حديث: لعن رسول الله ﷺ الرجل يلبس لبسة المرأة والمرأة تلبس لبسة الرجل

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب النهي عن التشبه بالنساء والعكس

عن أبي هريرة قال: لعن رسول الله ﷺ الرجل يلبس لبسة المرأة، والمرأة تلبس لبسة الرجل.

صحيح: رواه أبو داود (٤٠٩٨) وابن ماجه (١٩٠٣) وأحمد (٨٣٠٩) وصحّحه ابن حبان (٥٧٥١) والحاكم (٤/ ١٩٤) كلهم من طريق سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة فذكره.

عن أبي هريرة قال: لعن رسول الله ﷺ الرجل يلبس لبسة المرأة، والمرأة تلبس لبسة الرجل.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه ﷺ والعمل بها.
الحديث الشريف:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "لعن رسول الله ﷺ الرجل يلبس لبسة المرأة، والمرأة تلبس لبسة الرجل".
(رواه أبو داود في سننه، وصححه الألباني)


الشرح المفصل:



# 1. شرح المفردات:


* لَعَنَ: اللعن في أصل اللغة هو الطرد والإبعاد من رحمة الله. وقول النبي ﷺ "لعن" هو بيان لخطورة هذا الفعل وعظم إثمه، وهو تحذير شديد للمسلم من الوقوع فيه.
* يَلْبَسُ: أي يتخذ ويرتدي.
* لِبْسَةَ: اللبسة هي الهيئة والصفة والشكل العام للملبس، وليست仅限于 قطعة بعينها. فهي تشمل كل ما يتميز به لباس الرجال عن النساء والعكس، من حيث الشكل، والقصّة، واللون، والزينة، وحتى طريقة الارتداء.

# 2. شرح الحديث:


يدور معنى الحديث على تحريم التشبّه بين الجنسين في اللباس والهيئة. فالله تعالى خلق الرجل والمرأة وخص كلاً منهما بخصائص تميزه عن الآخر، وجعل لكل منهما هيئة ولباساً يناسبه ويحفظ مروءته وكيانه.
* مقصود الحديث: النهي عن كل ما يؤدي إلى الخلط بين هيئة الرجل وهيئة المرأة، وإذابة الفوارق الطبيعية بينهما. وهذا يشمل:
* أن يلبس الرجل ما هو من خصائص النساء، كالثياب المزخرفة برقة، أو الضيقة التي تظهر مفاتنه، أو التي فيها تشبه بلباس الكفار (إذا كان خاصاً بالنساء)، أو أن يتعطر بالعطور ذات الروائح النسائية.
* أن تلبس المرأة ما هو من خصائص الرجال، كأن تلبس البنطال الواسع (إذا كان من علامات الرجال في ذلك المجتمع)، أو القمصان الرجالية، أو الأحذية الخاصة بالرجال، أو تقص شعرها قصاً رجولياً، أو تتكلم بكلام فيه غلظة وخشونة متعمدة تشبه كلام الرجال.
* الحكمة من التحريم:
1- حماية الفطرة: فالتشبه يخلط الأجناس ويهدم الفوارق الطبيعية التي أرادها الله، مما قد يؤدي إلى مفاسد خلقية واجتماعية كبيرة.
2- سد ذريعة الفاحشة: التشبه في اللباس قد يكون مقدمة للتشبه في الأخلاق والسلوك، وقد يكون ذريعة للوقوع في الفواحش أو إثارة الشهوات.
3- محاربة السلوكيات الدخيلة: كان هذا الفعل معروفاً عند بعض الأمم السابقة التي سلكت مسالك الانحلال، فجاء الإسلام لمحاربته والحفاظ على طهارة المجتمع.
4- الوقاية من غضب الله: اللعن وعيد شديد، وهو يدل على أن هذا الفعل من الكبائر التي تستوجب بعدم رضوان الله تعالى.

# 3. الدروس المستفادة والعبر:


* وجوب التمييز بين الرجل والمرأة: على المسلم والمسلمة أن يحافظا على الهوية الخاصة بكل منهما، وأن يظهرا نعمة الله في اختلاف وتكامل الجنسين.
* تحريم التشبه بغير المسلمين: خاصة في عاداتهم التي تخالف شريعتنا، ومنها مسألة الخلط بين أزياء الجنسين التي انتشرت في المجتمعات المعاصرة.
* أن اللباس ليس أمراً هيّناً: بل هو من الدين وهو من الأمور التي يُحاسَب عليها العبد، فهو يعبر عن هوية الشخص ومدى تمسكه بدينه.
* التحذير من اتباع الأهواء والموضات: التي قد تأتي من هنا وهناك دون نظر إلى حكم الشرع فيها، فيجب على المسلم أن يكون وقافاً عند حدود الله.

# 4. معلومات إضافية مهمة:


* ضابط اللباس المحرم: المعيار في تحديد ما هو لباس رجالي أو نسائي هو العرف والعادة السائدة في المجتمع، ما دامت لا تخالف نصاً شرعياً ثابتاً. فما عُرف في مجتمع أنه للرجال فقط، حُرّم على النساء، والعكس صحيح. وقد يتغير هذا العرف من زمان إلى زمان ومن مكان إلى مكان.
* هل يشمل الحديث الملابس العملية؟ إذا اضطرت المرأة لارتداء لباسٍ لأجل العمل (كطبيبة أو رائدة فضاء أو غير ذلك) وكانت هناك ضرورة حقيقية، فيجب أن يكون ذلك في أضيق الحدود وبشروط أن لا يكون فيه تشبه بالرجال في الزينة والهيئة، وأن تراعي الحشمة والستر.
* الفرق بين التشبه والاشتراك في أصل اللباس: هناك ألبسة قد تكون مشتركة بين الرجال والنساء في أصلها (كالإزار والرداء)، ولكن يتميز كل جنس بكيفية لبسه أو لونه أو زينته. فالممنوع هو أن تتشبه المرأة بالرجل في هيئته الخاصة، والرجل بالمرأة في هيئتها الخاصة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٤٠٩٨) وابن ماجه (١٩٠٣) وأحمد (٨٣٠٩) وصحّحه ابن حبان (٥٧٥١) والحاكم (٤/ ١٩٤) كلهم من طريق سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة فذكره.
قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم.
وأما ما رُوي عن أبي هريرة قال: «لعن رسول الله ﷺ مخنث الرجال الذين يتشبهون بالنساء، والمترجلات من النساء، المتشبهات بالرجال».
وزاد في رواية: «أنه لعن المتبتلين والمتبتلات، والبائت وحد».
رواه الإمام أحمد (٧٨٥٥) عن أيوب بن النجار أبي إسماعيل اليمامي، عن طيب بن محمد، عن عطاء بن أبي رباح، عن أبي هريرة فذكره.
والرواية الثانية عند البخاري في التاريخ الكبير (٤/ ٣٦٢).
وإسناده ضعيف من أجل طيب بن محمد فإنه «مجهول» فإنه لم يرو عنه غير أيوب بن النجار، ولم يوثقه أحد إلا ابن حبان، وهو معروف بالتساهل.
قال البخاري: «لا يصح».
وذكره العقيلي في الضعفاء الكبير (٢/ ٢٣٢) وقال: «يخالف في حديثه».
وقوله: «والبائت وحده» لم يتابع عليه، وهو من منكراته.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 245 من أصل 360 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لعن رسول الله ﷺ الرجل يلبس لبسة المرأة والمرأة تلبس لبسة الرجل

  • 📜 حديث: لعن رسول الله ﷺ الرجل يلبس لبسة المرأة والمرأة تلبس لبسة الرجل

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لعن رسول الله ﷺ الرجل يلبس لبسة المرأة والمرأة تلبس لبسة الرجل

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لعن رسول الله ﷺ الرجل يلبس لبسة المرأة والمرأة تلبس لبسة الرجل

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لعن رسول الله ﷺ الرجل يلبس لبسة المرأة والمرأة تلبس لبسة الرجل

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب