حديث: قولي له: إن رسول الله ﷺ قد أجارني

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب النهي عن ضرب النساء

عن علي أن امرأة الوليد بن عقبة أتت النبي ﷺ فقالت: يا رسول الله، إن الوليد يضربها فقال لها: «قولي له: قد أجارني» قال علي: فلم تلبث إلا يسيرا حتى رجعت فقالت: ما زادني إلا ضربا، فأخذ هدية من ثوبه، فدفعها إليها وقال: «قولي له: إن رسول الله ﷺ قد أجارني» فلم تلبث إلا يسيرا حتى رجعت فقالت: ما زادني إلا ضربا. فرفع يديه وقال: «اللَّهم عليك الوليد، أثِمَ بي مرتين».

حسن: رواه الإمام أحمد (١٣٠٤) وأبو يعلى (٣٥١) والبزار - كشف الأستار - (٧٦٧) كلهم من حديث عبد الله بن داود، عن نعيم بن حكيم، عن أبي مريم، عن علي فذكره.

عن علي أن امرأة الوليد بن عقبة أتت النبي ﷺ فقالت: يا رسول الله، إن الوليد يضربها فقال لها: «قولي له: قد أجارني» قال علي: فلم تلبث إلا يسيرا حتى رجعت فقالت: ما زادني إلا ضربا، فأخذ هدية من ثوبه، فدفعها إليها وقال: «قولي له: إن رسول الله ﷺ قد أجارني» فلم تلبث إلا يسيرا حتى رجعت فقالت: ما زادني إلا ضربا. فرفع يديه وقال: «اللَّهم عليك الوليد، أثِمَ بي مرتين».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد النبي الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النبوي الشريف الذي رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حديث صحيح:

الحديث:


عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن امرأة الوليد بن عقبة أتت النبي ﷺ فقالت: يا رسول الله، إن الوليد يضربها. فقال لها: «قولي له: قد أجارني». قال علي: فلم تلبث إلا يسيرًا حتى رجعت فقالت: ما زادني إلا ضربًا. فأخذ هدبة من ثوبه، فدفعها إليها وقال: «قولي له: إن رسول الله ﷺ قد أجارني». فلم تلبث إلا يسيرًا حتى رجعت فقالت: ما زادني إلا ضربًا. فرفع يديه وقال: «اللَّهم عليك الوليد، أثِمَ بي مرتين».


1. شرح المفردات:


● الوليد بن عقبة: هو الوليد بن عقبة بن أبي معيط، كان من المسلمين، لكنه ارتكب بعض الذنوب.
● أجارني: أي جعلني في جواره وحمايته، بمعنى أنه ضمن لها الأمان.
● لم تلبث إلا يسيرًا: أي لم تمكث إلا وقتًا قصيرًا.
● هدبة من ثوبه: الهدبة هي الطرف أو الحاشية من الثوب، فأعطاها شيئًا من ثوبه كعلامة على الجوار.
● أثِمَ بي مرتين: أي أذنب في حقي مرتين؛ مرة بعدم استجابته لجواري الأول، ومرة بعدم استجابته لجواري الثاني.


2. شرح الحديث:


تشتكي امرأة الوليد بن عقبة إلى النبي ﷺ من أن زوجها يضربها، فطلب منها النبي ﷺ أن تخبر زوجها بأن النبي قد أجارها (أي جعلها في حمايته)، hoping that هذا سيردعه عن ضربها. لكن الزوج استمر في ضربها، فعادت تشتكي. فأعطاها النبي ﷺ هدبة من ثوبه كعلامة مادية على الجوار، وقال لها أن تخبر زوجها أن رسول الله قد أجارها. لكن الزلم استمر في عنفه، فعادت مرة ثالثة. عندها دعا النبي ﷺ على الوليد بقوله: «اللهم عليك الوليد، أثم بي مرتين»، يعني أن الوليد أذنب بترك حرمة جوار النبي مرتين.


3. الدروس المستفادة:


● تحريم الظلم والعنف الأسري: الحديث يظهر موقف النبي ﷺ الرافض للعنف ضد المرأة، وأنه سعى لحمايتها بكل وسيلة.
● قيمة الجوار في الإسلام: الجوار (الحماية) له حرمة عظيمة في الإسلام، وترك استجابة جوار النبي يعتبر ذنبًا كبيرًا.
● دور النبي كحاكم وقاضي: النبي ﷺ هنا يتدخل كحاكم لفض النزاع ويحاول حل المشكلة بطرق سلمية.
● الدعاء على الظالم: عندما تفشل الحلول الأرضية، يبقى الدعاء سلاح المؤمن، فالنبي ﷺ دعا على الوليد عندما استمر في ظلمه.
● الصبر والحكمة في حل المشكلات: النبي ﷺ لم يتسرع في العقاب، بل حاول حل المشكلة تدريجيًا.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يدل على عدل النبي ورحمته بالضعفاء، وعلى حرمة الظلم في الإسلام.
- الوليد بن عقبة هو أخو عثمان بن عفان من الرضاعة، وكان قد أسلم لكنه ارتكب بعض الذنوب، منها شرب الخمر، وقد أقيم عليه الحد في عهد عثمان.
- الحديث يظهر أن الجوار كان من العادات المعروفة في الجاهلية والإسلام، وأن له حرمة كبيرة.
- يستفاد من الحديث أن الدعاء على الظالم جائز إذا كان الظلم بيّنًا، وقد فعله النبي ﷺ هنا.

أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا، وأن يجعلنا من المتقين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (١٣٠٤) وأبو يعلى (٣٥١) والبزار - كشف الأستار - (٧٦٧) كلهم من حديث عبد الله بن داود، عن نعيم بن حكيم، عن أبي مريم، عن علي فذكره.
وفيه أبو مريم هو الثقفي، واسمه قيس بن المدايني مختلف فيه غير أنه حسن الحديث، والراوي عنه نعيم بن حكيم المدائني مختلف فيه أيضا فوثقه ابن معين وابن حبان وغيرهما، وتكلم فيه غيرُ واحد، إلا أنه حسن الحديث، وقد صحّح البوصيري في الإتحاف (٥/ ٦).
وأما ما رُوي عن عمر بن الخطاب أنه قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «لا يُسأل الرجلُ فيم يَضرِبُ امرأته، ولا تنمْ إلا على وتر» ونسيت الثالثة، فهو ضعيف.
رواه ابن ماجه (١٩٨٦) واللفظ له، وأبو داود (٢١٤٧) وأحمد (١٢٢) والحاكم (٤/ ١٧٥) كلهم من حديث أبي عوانة، عن داود بن عبد الله الأودي، عن عبد الرحمن المُسْلي، عن أشعث بن قيس قال: ضِفْتُ عمرَ ليلةً، فلما كان في جوف الليل، قام إلى امرأته يضربها، فحجزت بينهما. فلما آوى إلى فراشه قال لي: يا أشعث، احفظ عني شيئا سمعته عن رسول الله ﷺ فذكره.
وإسناده ضعيف من أجل عبد الرحمن المُسْلي؛ فإنه لم يرو عنه سوى داود بن عبد الله الأَوْدي، قال الذهبي: «لا يُعرف إلا في هذا الحديث، تفرد عنه داود بن عبد الله الأودي».
وأما الحاكم فقال: صحيح الإسناد. فهذا وهمٌ منه.
وفي معناه ما روي عن الزبير قال: قال رسول الله ﷺ: ألا عسى أحدكم أن يضرب امرأته ضرب الأمة، ألا خيركم خيركم لأهله».
رواه البزار - كشف الأستار - (١٤٨٤) عن زكريا بن يحيى الضرير، ثنا شبابة بن سوار، ثنا المغيرة بن مسلم، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن الزبير، فذكره.
قال البزار: رواه غير واحد في قصة: «خيركم خيركم لأهله عن هشام، عن أبيه مرسلا. وأسنده بعضهم، وأما قصة ضرب النساء فرواه هشام، عن أبيه، عن عبد الله بن زمعة، هكذا رواه جماعة، ورواه الضحاك بن عثمان، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة، ولا نعلم أحدا قال فيه: عن الزبير إلا مغيرة، ولم نسمعه إلا من زكريا، عن شبابة، عن مغيرة». انتهى.
وقال الهيثمي في المجمع (٤/ ٣٠٣): «رواه البزار عن شيخه زكريا بن يحيى بن أيوب الضرير، ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح».
قال الأعظمي: وهو كما قال، فإن ابن حبان لم يذكر في ثقاته زكريا بن يحيى، وكان الحافظ الهيثمي يعتمد كثيرا على ثقات ابن حبان في معرفة الرجال.
وزكريا بن يحيى هذا ترجم له الخطيب في تاريخه (٨/ ٤٥٧) ولم يقل فيه شيئا خلافا لعادته، إذ لو علمه لحكم عليه. فهو مجهول الحال عند المحدثين المحققين لرواية عدد عنه، فإن رواية العدد عنه لا ترفع جهالة الحال كما هو معلوم.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 228 من أصل 360 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: قولي له: إن رسول الله ﷺ قد أجارني

  • 📜 حديث: قولي له: إن رسول الله ﷺ قد أجارني

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: قولي له: إن رسول الله ﷺ قد أجارني

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: قولي له: إن رسول الله ﷺ قد أجارني

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: قولي له: إن رسول الله ﷺ قد أجارني

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب