حديث خرافة: قصة رجل من عذرة أسرته الجن

حديث: حديث خرافة: قصة رجل من عذرة أسرته الجن

روي عن عائشة قالت: حدّث رسول الله ﷺ نساءه ذات ليلة حديثا. فقالت امرأة منهن: يا رسول الله، كأن الحديث حديث خرافة؟ فقال: «أتدرين ما خرافة؟ إن خرافة كنت رجلا من عُذرة، أسرتْه الجن في الجاهلية. فمكث فيهن دهرًا طويلًا، ثم ردوه إلى الإنس، فكان يُحدث الناس بما رأى فيهم من الأعاجيب. فقال الناس: حديث خرافة».

ضعيف: رواه الإمام أحمد (٢٥٣٤٤) والترمذي في الشمائل (٢٥٠) والبزار - كشف الأستار - (٢٤٧٥) وأبو يعلى (٤٤٤٢) كلهم من طريق أبي النضر، حدثنا أبو عقيل يعني الثقفي، حدثنا مجالد بن
سعيد، عن عامر، عن مسروق، عن عائشة فذكرته.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف شرحًا وافيًا، مستندًا إلى كلام أهل العلم من أهل السنة والجماعة:

نص الحديث:

روي عن أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - قالت: حدّث رسول الله ﷺ نساءه ذات ليلة حديثًا. فقالت امرأة منهن: يا رسول الله، كأن الحديث حديث خرافة؟ فقال: «أتدرين ما خرافة؟ إن خرافة كنت رجلا من عُذرة، أسرتْه الجن في الجاهلية. فمكث فيهن دهرًا طويلًا، ثم ردوه إلى الإنس، فكان يُحدث الناس بما رأى فيهم من الأعاجيب. فقال الناس: حديث خرافة».

1. شرح المفردات:

● حدّث حديثًا: أي أخبرهن بقصة أو حكاية.
● خرافة: اسم رجل، وأصبح يُطلق على الكلام المستبعد أو العجيب الذي لا يُصدق.
● عُذرة: قبيلة عربية معروفة من قبائل قضاعة.
● أسرته الجن: خطفته الجن وأخذته.
● مكث فيهن دهرًا طويلًا: بقي بين الجن مدة طويلة من الزمن.
● الأعاجيب: الأمور العجيبة الغريبة التي تثير الدهشة.

2. شرح الحديث:

يخبر الحديث أن النبي ﷺ كان يحدث نساءه في ليلة من الليالي بقصة أو حديث، فلما سمعت إحداهن هذا الحديث، استغربته لغرابته أو لعظمته، فشبهته بـ "حديث خرافة"، أي كأنه من تلك الأحاديث العجيبة التي لا تُصدق، والتي اشتهرت عن رجل اسمه "خرافة".
فأجابها النبي ﷺ مبينًا أصل هذه التسمية، وهو أن "خرافة" كان رجلاً من قبيلة عُذرة في الجاهلية، قد أسرته الجن وعاش بينهم زمناً طويلاً، ثم أطلقوه وعاد إلى الناس، فكان يحدثهم بما رآه عند الجن من عجائب الأمور وغرائبها، فكان الناس إذا سمعوا كلامًا غريبًا لا يكاد يُعقل قالوا: "هذا حديث خرافة"، أي من جنس ما كان يحدث به خرافة.
فالنبي ﷺ في رده لم ينكر الوصف، بل بين أصل هذه الكلمة ومدلولها، مما يدل على جواز استعمال الألفاظ التي تعارف عليها الناس إذا كان معناها صحيحًا ولا محذور فيها.

3. الدروس المستفادة منه:

1- حكمة النبي ﷺ في الرد والتوجيه: حيث لم يعنف السائلة، بل بين لها المعنى بلطف وحكمة، مما يدل على حسن تعليمه ورفقه بأمته.
2- جواز استعمال الألفاظ المتعارفة إذا كانت صحيحة المعنى: ما دامت لا تحمل معنى محرمًا أو شركًا.
3- الجن موجودون ويمكن أن يتعاملوا مع البشر: كما في قصة الرجل الذي أسره الجن، وهذا من الإيمان بالغيب.
4- التثبت من فهم الكلمات والمصطلحات: لأن بعض الألفاظ قد تحمل معاني خفية لا يعرفها الكثيرون.
5- الاعتبار بقصص السابقين: ولو كانت من أيام الجاهلية، إذا كانت تحمل عبرة أو فائدة.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، والطبراني في معجمه، وحسنه بعض أهل العلم.
- "خرافة" أصبح مثلاً يضرب للكلام العجيب الذي يكاد لا يصدق.
- القصة تدل على أن العرب في الجاهلية كانوا يقرون بوجود الجن، وأنهم يعتقدون أنهم يمكن أن يؤثروا في البشر، وهذا يبطل زعم بعض المشركين الذين كانوا ينكرون وجود الجن.
- يستفاد من الحديث أيضًا أن النبي ﷺ كان يقص على أهله القصص لأخذ العبرة والموعظة، مما يدل على أهمية القصص في التربية والتعليم.

أسأل الله تعالى أن ينفعنا بما علمنا، وأن يعلمنا ما ينفعنا، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (٢٥٣٤٤) والترمذي في الشمائل (٢٥٠) والبزار - كشف الأستار - (٢٤٧٥) وأبو يعلى (٤٤٤٢) كلهم من طريق أبي النضر، حدثنا أبو عقيل يعني الثقفي، حدثنا مجالد بن
سعيد، عن عامر، عن مسروق، عن عائشة فذكرته.
ومجالد بن سعيد أبو عمرو الكوفي ضعيف، ضعفه النسائي، وابن سعد، وابن حبان. وقال ابن معين: لا يحتج به. إلا أن البخاري كان حسن الرأي فيه.
وأخرجه ابن الجوزي في «العلل المتناهية» من طريق الإمام أحمد، وأعله به.
فقال: «مجالد ليس بشيء. قال ابن حبان: كان يقلب الأسانيد، ويرفع المراسيل، لا يجوز الاحتجاج به». ثم اختلف في وصله وإرساله.
قال الدارقطني في «العلل» (١٤/ ٢٩٢): «يرويه مجالد، واختلف عليه».
فرواه أبو عقيل الثقفي، واسمه عبد الله بن عقيل - أحد الثقات - عن مجالد، عن الشعبي، عن مسروق، عن عائشة. وكذلك قال أحمد بن أبي بديل، عن أبي أسامة، عن مجالد، وغيرهما يرويه عن أبي أسامة، عن مجالد، عن الشعبي مرسلًا. والمرسل أشبه بالصواب».

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 248 من أصل 360 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: حديث خرافة: قصة رجل من عذرة أسرته الجن

📜 حديث: حديث خرافة: قصة رجل من عذرة أسرته الجن

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: حديث خرافة: قصة رجل من عذرة أسرته الجن

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: حديث خرافة: قصة رجل من عذرة أسرته الجن

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: حديث خرافة: قصة رجل من عذرة أسرته الجن

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية