حديث: أين درعك الحطمية؟

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب لا يدخل بأهله قبل أن يُعطيها شيئا

عن عبد الله بن عباس قال: لما تزوج علي فاطمة قال له رسول الله ﷺ: «أعطها شيئا. قال: ما عندي شيء. قال: «أين درعك الحطمية؟».

صحيح: رواه أبو داود (٢١٢٥) والنسائي (٣٣٧٦) كلاهما من حديث عبدة، عن سعيد، عن أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس فذكره.

عن عبد الله بن عباس قال: لما تزوج علي فاطمة قال له رسول الله ﷺ: «أعطها شيئا. قال: ما عندي شيء. قال: «أين درعك الحطمية؟».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فحديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما الذي ذكرتَ من جوامع الكلم النبوي، وهو حديث صحيح رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود والنسائي في سننهما، والحاكم في مستدركه، وصححه الألباني.

شرح المفردات:


● الحطمية: نسبة إلى حطم بن الهون بن خزيمة، وهي درعٌ غليظة قوية، سُميت بذلك لأنها منسوبة إلى قبيلة "حطم" أو لأنها تحطم ما يقع عليها.

شرح الحديث:


يحدثنا ابن عباس رضي الله عنهما عن قصة زواج سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه من سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
لما أراد علي رضي الله عنه أن يتزوج فاطمة رضي الله عنها، وكان فقيرًا لا يملك مالًا، جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «أعطها شيئًا» أي: امنحها مهرًا، وهو حقٌ واجب للمرأة.
فأجاب علي رضي الله عنه بصدق وتواضع: «ما عندي شيء» يعبر عن حاله التي يعرفها النبي صلى الله عليه وسلم، فهو لم يجمع دنيا، بل كان همه الجهاد في سبيل الله.
فأرشده النبي صلى الله عليه وسلم إلى الحل، وهو أن يهبها درعه الحطمية، فقال: «أين درعك الحطمية؟» يعني: اجعلها مهرًا لها.

الدروس المستفادة منه:


1- التيسير في أمور الزواج وعدم المغالاة في المهور: فقد قبل النبي صلى الله عليه وسلم من علي رضي الله عنه درعًا ليس لها قيمة عالية مهرًا لابنته، مما يدل على أن التكلفة والمبالغة في المهور ليست من هدي الإسلام.
2- الحكمة النبوية في حل المشكلات: حيث وجه النبي صلى الله عليه وسلم عليًا إلى حل عملي يناسب وضعه المالي.
3- قيمة الصدق والصراحة: فقد صرح علي رضي الله عنه بعدم قدرته المالية، فلم يطلب قرضًا أو يدَّعِ ما ليس عنده.
4- جواز أن يكون المهر شيئًا له نفع وقيمة وليس نقدًا فقط، كالسلع والأمتعة النافعة.
5- تواضع أهل بيت النبوة ورضاهم باليسير، ففاطمة رضي الله عنها سيدة نساء العالمين قبلت بهذا المهر البسيط.

معلومات إضافية:


- كان هذا المهر أنفس مهر في التاريخ، لأنها درع جهاد في سبيل الله، ومهر ابنة أفضل الخلق صلى الله عليه وسلم.
- في هذا تربية للأمة على عدم التكلف والمشقة في أمور الزواج، والتخفيف على الشباب.
- كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرص على التيسير على أصحابه، ويراعي أحوالهم، وهذا من رحمته وهديه صلى الله عليه وسلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٢١٢٥) والنسائي (٣٣٧٦) كلاهما من حديث عبدة، عن سعيد، عن أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس فذكره.
وإسناده صحيح. وسعيد هو ابن أبي عروبة اختلط في آخره ولكن سماع عبدة. وهو ابن سليمان - كان قبل اختلاطه. قال ابن معين: كان أثبت الناس سماعا منه.
وأما ما روي عن غيلان بن أنس قال: حدثني محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن رجل من أصحاب النبي ﷺ أن عليا لما تزوج فاطمة بنت رسول الله ﷺ أراد أن يدخل بها، فمنعه رسول الله ﷺ حتى يعطيها شيئا. فقال: يا رسول الله، ليس لي شيء. فقال له النبي ﷺ: «فأعطها درعك» فأعطاها درعه، ثم دخل بها. فهو لا يصح.
رواه أبو داود (٢١٦٦) عن كثير بن عبيد الحمصي، حدثنا أبو حيوة، عن شعيب - يعني ابن أبي حمزة - حدثنا غيلان فذكره.
وغيلان بن أنس ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل، وكذلك البخاري في التاريخ الكبير ولم يذكرا فيه شيئا، ولذا قال الحافظ في التقريب «مقبول» وهو ليس بمقبول؛ لأنه لم يُتابع على قوله: فمنعه الرسول ﷺ حتى يعطيها شيئا.
ثم هو اضطرب في الإسناد فمرة قال: حدثني محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، وأخرى قال: عن عكرمة، عن ابن عباس، رواه أبو داود (٢١٢٧) عن كثير - يعني ابن عبد. حدثنا أبو حيوة، عن شعيب، عن غيلان، عن عكرمة، عن ابن عباس فذكره مثله.
فرجع الحديث إلى ابن عباس، وليس في حديثه المنع من الدخول قبل أن يعطيها شيئا.
وكذلك لا يصح ما روي عن خيثمة بن عبد الرحمن أن رجلا تزوج في عهد النبي ﷺ نجهزها إليه قبل أن ينقد شيئا.
رواه البيهقي (٧/ ٢٥٣) من حديث أبي العباس محمد بن يعقوب، ثنا هارون بن سليمان الأصبهاني، ثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن منصور، عن طلحة، عن خيثمة فذكره.
ورواه أيضا عن أبي العباس، ثنا محمد بن إسحاق الصغاني، أنا عبد الله بن بكر، ثنا سعيد، عن طلحة بن مصرف، عن خيثمة أن رجلًا تزوج امرأة، وكان معسرًا فأمر نبي الله ﷺ أن يرفق به، فدخل بها ولم ينقدها شيئا، ثم أيسر بعد ذلك فساق.
هذا هو الصحيح مرسلا. ورواه شريك عن منصور، عن طلحة، عن خيثمة، عن عائشة موصولا. رواه أبو داود (٢١٢٨) وابن ماجه (١٩٩٢) والبيهقي (٧/ ٢٥٣) قال أبو داود: «خيثمة لم يسمع من عائشة». وقال ابن القطان: «الشك ممن سمعه من عائشة». وقال البيهقي: «وصله
شريك، وأرسله غيره».
قال الأعظمي: شريك هو ابن عبد الله النخعي سيء الحفظ، فلا يحتج به، لا سيما إذا خالف، ولذا عده ابن عدي هذا الحديث من مناكير شريك.
فقه الحديث: وقد كره بعض السلف أن يدخل الرجل على زوجته قبل أن يدفع شيئا من المهر. منهم ابن عباس. وكان ابن عمر يقول: لا يحل لمسلم أن يدخل على امرأته حتى يقدم إليها ما قل أو كثر.
وقد كره مالك والشافعي أيضا الدخول قبل أن يعطيها شيئا من صداق. ورخص فيه أحمد وإسحاق.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 231 من أصل 360 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أين درعك الحطمية؟

  • 📜 حديث: أين درعك الحطمية؟

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أين درعك الحطمية؟

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أين درعك الحطمية؟

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أين درعك الحطمية؟

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب