حديث: كان يدخل على أزواج النبي مخنث فحجبهن عنه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب منع دخول المخنث على النساء

عن عائشة قالت: قال: كان يدخل على أزواج رسول الله ﷺ مخنث. فكانوا يعدونه من غير أولي الإرْبة. قال: فدخل النبي ﷺ يوما، وهو عند بعض نسائه. وهو ينعت امرأة قال: إذا أقبلت أقبلت بأربع، وإذا أدْبرت أدْبرتْ بثمان.
فقال النبي ﷺ: «ألا أرى هذا يعرف ما هنا لا يدخلنّ عليكن» قالت: فحجبوه.

صحيح: رواه مسلم في السلام (٢١٨١) عن عبد الله بن حميد، أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة فذكرته.

عن عائشة قالت: قال: كان يدخل على أزواج رسول الله ﷺ مخنث. فكانوا يعدونه من غير أولي الإرْبة. قال: فدخل النبي ﷺ يوما، وهو عند بعض نسائه. وهو ينعت امرأة قال: إذا أقبلت أقبلت بأربع، وإذا أدْبرت أدْبرتْ بثمان.
فقال النبي ﷺ: «ألا أرى هذا يعرف ما هنا لا يدخلنّ عليكن» قالت: فحجبوه.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النافع الذي رواه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، معتمدًا في ذلك على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة:

الحديث:


عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان يدخل على أزواج رسول الله ﷺ مخنث. فكانوا يعدونه من غير أولي الإرْبة. قال: فدخل النبي ﷺ يوما، وهو عند بعض نسائه. وهو ينعت امرأة قال: إذا أقبلت أقبلت بأربع، وإذا أدْبرت أدْبرتْ بثمان. فقال النبي ﷺ: «ألا أرى هذا يعرف ما هنا لا يدخلنّ عليكن» قالت: فحجبوه.


1. شرح المفردات:


● المخنث: هو الرجل الذي في صوته أو هيئته أو سلوكه شيء من التأنيث، وقد يكون هذا خلقةً أو اختيارًا.
● من غير أولي الإربة: الإربة هي الحاجة والشهوة إلى النساء. فـ "غير أولي الإربة" يعني من لا شهوة له في النساء، كالخصي أو الكبير في السن أو من لا رغبة له فيهن.
● ينعت امرأة: يصفها ويذكر أوصافها الجسدية.
● إذا أقبلت أقبلت بأربع، وإذا أدبرت أدبرت بثمان: هذا من كلام المخنث، وهو يشير إلى جمال المرأة وهيئتها عند المشي. قيل في تفسيره: "أقبلت بأربع" أي تظهر للرائي أربع تقاطيع من جمالها (كالعينين والخدين وغيرها)، و"أدبرت بثمان" أي عندما تدبر وتولي ظهرها تظهر له ثماني تقاطيع من جمالها (كالعنق والكتفين والخصر وغيرها)، وهذا وصف دقيق يدل على معرفته بجمال النساء وتفاصيله.
● ألا أرى هذا يعرف ما هنا: أي ألا أنتبه إلى أن هذا الشخص يعرف ويصف أدق تفاصيل جمال النساء، مما يدل على أنه ليس بمنزلة من لا شهوة له.
● فحجبوه: منعوه من الدخول عليهن، وأقاموا الحجاب بينه وبينهن.


2. شرح الحديث:


كان هناك رجل مخنث (له صفات تأنيث) يدخل على أزواج النبي ﷺ، وكان الصحابة يظنون أنه من "غير أولي الإربة" أي لا شهوة له في النساء، فلم يروا بأسًا بدخوله عليهن لعدم الخوف من الفتنة.
وفي يوم من الأيام، دخل النبي ﷺ على إحدى زوجاته، فوجد هذا المخنث يصف امرأةً وصفًا دقيقًا يدل على معرفته بجمالها وتفاصيله، حيث قال: "إذا أقبلت أقبلت بأربع، وإذا أدبرت أدبرت بثمان"، وهذا الكلام فيه إشارة إلى تفاصيل جسد المرأة وإبراز محاسنها.
فلما سمع النبي ﷺ هذا الكلام، استنكر ذلك وقال: «ألا أرى هذا يعرف ما هنا» أي أنه يعرف أدق تفاصيل جمال النساء، وهذا دليل على أنه ليس عديم الشهوة كما يظنون، بل عنده نظر وتأمل في النساء، مما يجعله مصدر فتنة.
فأمر النبي ﷺ بأن يمنع من الدخول على النساء، فقال: «لا يدخلنّ عليكن»، فامتثلن لأمره ومنعوه من الدخول عليهن.


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- الحكمة من تحريم الخلوة بالأجنبي والاختلاط: الحديث يدل على تحريم اختلاط الرجال بالنساء الأجنبيات، ووجوب سد الذرائع الموصلة إلى الفتنة، حتى لو كان الرجل يظن أنه لا شهوة له.
2- الحيطة في أمور الدين: النبي ﷺ لم ينتظر حتى يقع محذور، بل بمجرد ما ظهرت قرينة على أن هذا المخنث قد يكون فيه فتنة، أمر بمنعه مباشرة. وهذا من القاعدة الشرعية: "درء المفاسد مقدم على جلب المصالح".
3- الغيرة على المحارم: النبي ﷺ غيور على نسائه وأمته، فلم يرض أن يدخل عليهن من قد يفتن أو يفتن بهن.
4- عدم الثقة المطلقة في ظاهر أحوال الناس: الصحابة كانوا يظنون أن هذا المخنث لا شهوة له، لكن النبي ﷺ علم بحقيقة حاله من خلال كلامه، مما يدل على أن الحكم على الناس يجب أن يكون بحذر.
5- وجوب الاستجابة لأوامر النبي ﷺ: أمهات المؤمنين امتثلن مباشرة لأمر النبي ﷺ ومنعن المخنث من الدخول، وهذا دليل على وجوب طاعة النبي ﷺ في كل شيء.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أخرجه الإمام البخاري في صحيحه (رقم 5236) والإمام مسلم (رقم 2180)، فهو حديث صحيح متفق عليه.
- الفقهاء استدلوا بهذا الحديث على تحريم دخول الرجال على النساء الأجنبيات، وعلى وجوب الحجاب ومنع الاختلاط.
- المخنث نوعان: مخنث بالخلقة (لا إثم عليه لكن يُمنع من الدخول على النساء احتياطًا)، ومخنث بالتصنع (وهذا آثم ويجب منعه وزجره).
- الحديث يدل على عظمة شريعة الإسلام في حفظ الأعراض وصيانة المجتمع من الفواحش.

أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، وأن يرزقنا العمل بسنة نبيه ﷺ، وأن يحفظنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في السلام (٢١٨١) عن عبد الله بن حميد، أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة فذكرته.
وقد جاء اسمه في بعض الآثار: أنجسة وهو العبد الأسود الذي كان يحدو بالنساء.
والتخنث أمر خَلْقي، بخلاف التشبه كما يأتي. وفي الحديث من الفقه: أن المخنث يُمنع من
الدخول على النساء، ومنعهن من الظهور عليه، وبيان أن له حكم الرجال الفحول الراغبين في النساء. شرح مسلم للنووي.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 243 من أصل 360 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كان يدخل على أزواج النبي مخنث فحجبهن عنه

  • 📜 حديث: كان يدخل على أزواج النبي مخنث فحجبهن عنه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: كان يدخل على أزواج النبي مخنث فحجبهن عنه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: كان يدخل على أزواج النبي مخنث فحجبهن عنه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: كان يدخل على أزواج النبي مخنث فحجبهن عنه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب