حديث: لا آذن إلا أن يريد ابن أبي طالب أن يطلق ابنتي

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ذبّ الرجل عن ابنته في الغيرة وطلب الإنصاف لها

عن المسور بن مخرمة قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول وهو على المنبر: «إن بني هشام بن المغيرة استأذنوا في أن ينكحوا ابنتهم عليَّ بن أبي طالب، فلا آذنُ، ثم لا آذنُ، ثم لا أذنُ إلا أن يريد ابن أبي طالب أن يطلق ابنتي، وينكح ابنتهم؛ فإنما هي بَضْعة مني، يُريبُني ما أرابها ويُؤذيني ما آذاها».

متفق عليه: رواه البخاري في النكاح (٥٢٣٠)، ومسلم في الفضائل (٢٢٤٩: ٩٣) كلاهما من حديث الليث بن سعد، عن ابن أبي مليكة، عن المسور بن مخرمة فذكره.

عن المسور بن مخرمة قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول وهو على المنبر: «إن بني هشام بن المغيرة استأذنوا في أن ينكحوا ابنتهم عليَّ بن أبي طالب، فلا آذنُ، ثم لا آذنُ، ثم لا أذنُ إلا أن يريد ابن أبي طالب أن يطلق ابنتي، وينكح ابنتهم؛ فإنما هي بَضْعة مني، يُريبُني ما أرابها ويُؤذيني ما آذاها».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبوي الشريف، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.
الحديث:
عن المسور بن مخرمة قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول وهو على المنبر: «إن بني هشام بن المغيرة استأذنوا في أن ينكحوا ابنتهم عليَّ بن أبي طالب، فلا آذنُ، ثم لا آذنُ، ثم لا أذنُ إلا أن يريد ابن أبي طالب أن يطلق ابنتي، وينكح ابنتهم؛ فإنما هي بَضْعة مني، يُريبُني ما أرابها ويُؤذيني ما آذاها».
رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما.


1. شرح المفردات:


● بني هشام بن المغيرة: هم أبناء هشام بن المغيرة من قبيلة قريش، وكانوا من أشراف مكة.
● استأذنوا: طلبوا الإذن والموافقة.
● لا آذنُ: لا أسمح ولا أوافق.
● بَضْعة مني: قطعة من جسدي، كناية عن شدة القرب والمحبة.
● يُريبُني: يثير شكي وقلقي.
● ما أرابها: ما أثار الريبة والشك فيها أو نحو ذلك.
● يُؤذيني: يسبب لي الألم والحزن.
● ما آذاها: ما سبب الأذى لها.


2. شرح الحديث:


كان سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه متزوجًا من السيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله ﷺ، وقد طلب أشراف من قريش -وهم بنو هشام بن المغيرة- من النبي ﷺ الإذن بتزويج إحدى بناتهم لعلي رضي الله عنه، على سبيل التكريم والتقرب إليه.
فوقف النبي ﷺ على المنبر -في مشهد عام لتأكيد أهمية الأمر- وأعلن رفضه القاطع لهذا الطلب، مؤكدًا ذلك بتكرار قوله: "فلا آذن، ثم لا آذن، ثم لا أذن"، مما يدل على تأكيد المنع وشدة الرفض.
ثم بين النبي ﷺ الشرط الوحيد الذي قد يوافق فيه على هذا الزواج، وهو أن يطلق سيدنا علي ابنته السيدة فاطمة أولاً، ثم بعد ذلك يتزوج من غيرها. وهذا الشرط تعبير عن عدم الرغبة في الجمع بين الابنتين (فاطمة وابنة بني هشام) لكراهية أن تُجمع ابنته مع أخرى في عصمة رجل واحد.
ثم علل النبي ﷺ هذا الرفض والحماية بقوله: "فإنما هي بضعة مني"، أي أن فاطمة جزء منه، وهي قريبة إليه جدًا، فما يؤذيها أو يسيء إليها فإنه يؤذيه ويسيء إليه شخصيًا. وهذا تعبير عن أعلى درجات المحبة والعطف الأبوي.


3. الدروس المستفادة منه:


1- مكانة السيدة فاطمة رضي الله عنها: يبين الحديث المكانة العظيمة للسيدة فاطمة عند رسول الله ﷺ، حتى إنه وصفها بأنها بضعة منه، مما يدل على شدة محبته لها وحرصه على راحتها وسعادتها.
2- حق الأب في النصح والوصاية: بيان حق الأب في النصح لبناته والتأكد من سعادتهن، وخصوصًا إذا كان الزوج متزوجًا بغيرها، فقد كره النبي ﷺ أن تُجمع ابنته مع أخرى.
3- الحكمة في معاملة الزوجات: فيه إشارة إلى الحكمة من عدم الجمع بين امرأتين إذا كان في ذلك ضرر أو أذى لإحداهما، وخصوصًا إذا كانت إحداهما ذات مكانة خاصة أو كانت هناك ظروف تستدعي الرفق بها.
4- الصراحة والوضوح في拒绝 الطلبات: نهج النبي ﷺ في الرفض كان واضحًا وحاسمًا، لكنه كان مقرونًا بالحكمة والبيان، مما يمنع أي سوء فهم.
5- عاطفة الأبوة النبوية: يظهر الحديث جانبًا من العواطف الإنسانية النبيلة للنبي ﷺ، حيث عبر عن ارتباطه النفسي بابنته، وأن أذهاها تؤذيه.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث من الأحاديث التي استدل بها العلماء على تحريم الجمع بين المرأة وعمتها أو خالتها، فإذا كان النبي ﷺ قد كره الجمع بين ابنته وأخرى من قريش، فالجمع بين الأقارب من الدرجة الأولى أولى بالكراهة أو التحريم.
- السيدة فاطمة رضي الله عنها هي أصغر بنات النبي ﷺ وأحبهن إليه، وقد كانت شديدة الشبه به في مشيته وكلامه.
- موقف سيدنا علي رضي الله عنه كان موقفًا مشرفًا، حيث فضل البقاء مع السيدة فاطمة ولم يفكر في طلب الطلاق أو الزواج بغيرها في حياتها، مما يدل على تقديره لمكانتها ومحبة النبي ﷺ.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في النكاح (٥٢٣٠)، ومسلم في الفضائل (٢٢٤٩: ٩٣) كلاهما من حديث الليث بن سعد، عن ابن أبي مليكة، عن المسور بن مخرمة فذكره. وقوله: «ابنتهم» وهي ابنة أبي جهل وهو عمرو بن هشام بن المغيرة عدو الله ورسوله، وأخواه الحارث بن هشام وسلمة بن هشام أسلما عام الفتح، وحسُنَ إسلامهما.
قال ابن التين: «أصح ما تُحمل هذه القصة أن النبي ﷺ حرّم على علي أن يجمع بين ابنته وبين ابنة أبي جهل؛ لأنه علل بأن ذلك يؤذيه، وأذيّتُه حرام بالاتفاق، ومعنى قوله: (لا أُحرِّمُ حلالا) أي هي له حلال لو لم تكن عنده فاطمة».
وفي المسألة أقوال أخرى انظر: الفتح (٩/ ٣٢٩).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 233 من أصل 360 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا آذن إلا أن يريد ابن أبي طالب أن يطلق ابنتي

  • 📜 حديث: لا آذن إلا أن يريد ابن أبي طالب أن يطلق ابنتي

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا آذن إلا أن يريد ابن أبي طالب أن يطلق ابنتي

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا آذن إلا أن يريد ابن أبي طالب أن يطلق ابنتي

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا آذن إلا أن يريد ابن أبي طالب أن يطلق ابنتي

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب