حديث: لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في غيرة الضرائر ومنافستهن

عن عائشة قالت: افتقدت النبي ﷺ ذات ليلة، فظننت أنه ذهب إلى بعض نسائه، فتحسست ثم رجعت، فإذا هو راكع أو ساجد يقول: «سبحانك وبحمدك، لا إله إلا أنت» فقلت: بأبي أنت وأمي، إني لفي شأن، وإنك لفي آخر.

صحيح: رواه مسلم في الصلاة (٤٨٥)، من طريق عبد الرزاق، أخبرنا ابن جريج، قال: قلت العطاء: كيف تقول أنت في الركوع؟ قال: أما سبحانك وبحمدك لا إله إلا أنت، فأخبرني ابن أبي مليكة، عن عائشة به.

عن عائشة قالت: افتقدت النبي ﷺ ذات ليلة، فظننت أنه ذهب إلى بعض نسائه، فتحسست ثم رجعت، فإذا هو راكع أو ساجد يقول: «سبحانك وبحمدك، لا إله إلا أنت» فقلت: بأبي أنت وأمي، إني لفي شأن، وإنك لفي آخر.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النفيس الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.
الحديث: عن عائشة رضي الله عنها قالت: افتقدت النبي ﷺ ذات ليلة، فظننت أنه ذهب إلى بعض نسائه، فتحسست ثم رجعت، فإذا هو راكع أو ساجد يقول: «سبحانك وبحمدك، لا إله إلا أنت» فقلت: بأبي أنت وأمي، إني لفي شأن، وإنك لفي آخر.


1. شرح المفردات:


● افْتَقَدْتُ: فَقَدْتُه وعدمتُ وجوده، أي لم أجده في مكانه.
● ذَات لَيْلَة: في ليلة من الليالي.
● تَحَسَّسْتُ: بحثت عنه بتأنٍ ورفق، путем اللمس أو السير بخفة.
● رَاكِع أَو سَاجِد: في حالة ركوع أو سجود في الصلاة.
● سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ: تنزيهًا لك وتعظيمًا مع الثناء عليك.
● بأبي أنت وأمي: كلمة تعظيم وتفدية، أي أبي وأمي فداء لك.
● إني لفي شأن: في أمر من أمور الدنيا وهمومها.
● وإنك لفي آخَر: في شأن آخر عظيم وهو مناجاة الله والوقوف بين يديه.


2. شرح الحديث:


تصف لنا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها موقفًا مؤثرًا من حياة النبي ﷺ في بيته:
● الافتقاد والظن: لاحظت غياب النبي ﷺ من فراشه ليلاً، فظنت -كأمر طبيعي- أنه قد ذهب إلى بعض زوجاته الأخريات، وهذا يدل على حرصها عليه وحبها له.
● التحسس والرجوع: بحثت عنه برفق وخفة حتى لا توقظ أحدًا، ثم عادت إلى مكانها.
● المفاجأة العظيمة: وجدته ﷺ في حالة عبادة خاشعة، إما راكعًا أو ساجدًا، يردد ذكرًا عظيمًا هو: «سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ». هذا الذكر يجمع بين التنزيه المطلق لله تعالى عن كل نقص (سبحانك)، والثناء عليه بصفات الكمال (بحمدك)، وتوحيده وإفراده بالعبادة (لا إله إلا أنت).
● تعجبها وإكبارها: عبرت عن دهشتها وإعجابها الشديد بحال النبي ﷺ بقولها: «بأبي أنت وأمي»، ثم قارنت بين شأنها وشأنه؛ فهي كانت مشغولة بفكرتها الدنيوية (الظن بذهابه إلى زوجة أخرى)، وهو كان مشغولاً بأعلى الشؤون وأسماها: مناجاة ربه والوقوف بين يديه في جوف الليل.


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- اجتهاد النبي ﷺ في العبادة: على الرغم من أن الله تعالى قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، إلا أنه كان أكثر الناس عبادة وذكرًا لله، مما يدل على شكر النعمة وعبادة المحبة والتعظيم.
2- قيام الليل: الحديث من أعظم الأدلة على فضل قيام الليل والاجتهاد فيه، وهو سنة مؤكدة حث عليها النبي ﷺ.
3- فضل الذكر المذكور: ذكر «سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ» من أجل الأذكار، وقد ورد في أحاديث أخرى أنه كلمات يحبهن الله تعالى.
4- أدب الزوجة مع زوجها: في تصرف عائشة رضي الله عنها دليل على الأدب الرفيع، حيث تحسست برفق ولم تفتش بشكل فجائي، وعبرت عن حبها وتعظيمها للنبي ﷺ بأبلغ العبارات.
5- الفارق بين هموم الدنيا وهموم الآخرة: تقرير عائشة رضي الله عنها بأنها في شأن دنيوي بينما النبي ﷺ في شأن أخروي، يعلمنا to prioritize our connection with Allah over worldly preoccupations.
6- الخشوع في الصلاة: حال النبي ﷺ في الركوع أو السجود يدل على الخشوع التام والانقطاع الكامل لله تعالى.


4. معلومات إضافية:


- هذا الذكر «سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ» يعرف بـ "كلمات الإجلال والتعظيم والثناء والتوحيد".
- يستحب الإكثار من هذا الذكر في الركوع والسجود، كما في صحيح مسلم أيضًا: «أما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم».
- قيام الليل هو شرف المؤمن وعزته، وهو من أسباب رفع الدرجات ومغفرة الذنوب ودخول الجنة، كما قال تعالى: «تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ» [السجدة: 16].
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من المقبلين عليه، الذاكرين له الشاكرين له، المحبين لرسوله ﷺ المقتفين لآثاره.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الصلاة (٤٨٥)، من طريق عبد الرزاق، أخبرنا ابن جريج، قال: قلت العطاء: كيف تقول أنت في الركوع؟ قال: أما سبحانك وبحمدك لا إله إلا أنت، فأخبرني ابن أبي مليكة، عن عائشة به.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 214 من أصل 360 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك

  • 📜 حديث: لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب