حديث: لا يدخلن رجل على مغيبة إلا ومعه رجل أو اثنان

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب تحريم الخلوة بالأجنبية

عن عبد الله بن عمرو بن العاص، أن نفرًا من بني هاشم دخلوا على أسماء بنت عميس، فدخل أبو بكر الصديق - وهي تحته - فرآهم فكره ذلك، فذكر ذلك لرسول الله، ﷺ وقال: لم أر إلا خيرًا، فقال رسول الله ﷺ: «إن الله قد برأها من ذلك». ثم قام رسول الله ﷺ على المنبر فقال: «لا يدخلن رجل بعد يومي هذا على مغيبة إلا ومعه رجل أو اثنان».

صحيح: رواه مسلم في السلام (٢١٧٣) من طريق عبد الله بن وهب، عن عمرو بن الحارث، أن بكر بن سوادة حدثه، أن عبد الرحمن بن جُبير حدثه، أن عبد الله بن عمرو بن العاص حدثه، فذكره.

عن عبد الله بن عمرو بن العاص، أن نفرًا من بني هاشم دخلوا على أسماء بنت عميس، فدخل أبو بكر الصديق - وهي تحته - فرآهم فكره ذلك، فذكر ذلك لرسول الله، ﷺ وقال: لم أر إلا خيرًا، فقال رسول الله ﷺ: «إن الله قد برأها من ذلك». ثم قام رسول الله ﷺ على المنبر فقال: «لا يدخلن رجل بعد يومي هذا على مغيبة إلا ومعه رجل أو اثنان».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث الذي رواه عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما:

نص الحديث:


عن عبد الله بن عمرو بن العاص، أن نفرًا من بني هاشم دخلوا على أسماء بنت عميس، فدخل أبو بكر الصديق - وهي تحته - فرآهم فكره ذلك، فذكر ذلك لرسول الله، ﷺ وقال: لم أر إلا خيرًا، فقال رسول الله ﷺ: «إن الله قد برأها من ذلك». ثم قام رسول الله ﷺ على المنبر فقال: «لا يدخلن رجل بعد يومي هذا على مغيبة إلا ومعه رجل أو اثنان».

شرح المفردات:


● نفرًا: جماعة من الرجال.
● بني هاشم: قبيلة النبي صلى الله عليه وسلم، وهم من أشراف قريش.
● أسماء بنت عميس: صحابية جليلة، كانت زوجة لجعفر بن أبي طالب، ثم تزوجت بعد استشهاده بأبي بكر الصديق رضي الله عنهما.
● وهي تحته: أي أنها زوجته.
● فكره ذلك: استنكر ذلك وأنكره.
● مغيبة: المرأة التي لا يكون معها محرم، أو تكون في خلوة.
● برأها: طهرها ونزهها من التهمة.

شرح الحديث:


1- الواقعة: دخل جماعة من بني هاشم (أقارب النبي صلى الله عليه وسلم) على أسماء بنت عميس رضي الله عنها، وكانت زوجة لأبي بكر الصديق رضي الله عنه في ذلك الوقت. فدخل أبو بكر فرأهم عندها، فاستنكر ذلك وكرهه، لأنه خلوة رجال بامرأة دون محرم.
2- رد فعل أبي بكر: لم يشكك أبو بكر في أخلاق أسماء أو نيتها، بل قال: "لم أر إلا خيرًا"، أي أنه لم يلحظ شيئًا غير لائق، لكنه كره الخلوة بحد ذاتها لأنها قد تثير الشبهات.
3- حكم النبي صلى الله عليه وسلم: طمأن النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر بأن الله قد برأ أسماء من أي تهمة أو سوء، لأنها امرأة صالحة والنفوس طاهرة، لكنه أقر أبا بكر في كراهية الخلوة نفسها.
4- التشريع العام: ثم قام النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر - مما يدل على أهمية الأمر - وعلن تشريعًا عامًا يمنع الخلوة بين الرجل والمرأة الأجنبية (التي ليست محرمًا له)، وأمر أن لا يدخل رجل على امرأة إلا ومعه رجل أو اثنان؛ لقطع ذريعة الشبهة وسد باب الفتنة.

الدروس المستفادة:


1- تحريم الخلوة بين الرجل والمرأة الأجنبية: هذا الحديث أصل في تحريم خلوة الرجل بالمرأة التي ليست محرمًا له، سدًا لذريعة الفتنة والشر.
2- الحكمة من المنع: حتى لو كانت النوايا طيبة والأخلاق عالية، كما في حالة أسماء وبني هاشم، فإن الشريعة تمنع الخلوة؛ لأنها قد تفتح بابًا للشيطان أو لتهمة الناس.
3- الحرص على السمعة والعرض: الإسلام يحرص على طهارة المجتمع وسلامة الأعراض، فيمنع كل ما قد يثير الشكوك أو التهم.
4- رفع الشبهات: ينبغي للمسلم أن يبتعد عن المواقف التي قد تثير الشبهات، حتى لو كان يعلم براءة نفسه.
5- حكمة النبي صلى الله عليه وسلم: حيث طمأن أبا بكر وأسماء معًا، ثم شرع تشريعًا عامًا يحمي المجتمع كله.
6- القدوة في أبي بكر: موقف أبي بكر رضي الله عنه يدل على غيرته الشرعية وحسن ظنه بأهله، حيث لم يسيء الظن، لكنه كره الخلوة لذاتها.

معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه، وهو من الأحاديث التي تستند إليها قواعد سد الذرائع في الفقه الإسلامي.
- الخلوة المحرمة هي التي يكون فيها رجل وامرأة أجنبية في مكان مغلق لا يراهما فيه أحد، وأما وجود ثالث معهما فإنه يرفع الحرج.
- الفقهاء يستدلون بهذا الحديث على وجوب وجود محرم أو مرافق عند سفر المرأة، أو في علاجها عند طبيب، وغير ذلك من المواقف.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في السلام (٢١٧٣) من طريق عبد الله بن وهب، عن عمرو بن الحارث، أن بكر بن سوادة حدثه، أن عبد الرحمن بن جُبير حدثه، أن عبد الله بن عمرو بن العاص حدثه، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 238 من أصل 360 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا يدخلن رجل على مغيبة إلا ومعه رجل أو اثنان

  • 📜 حديث: لا يدخلن رجل على مغيبة إلا ومعه رجل أو اثنان

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا يدخلن رجل على مغيبة إلا ومعه رجل أو اثنان

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا يدخلن رجل على مغيبة إلا ومعه رجل أو اثنان

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا يدخلن رجل على مغيبة إلا ومعه رجل أو اثنان

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب