حديث: أتاني جبريل فقال إن ربك يأمرك أن تأتي أهل البقيع فتستغفر لهم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في غيرة الضرائر ومنافستهن

عن عائشة قالت: ألا أحدثكم عني وعن رسول اللَّه ﷺ قلنا بلى قال: قالت لما كانت ليلتي التي كان النبي ﷺ فيها عندي انقلب فوضع رداءه وخلع نعليه فوضعهما عند رجليه وبسط طرف إزاره على فراشه فاضطجع فلم يلبث إلا ريثما ظن أن قد رقدت، فأخذ رداءه رويدا، وانتعل رويدا، وفتح الباب، فخرج ثم أجافه رويدا، فجعلت درعي في رأسي، واختمرت، وتقنعت إزاري، ثم انطلقت على إثره حتى جاء البقيع فقال: فأطال القيام ثم رفع يديه ثلاث مرات ثم انحرف فانحرفت، فأسرع فأسرعت، فهرول فهرولت، فأحضر فأحضرت فسبقته، فدخلت فليس إلا أن اضطجعت، فدخل فقال: «مالكِ؟ يا عائشُ، حشيا رابية» قالت: قلت لا شيء قال: «لتخبريني أو ليخبرني اللطيف الخبير» قالت: قلت: يا رسول اللَّه، بأبي أنت وأمي فأخبرته قال: «فأنت السواد الذي رأيت أمامي؟» قلت: نعم فلهدني في صدري لهدة أوجعتني ثم قال: «أظننت أن يحيف اللَّه عليك ورسوله؟» قالت: مهما يكتم الناس يعلمه اللَّه نعم. قال: «فإن جبريل أتاني حين رأيت فناداني فأخفاه منك فأجبته فأخفيته منك ولم يكن يدخل عليك وقد وضعت ثيابك وظننت أن قد رقدت فكرهت أن أوقظك وخشيت أن تستوحشي فقال: إن ربك يأمرك أن تأتي أهل البقيع فتستغفر لهم» قالت: قلت: كيف أقول لهم يا رسول اللَّه؟ قال: «قولي السلام على أهل الديار من
المؤمنين والمسلمين ويرحم اللَّه المستقدمين منا والمستأخرين وإنا إن شاء اللَّه بكم اللاحقون».

صحيح: رواه مسلم في الجنائز (١٠٣: ٩٧٤) عن هارون بن سعيد الأيلي، حدثنا عبد اللَّه بن وهب، أخبرنا ابن جريج، عن عبد اللَّه بن كثير بن المطلب، أنه سمع محمد بن قيس يقول: سمعت عائشة فقالت: فذكرته.

عن عائشة قالت: ألا أحدثكم عني وعن رسول اللَّه ﷺ قلنا بلى قال: قالت لما كانت ليلتي التي كان النبي ﷺ فيها عندي انقلب فوضع رداءه وخلع نعليه فوضعهما عند رجليه وبسط طرف إزاره على فراشه فاضطجع فلم يلبث إلا ريثما ظن أن قد رقدت، فأخذ رداءه رويدا، وانتعل رويدا، وفتح الباب، فخرج ثم أجافه رويدا، فجعلت درعي في رأسي، واختمرت، وتقنعت إزاري، ثم انطلقت على إثره حتى جاء البقيع فقال: فأطال القيام ثم رفع يديه ثلاث مرات ثم انحرف فانحرفت، فأسرع فأسرعت، فهرول فهرولت، فأحضر فأحضرت فسبقته، فدخلت فليس إلا أن اضطجعت، فدخل فقال: «مالكِ؟ يا عائشُ، حشيا رابية» قالت: قلت لا شيء قال: «لتخبريني أو ليخبرني اللطيف الخبير» قالت: قلت: يا رسول اللَّه، بأبي أنت وأمي فأخبرته قال: «فأنت السواد الذي رأيت أمامي؟» قلت: نعم فلهدني في صدري لهدة أوجعتني ثم قال: «أظننت أن يحيف اللَّه عليك ورسوله؟» قالت: مهما يكتم الناس يعلمه اللَّه نعم. قال: «فإن جبريل أتاني حين رأيت فناداني فأخفاه منك فأجبته فأخفيته منك ولم يكن يدخل عليك وقد وضعت ثيابك وظننت أن قد رقدت فكرهت أن أوقظك وخشيت أن تستوحشي فقال: إن ربك يأمرك أن تأتي أهل البقيع فتستغفر لهم» قالت: قلت: كيف أقول لهم يا رسول اللَّه؟ قال: «قولي السلام على أهل الديار من
المؤمنين والمسلمين ويرحم اللَّه المستقدمين منا والمستأخرين وإنا إن شاء اللَّه بكم اللاحقون».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف الذي رواه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، معتمدًا على كبار شروح الحديث المعتمدة لدى أهل السنة والجماعة:

الحديث:


عن عائشة قالت: ألا أحدثكم عني وعن رسول اللَّه ﷺ؟ قلنا: بلى. قال: قالت: لما كانت ليلتي التي كان النبي ﷺ فيها عندي، انقلب فوضع رداءه وخلع نعليه فوضعهما عند رجليه، وبسط طرف إزاره على فراشه فاضطجع، فلم يلبث إلا ريثما ظن أن قد رقدت، فأخذ رداءه رويدًا، وانتعل رويدًا، وفتح الباب، فخرج ثم أجافه رويدًا، فجعلت درعي في رأسي، واختمرت، وتقنعت إزاري، ثم انطلقت على إثره حتى جاء البقيع، فقال: فأطال القيام ثم رفع يديه ثلاث مرات ثم انحرف فانحرفت، فأسرع فأسرعت، فهرول فهرولت، فأحضر فأحضرت فسبقته، فدخلت فليس إلا أن اضطجعت، فدخل فقال: «مالكِ؟ يا عائشُ، حشيا رابية» قالت: قلت: لا شيء. قال: «لتخبريني أو ليخبرني اللطيف الخبير» قالت: قلت: يا رسول اللَّه، بأبي أنت وأمي، فأخبرته. قال: «فأنت السواد الذي رأيت أمامي؟» قلت: نعم. فلهدني في صدري لهدة أوجعتني ثم قال: «أظننت أن يحيف اللَّه عليك ورسوله؟» قالت: مهما يكتم الناس يعلمه اللَّه نعم. قال: «فإن جبريل أتاني حين رأيت فناداني فأخفاه منك فأجبته فأخفيته منك، ولم يكن يدخل عليك وقد وضعت ثيابك وظننت أن قد رقدت فكرهت أن أوقظك وخشيت أن تستوحشي، فقال: إن ربك يأمرك أن تأتي أهل البقيع فتستغفر لهم» قالت: قلت: كيف أقول لهم يا رسول اللَّه؟ قال: «قولي: السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، ويرحم اللَّه المستقدمين منا والمستأخرين، وإنا إن شاء اللَّه بكم اللاحقون».

شرح المفردات:


● انقلب: أي انصرف وذهب إلى بيته.
● رداءه: ثوبه الخارجي.
● أجافه: أغلقه برفق.
● درعي: قميصي أو ثوبي الداخلي.
● اختمرت: غطيت رأسي.
● تقنعت: تغطيت بثوبي.
● البقيع: مقبرة أهل المدينة.
● لهدني: ضربني برفق.
● حشيا رابية: كلمة تقال للاستفهام عن السبب، ومعناها: ما لكِ؟ لماذا تتنفسين بشدة؟
● يحيف: يظلم أو يجور.
● يستوحشي: تخاف أو تنفر.

شرح الحديث:


في هذا الحديث تحكي لنا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قصة ليلة من الليالي التي كان النبي ﷺ فيها في بيتها. فقد اضطجع النبي ﷺ معها، وانتظر حتى ظن أنها قد نامت، ثم قام بخفة وأخذ يرتدي ثوبه وينتعل ويخرج من الباب بهدوء حتى لا يوقظها. لكن عائشة رضي الله عنها لم تكن نائمة، فلما خرج خلفته وهي متغطية بثيابها حتى وصل إلى مقبرة البقيع.
وهناك وقف النبي ﷺ يدعو لأهل القبور ويستغفر لهم، ورفع يديه ثلاث مرات، ثم انصرف. فلما عاد إلى البيت أسرع في المشي، فأسرعت هي خلفه، حتى سبقته ودخلت البيت قبل أن يصل، واضطجعت كما كانت. فلما دخل عليها وجدها تتَنَفَّس بشدة من شدة الجري، فسألها: ما لكِ؟ فلما لم تخبره مباشرة، قال لها: إما أن تخبريني أو يخبرني الله تعالى الذي يعلم كل شيء. فأخبرته بأنها خرجت وراءه. فقال لها: أأنتِ الظل الذي رأيته أمامي؟ فقالت: نعم. فضربها في صدرها برفق ثم قال: أظننت أن الله ورسوله يظلمانك؟ (أي في توزيع الأوقات بين الزوجات)، فأجابت بأن الله يعلم كل شيء حتى ما يكتمه الناس.
ثم أخبرها النبي ﷺ بأن جبريل عليه السلام جاءه وناداه فأجابه، ولكنه أخفى أمره عنها لأنها كانت قد وضعت ثيابها وظن أنها نائمة، فكره أن يوقظها أو يفزعها. وأخبرها أن الله أمره أن يزور أهل البقيع ويدعو لهم ويستغفر لهم. وسألته عائشة: كيف أقول لهم؟ فأعلمها بالدعاء الذي تقوله عند زيارة القبور.

الدروس المستفادة:


1- الرفق بالزوجة: حرص النبي ﷺ على عدم إزعاج عائشة رضي الله عنها عند خروجه ليلًا.
2- استغفار الأموات والدعاء لهم: زيارة القبور والدعاء لأهلها من السنة النبوية.
3- التخفي في العبادة: كان النبي ﷺ يخرج ليلًا للعبادة في خفية، مما يدل على استحباب إخفاء بعض الطاعات.
4- الصدق والصراحة: أهمية الصراحة بين الزوجين وعدم إخفاء الأسرار.
5- التأدب مع النبي ﷺ: حرص عائشة رضي الله عنها على متابعته كان بدافع محبته وحرصها عليه، ومع ذلك وبخها برفق لتفعل ذلك.
6- الإيمان بقدرة الله وعلمه: قول عائشة: "مهما يكتم الناس
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الجنائز (١٠٣: ٩٧٤) عن هارون بن سعيد الأيلي، حدثنا عبد اللَّه بن وهب، أخبرنا ابن جريج، عن عبد اللَّه بن كثير بن المطلب، أنه سمع محمد بن قيس يقول: سمعت عائشة فقالت: فذكرته.
قوله: «حشيا» بالشين - أي مرتفع النفس كما يحصل للمسرع في المشي.
وقوله: «رابية» مرتفعة البطن.
وقوله: «يحيف اللَّه عليك ورسوله» من الحف بمعنى الجور، أي أن يدخل الرسول في نوبتك على غيرك، وهذا أمر لا يمكن أن يحصل من النبي ﷺ الذي هو أسوة لجميع المؤمنين، وفيه دلالة على أن القسم عليه واجب، إذ لا يكون تركه جورًا إلا إذا كان واجبًا.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 213 من أصل 360 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أتاني جبريل فقال إن ربك يأمرك أن تأتي أهل البقيع فتستغفر لهم

  • 📜 حديث: أتاني جبريل فقال إن ربك يأمرك أن تأتي أهل البقيع فتستغفر لهم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أتاني جبريل فقال إن ربك يأمرك أن تأتي أهل البقيع فتستغفر لهم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أتاني جبريل فقال إن ربك يأمرك أن تأتي أهل البقيع فتستغفر لهم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أتاني جبريل فقال إن ربك يأمرك أن تأتي أهل البقيع فتستغفر لهم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب