حديث: لا تضربوا إماء الله

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب النهي عن ضرب النساء

عن إياس بن أبي ذُباب، قال: قال رسول الله ﷺ لا تضربوا إماء الله، قال: فذَئِرَ النساءُ، وساءت أخلاقُهن على أزواجهن، فقال عمر بن الخطاب: ذئر النساء،
وساءت أخلاقهن على أزواجهن منذ نهيتَ عن ضربهن، فقال النبي «فاضربوا» فضرب الناس نساءهم تلك الليلة، فأتي نساء كثير يشتكين الضرب، فقال النبي ﷺ حين أصبح: «لقد طاف بآل محمد الليلة سبعون امرأة كلهن يشتكين الضرب، وأيم الله لا تجدون أولئك خيارَكم».

صحيح: رواه أبو داود (٢١٤٥) وابن ماجه (١٩٨٥) وصححه ابن حبان (٤١٨٩) والحاكم (٢/ ١٨٨، ١٩١) والبيهقي (٧/ ٣٠٤) كلهم من حديث سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن عبد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، عن إياس بن أبي ذباب فذكره.

عن إياس بن أبي ذُباب، قال: قال رسول الله ﷺ لا تضربوا إماء الله، قال: فذَئِرَ النساءُ، وساءت أخلاقُهن على أزواجهن، فقال عمر بن الخطاب: ذئر النساء،
وساءت أخلاقهن على أزواجهن منذ نهيتَ عن ضربهن، فقال النبي «فاضربوا» فضرب الناس نساءهم تلك الليلة، فأتي نساء كثير يشتكين الضرب، فقال النبي ﷺ حين أصبح: «لقد طاف بآل محمد الليلة سبعون امرأة كلهن يشتكين الضرب، وأيم الله لا تجدون أولئك خيارَكم».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه ﷺ والعمل بها.
هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود في سننه، وابن ماجه، وغيرهم، وهو حديث صحيح بشواهده، وفيه دروس وعبر عظيمة.

أولاً. شرح مفردات الحديث:


● إماء الله: أي النساء المؤمنات، والعبد يسمى عبد الله، والأمة تسمى أمة الله، تعظيماً لشأنهم وتكريماً لهم.
● ذَئِرَ النساءُ: الذئر يعني الشقاوة والعصيان وترك الطاعة، أي صرن عصياتٍ سيئات الخلق.
● ساءت أخلاقُهن: أي فسدت أخلاقهن وصرن سيئات المعاشرة.
● فذَئِرَ النساءُ: أي تمردن وعصين.
● فاضربوا: أي اضربوهن ضرباً غير مبرح إذا ارتكبن ما يستوجب ذلك بشروطه.
● طاف بآل محمد: أي جاء إلى بيت النبي ﷺ ودار حوله.
● خيارَكم: أي أفضلَكم وأتقاكم.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا الحديث أن رسول الله ﷺ نهى في بداية الأمر عن ضرب النساء مطلقاً، تأكيداً على حسن المعاشرة وإكرامهن. فلما سمع النساء هذا النهي، ظن بعضهن أن ذلك إطلاق ليديهن في العصيان وترك الطاعة، فتمردن على أزواجهن وساءت أخلاقهن، حتى شكا الصحابة -ومنهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه- إلى النبي ﷺ من سوء معاشرة نسائهم بسبب هذا النهي.
فأذن النبي ﷺ للرجال بضرب نسائهم إذا استوجبن ذلك، أي إذا ارتكبن ناشزاً أو معصية تستدعي التأديب، ولكن بشروط الضرب الشرعي. ففهم بعض الرجال أن الإذن مطلق، فضربوا نساءهم تلك الليلة ضرباً غير مناسب، حتى جاءت سبعون امرأة إلى بيت النبي ﷺ يشتكين من أزواجهن.
فغضب النبي ﷺ غضباً شديداً من هذا الفعل، ووبخ أولئك الرجال، وأقسم بالله أنهم ليسوا خيار المسلمين، لأن الخيار من الرجال هم الذين يحسنون معاملة نسائهم ولا يسيئون إليهن.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- حرمة إيذاء المرأة وإهانتها: الأصل في العلاقة الزوجية هو المودة والرحمة، والضرب هو آخر العلاج وأبغض الحلول، ولا يلجأ إليه إلا عند الضرورة القصوى وبشروط.
2- فهم النصوص الشرعية بشكل متكامل: لا يؤخذ نص واحد ويعزل عن بقية النصوص. فالنبي ﷺ حين أذن بالضرب، لم يرده مطلقاً، بل مقيداً بشروط وضوابط، كما في قوله تعالى: {وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ} [النساء: 34]. فالضرب هو آخر المراحل بعد الوعظ ثم الهجر.
3- ذم التعسف في استخدام الحق: حتى لو كان للرجل حق التأديب، فإن الإسراف فيه أو استخدامه دون وجه حق هو منكر كبير، وقد توعد النبي ﷺ فاعله بأنه ليس من الخيار.
4- حكمة النبي ﷺ في التدرج في التشريع: حيث بدأ بالنهي عن الضرب ليربي الأمة على الرحمة، ثم بين أن الضرب قد يكون ضرورياً في حالات معينة، لكنه مقيد بضوابط صارمة.
5- وجوب العدل والرفق بالنساء: خيار الرجال هم الذين يرحمون نساءهم ويعاملونهن بالمعروف، كما قال ﷺ: «خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لأَهْلِي» (رواه الترمذي وحسنه).

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- الضرب المشروع هو الضرب غير المبرح، أي الذي لا يكسر عظماً ولا يسبب جرحاً أو ضرراً، ويكون خفيفاً بقصد التأديب لا الانتقام.
- لا يجوز ضرب الوجه، كما نهى النبي ﷺ عن ذلك.
- الأفضل للرجل أن يعفو ويصفح، فإن ضرب فليتق الله ولا يشقق ولا يضر.
- هذا الحديث لا يعارض الأحاديث الكثيرة التي تحث على حسن معاملة النساء، بل يكملها ويبين أن التأديب يكون في حالات النشوز الشديد، وبالطريقة الشرعية.
نسأل الله أن يهدينا لأحسن الأخلاق والأعمال، وأن يرزقنا الفقه في دينه، والاقتداء بنبيه ﷺ.
والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٢١٤٥) وابن ماجه (١٩٨٥) وصححه ابن حبان (٤١٨٩) والحاكم (٢/ ١٨٨، ١٩١) والبيهقي (٧/ ٣٠٤) كلهم من حديث سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن عبد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، عن إياس بن أبي ذباب فذكره.
واختلف في صحبة إياس بن أبي ذُباب والراجح أن له صحبة، ولذا ترجمه الحافظ في القسم الأول في الإصابة، ونقل عن ابن حبان كلاما متناقضا وهو قوله: يقال له صحبة، ثم أعاده في التابعين وقال: لا يصح عندي أن له صحبة. وكذا نقل عن البخاري أنه قال: لا نعرف له صحبة، ولكن قال ابن أبي حاتم: «مدني له صحبة، سمعت أبي وأبا زرعة يقولان ذلك». فقولهما مقدم لما فيه من زيادة علم.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 227 من أصل 360 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تضربوا إماء الله

  • 📜 حديث: لا تضربوا إماء الله

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا تضربوا إماء الله

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا تضربوا إماء الله

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا تضربوا إماء الله

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب