المرأة تخاف من زوجها نشوزا أو إعراضا

حديث: المرأة تخاف من زوجها نشوزا أو إعراضا

عن عائشة قالت: ﴿وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا﴾ [النساء: ١٢٨] قالت: هي المرأة تكون عند رجل لا يستكثر منها، فيريد طلاقها، ويتزوج غيرها تقول له: أمسكني ولا تطلقني، ثم تزوج غيري فأنت في حل من النفقة عليّ والقسمة لي، فذلك قوله تعالى: ﴿فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ﴾ [النساء: ١٢٨].

متفق عليه: رواه البخاري في النكاح (٥٢٠٦) عن ابن سلام، أخبرنا أبو معاوية، عن هشام، عن
أبيه، عن عائشة فذكرته.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإني أقدم لكم شرحًا لهذا الأثر الوارد عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في تفسيرها للآية الكريمة، معتمدًا على كبار شراح الحديث وكتب التفسير المعتمدة لدى أهل السنة والجماعة.

الحديث وأهميته:

هذا الأثر المروي عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ليس حديثًا نبوياً، بل هو من قبيل "التفسير الموقوف" وهو تفسير لها للآية الكريمة من سورة النساء. وقد رواه الإمام البخاري في صحيحه في كتاب التفسير، مما يدل على صحته وقبوله عند أهل العلم.

شرح المفردات:

● نُشُوزًا: العصيان وعدم الطاعة، ويقصد هنا ترك المرأة فراش زوجها أو امتناعها عن حقه.
● إِعْرَاضًا: التجاهل والصدود عن المعاشرة بالمعروف.
● لا يستكثر منها: لا يجد فيها الكفاية أو لا يرضى عنها تمام الرضا.
● في حل من النفقة: أي ليست النفقة واجبة عليه في هذه الحالة.
● والقسمة لي: أي ليس عليه واجب المبيت عندها والقسمة العادلة بينها وبين الضرة.

شرح الأثر:

تشرح لنا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها حالة خاصة من حالات الخلاف الزوجي، حيث تكون المرأة عند رجل لا يجد فيها الكفاية أو الرضا الكامل، فيهمّ بطلاقها والتزوج بغيرها.
ففي هذه الحالة، تخشى المرأة الطلاق وتبحث عن حل يحفظ كيان الأسرة، فتعرض على زوجها صلحًا بأن يبقى زوجًا لها، ولكن مع تنازلها عن بعض حقوقها الشرعية كالنفقة والقسمة (المبيت)، على أن يتزوج بغيرها.
فهنا تكون قد وافقت على وجود ضرة مقابل بقائها في عصمته، وتنازلت عن بعض حقوقها ابتغاء للإصلاح واستمرار الحياة الزوجية. وهذا الصلح الذي يتم بينهما جائز شرعاً، بل هو خير كما نصت الآية الكريمة.

الدروس المستفادة:

1- مرونة التشريع الإسلامي: يظهر الإسلام مرونة عظيمة في معالجة المشكلات الأسرية، حيث يفتح باب الصلح والتفاوض بين الزوجين لحل الخلافات.
2- تقديم المصلحة العامة:有时 تكون مصلحة بقاء الأسرة والحفاظ على العلاقة الزوجية أعظم من التمسك ببعض الحقوق الفردية.
3- حكمة المرأة وصبرها: في هذا الموقف تظهر حكمة المرأة وصبرها عندما تتنازل عن بعض حقوقها للحفاظ على كيان أسرتها.
4- مشروعية الصلح: يؤكد هذا الأثر على مشروعية الصلح بين الزوجين في حالات الخلاف، بل وجعله خيراً كما نص القرآن.

معلومات إضافية:

- هذا النوع من الصلح يسمى "صلح الإمساك" وهو جائز عند جمهور الفقهاء.
- يشترط في هذا الصلح أن يكون برضا الطرفين دون إكراه.
- إذا تنازلت المرأة عن حقها في النفقة أو القسمة، فإن هذا التنازل يكون نافذاً شرعاً.
- هذا الحكم خاص بالحالة المذكورة وليس عاماً في جميع الخلافات الزوجية.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في النكاح (٥٢٠٦) عن ابن سلام، أخبرنا أبو معاوية، عن هشام، عن
أبيه، عن عائشة فذكرته. ورواه مسلم في التفسير (٣٠٢١) من وجهين آخرين عن هشام مختصرًا.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 202 من أصل 360 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: المرأة تخاف من زوجها نشوزا أو إعراضا

📜 حديث: المرأة تخاف من زوجها نشوزا أو إعراضا

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: المرأة تخاف من زوجها نشوزا أو إعراضا

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: المرأة تخاف من زوجها نشوزا أو إعراضا

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: المرأة تخاف من زوجها نشوزا أو إعراضا

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية