حديث: سقت النبي ﷺ منه شربة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في غيرة الضرائر ومنافستهن

عن عائشة قالت: كان رسول اللَّه ﷺ يحب العسل والحلواء، وكان إذا أنصرف من العصر دخل على نسائه فيدنو من إحداهن، فدخل على حفصة بنت عمر فاحتبس أكثر ما كان يحتبس فغِرتُ فسألتُ عن ذلك، فقيل: أهدت لها امرأة من قومها عُكّةً
من عسل، فسقت النبي ﷺ منه شربة، فقلتُ: أما واللَّه لنحتالن له، فقلتُ لسودة بنت زمعة: إنه سيدنو منك فإذا دنا منك فقولي أكلتَ مغافير؟ فإنه سيقول لك: لا، فقولي له: ما هذه الريح التي أجد منك؟ فإنه سيقول لك: سفتي حفصة شربة عسل، فقولي له: جرست نعلة العرفط، وسأقولُ ذلك وقولي أنتِ يا صفية ذاك. قالت: تقول سودة فواللَّه ما هو إلا أن قام على الباب فأردتُ أن أباديه بما أمرتني به فرقا منك، فلما دنا منها قالت له سودة: يا رسول اللَّه، أكلت مغافير؟ قال: «لا». قالت: فما هذه الريح التي أجد منك؟ قال: «سقتني حفصة شربة عسل» فقالت: جرست نعلة العرفط، فلما دار إلي قلت له نحو ذلك، فلما دار إلى صفية قالت له مثل ذلك، فلما دار إلى حفصة قالت: يا رسول اللَّه، ألا أسقيك منه؟ قال: «لا حاجة لي فيه» قالت: تقول سودة واللَّه لقد حرَّمناه، قلت لها: اسكتي.

متفق عليه: رواه البخاري في الطلاق (٥٢٦٨) من طريق علي بن مسهر، ومسلم في الطلاق (٢١: ١٤٧٤) من طريق أبي أسامة - كلاهما عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، فذكرته.

عن عائشة قالت: كان رسول اللَّه ﷺ يحب العسل والحلواء، وكان إذا أنصرف من العصر دخل على نسائه فيدنو من إحداهن، فدخل على حفصة بنت عمر فاحتبس أكثر ما كان يحتبس فغِرتُ فسألتُ عن ذلك، فقيل: أهدت لها امرأة من قومها عُكّةً
من عسل، فسقت النبي ﷺ منه شربة، فقلتُ: أما واللَّه لنحتالن له، فقلتُ لسودة بنت زمعة: إنه سيدنو منك فإذا دنا منك فقولي أكلتَ مغافير؟ فإنه سيقول لك: لا، فقولي له: ما هذه الريح التي أجد منك؟ فإنه سيقول لك: سفتي حفصة شربة عسل، فقولي له: جرست نعلة العرفط، وسأقولُ ذلك وقولي أنتِ يا صفية ذاك. قالت: تقول سودة فواللَّه ما هو إلا أن قام على الباب فأردتُ أن أباديه بما أمرتني به فرقا منك، فلما دنا منها قالت له سودة: يا رسول اللَّه، أكلت مغافير؟ قال: «لا». قالت: فما هذه الريح التي أجد منك؟ قال: «سقتني حفصة شربة عسل» فقالت: جرست نعلة العرفط، فلما دار إلي قلت له نحو ذلك، فلما دار إلى صفية قالت له مثل ذلك، فلما دار إلى حفصة قالت: يا رسول اللَّه، ألا أسقيك منه؟ قال: «لا حاجة لي فيه» قالت: تقول سودة واللَّه لقد حرَّمناه، قلت لها: اسكتي.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث الشريف الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها:

أولاً. شرح المفردات:


● يحب العسل والحلواء: كان النبي ﷺ يحب الأطعمة الحلوة الطيبة.
● أنصرف من العصر: بعد انتهاء صلاة العصر.
● يدنو من إحداهن: يقترب ويجلس عندها.
● فاحتبس أكثر ما كان يحتبس: بقي عندها وقتًا أطول من المعتاد.
● فغِرْتُ: شعرت بالغيرة.
● عُكّةً من عسل: وعاء صغير من العسل.
● لنحتالن له: لنحتال عليه ونخدعه.
● مغافير: نبات ذو رائحة كريهة.
● جرست نعلة العرفط: شبهت رائحة العسل برائحة نبات العرفط (وهو نبت له رائحة غير طيبة).
● فرقاً منك: خوفًا منك (أي من عائشة).

ثانيًا. شرح الحديث:


كان النبي ﷺ يحب العسل والحلواء، وكان بعد صلاة العصر يزور نساءه ويتقرب منهن. في أحد الأيام، دخل على حفصة رضي الله عنها وبقي عندها وقتًا أطول من المعتاد، فغارت عائشة رضي الله عنها وسألت عن السبب، فقيل لها إن امرأة من قوم حفصة أهدت لها عسلًا، فسقت النبي ﷺ منه.
ففكرت عائشة في حيلة لتجعل النبي ﷺ ينفر من العسل، فطلبت من سودة بنت زمعة وصفية رضي الله عنهما أن يقلن للنبي ﷺ عندما يدنو منهن: إن رائحة فمه كريهة (كأنه أكل مغافير - نبات كريه الرائحة)، وإذا قال إنه شرب عسلًا، فلتقل له: "جرست نعلة العرفط" أي أن رائحة العسل تشبه رائحة نبات العرفط الكريهة.
وعندما دخل النبي ﷺ على سودة، خافت أن تقول ما طلبته منها عائشة، ولكنها عندما تجرأت وقالت له ذلك، رد النبي ﷺ بأنه شرب عسلًا عند حفصة، فقالت له الجملة التي اتفقن عليها. ثم كررت عائشة وصفية نفس الكلام عندما دخل عليهما.
فلما عاد إلى حفصة وعرضت عليه أن تسقيه عسلًا مرة أخرى، قال: "لا حاجة لي فيه"، فظنت سودة أنهم حرموا العسل على النبي ﷺ، ولكن عائشة طلبت منها السكوت.

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- بشريّة النبي ﷺ: فهو يحب الطيبات من الطعام والشراب، ويقوم بزيارة أزواجه ويعيش حياته الطبيعية.
2- الغيرة الطبيعية بين الزوجات: غيرتهن كانت منضبطة بالحدود الشرعية، ولم تصل إلى الحقد أو الإيذاء.
3- حكمة النبي ﷺ في التعامل: لم يغضب من كلامهن، بل فهم أن الأمر ناتج عن الغيرة، فترك العسل من تلقاء نفسه حتى لا يسبب حزنًا لإحداهن.
4- جواز الاحتيال المباح: إذا كان المقصد حسناً (كإزالة سبب الغيرة)، ولكن بشرط ألا يكون فيه كذب أو إيذاء.
5- الأخلاق النبوية: حيث لم يعاقب أحدًا، بل تحمل الموقف بحلم وحكمة.

رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يدل على رحمة النبي ﷺ وحسن تعامله مع أزواجه.
- ليس في الحديث تحريم للعسل، بل إن النبي ﷺ تركه temporarily (مؤقتًا) لحكمة.
- الغيرة بين الزوجات إذا كانت within الحدود الشرعية فهي مقبولة، ولكن يجب أن لا تصل إلى الظلم أو البغضاء.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الطلاق (٥٢٦٨) من طريق علي بن مسهر، ومسلم في الطلاق (٢١: ١٤٧٤) من طريق أبي أسامة - كلاهما عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، فذكرته.
وقولها: «جرستْ»: أي أكلتْ.
وقع الخلاف بين سياق الحديثين. ففي الحديث الأول أن النبي ﷺ شرب العسل عند زينب بنت جحش، وأن المتظاهرتين عليه عائشة وحفصة وهو الصحيح. وكذلك ثبت في حديث عمر بن الخطاب وابن عباس.
وفي الحديث الثاني أن النبي ﷺ شرب العسل عند حفصة، وإن عائشة وسودة وصفية من اللواتي تظاهرن عليه. والأول أصح، رجّحه القاضي عياض وغيره. وقال النسائي: إسناد حديث حجاج صحيح جيّد غاية.
وقد انقلبت الأسماء على الراوي في الرواية الأخرى ذكره النووي في شرح مسلم. وأما حمله على التعدد كما قال ابن حجر في الفتح (٩/ ٣٧٩) فهو بعيد.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 209 من أصل 360 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: سقت النبي ﷺ منه شربة

  • 📜 حديث: سقت النبي ﷺ منه شربة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: سقت النبي ﷺ منه شربة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: سقت النبي ﷺ منه شربة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: سقت النبي ﷺ منه شربة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب