز الاستمتاع بالحائض في غير محل الحيض (أي الفرج)، كالتقبيل واللمس والضم، والاستمتاع بما فوق الإزار من البدن، وهو ما يُعرف عند الفقهاء بـ "الاستمتاع دون الفرج".

ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:


1- بيان الرخصة واليسر في الشريعة: الإسلام دين يسر لا عسر، وقد أباح للمسلم الاستمتاع بزوجته بكل الطرق المباحة حتى في وقت الحيض، ما دام ذلك لا يؤدي إلى الجماع المحرم.
2- الحكمة من التحريم: يحرم جماع الحائض في فرجها لحكم عظيمة، منها الحفاظ على صحة الزوجين، وصحة الجنين إذا حصل الحمل، وكذلك لأن هذه الفترة تكون فيها المرأة في حالة نفسية وجسدية خاصة.
3- التأكيد على أهمية العفة والستر: حتى في أشد حالات الألفة والخصوصية بين الزوجين، كان النبي صلى الله عليه وسلم يحافظ على الآداب ويأمر بالستر، مما يعزز مفهوم الحياء والعفة داخل إطار العلاقة الزوجية.
4- رفع الحرج عن الأمة: هذا الحديث يرفع الحرج والوسوسة عمن يستمتع بزوجته وهي حائض بالطرق المباحة، ويبين أن ذلك من هدي النبي صلى الله عليه وسلم.
5- حسن المعاشرة بين الزوجين: الحديث يدل على مدى رقة تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع زوجاته، وحسن معاشرته لهن، وحرصه على إشباع رغباتهن النفسية والجسدية بالطرق الحلال حتى في أوقات الحيض.

رابعًا. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحكم (جواز الاستمتاع بالحائض دون الفرج) هو قول جمهور العلماء من المالكية والشافعية والحنابلة، وهو الراجح.
- يشترط للاستمتاع أن يكون فوق الإزار أو أي حائل يفصل بين جسد الرجل والفرج المحرم مباشرة.
- يستثنى من ذلك السرة والركبة، فما بينهما هو العورة التي يجب سترها في هذه الحالة، كما هو مفصل في كتب الفقه.
- هذا الحديث رد على من يحرم أي لمس أو تقبيل للحائض، ويبين أن التحريم خاص بالجماع في الفرج فقط.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الحيض (٣٠٣) ومسلم في الحيض (٢٩٤) كلاهما من طريق الشيباني، عن عبد اللَّه بن شداد، قال: سمعت ميمونة، قالت: فذكرته.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 175 من أصل 360 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أمرها فاتزرت، وهي حائض

  • 📜 حديث: أمرها فاتزرت، وهي حائض

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أمرها فاتزرت، وهي حائض

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أمرها فاتزرت، وهي حائض

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أمرها فاتزرت، وهي حائض

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب