حديث: ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فينمي خيرا أو يقول خيرا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الترخيص في الكذب من أجل الإصلاح

عن أم كلثوم بنت عقبة أنها سمعت رسول الله ﷺ يقول: «ليس الكذاب الذي يُصلح بين الناس، فينْمي خيرًا أو يقول خيرًا».

متفق عليه: رواه البخاري في الصلح (٢٦٩٢)، ومسلم في البر والصلة والآداب (٢٦٠٥) كلاهما من طريق صالح، عن ابن شهاب، أن حميد بن عبد الرحمن أخبره، أن أمه أمّ كلثوم بنت عقبة أخبرته، فذكرته، والسياق للبخاري، ولم يسق مسلم متنه، وإنما أحال فيه على حديث يونس عن ابن شهاب وقال مثله.

عن أم كلثوم بنت عقبة أنها سمعت رسول الله ﷺ يقول: «ليس الكذاب الذي يُصلح بين الناس، فينْمي خيرًا أو يقول خيرًا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث شريف رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أم كلثوم بنت عقبة رضي الله عنها، وهو من الأحاديث التي تبين سماحة الإسلام ومراعاته للمصالح العامة. وإليك الشرح الوافي له:

1. شرح المفردات:


● الكذاب: هو من يخبر بالكذب عمدًا.
● يُصلح بين الناس: أي يسعى للإصلاح بين المتنازعين أو المتخاصمين.
● يَنْمي خيرًا: أي ينقل كلامًا طيبًا أو يزيد فيه بقصد الإصلاح، من "النماء" وهو الزيادة.
● يقول خيرًا: أي يتكلم بكلام حسن يحقق المصالحة.

2. شرح الحديث:


يخبر النبي ﷺ في هذا الحديث أن الشخص الذي يكذب بقصد الإصلاح بين الناس، كأن ينقل كلامًا طيبًا من أحد الطرفين إلى الآخر (حتى لو زاد فيه أو اخترعه) أو يقول كلامًا حسنًا يُرضي الطرفين ويقرب بينهما، لا يُعتبر كذابًا بالمعنى المذموم شرعًا، ولا يُوصف بالكذب الإثم الذي يترتب عليه العقاب.
وهذا من رحمة الإسلام ومراعاته للمصالح العامة، حيث جعل الإصلاح بين الناس من الأعمال الجليلة التي قد تُباح فيها بعض الأمور التي تُمنع في غيرها، شريطة أن يكون القصد هو الخير ودرء المفاسد.

3. الدروس المستفادة منه:


● جواز الكذب للإصلاح بين الناس: وهذا من الرخصة الشرعية التي تندرج تحت قاعدة "درء المفاسد مقدّم على جلب المصالح"، فالكذب هنا مباح بل قد يكون مستحبًا أو واجبًا إذا ترتب عليه مصلحة راجحة.
● الحكمة في التعامل مع النزاعات: ينبغي للمسلم أن يكون حكيمًا في تعامله مع الخصومات، فيستخدم الكلمات الطيبة والمواقف المناسبة لتقريب القلوب.
● مراعاة النية في الأعمال: فالعبرة بالنيّة، فمن قصد الإصلاح ولم يقصد الكذب للإضرار أو الخداع، فإنه لا يأثم بل يؤجر.
● تفضيل المصالح العامة: الشرع يقدّم المصلحة العامة على بعض المحظورات في حالات الضرورة أو الحاجة الماسة.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث من الأحاديث التي استثنت الكذب في ثلاث حالات (كما في رواية أخرى: "في الحرب، والإصلاح بين الناس، وحديث الرجل امرأته")، مما يدل على مرونة الشريعة وتكيفها مع واقع الناس.
- يجب التنبه إلى أن الكذب للإصلاح مقيد بأن لا يؤدي إلى ضرر أكبر، أو أن يكون الكذب وسيلة لا تحقق الإصلاح الحقيقي.
- الإصلاح بين الناس من الأعمال العظيمة التي حث عليها الإسلام، قال تعالى: {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ} [النساء: 114].
نسأل الله أن يجعلنا من المصلحين، وأن يوفقنا للصدق في القول والعمل، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الصلح (٢٦٩٢)، ومسلم في البر والصلة والآداب (٢٦٠٥) كلاهما من طريق صالح، عن ابن شهاب، أن حميد بن عبد الرحمن أخبره، أن أمه أمّ كلثوم بنت عقبة أخبرته، فذكرته، والسياق للبخاري، ولم يسق مسلم متنه، وإنما أحال فيه على حديث يونس عن ابن شهاب وقال مثله.
وزاد فيه: وقالت: «ولم أسمعه يرخّص في شيء مما يقول الناس إلا في ثلاث«بمثل ما جعله يونس من قول ابن شهاب.
يعني قوله: «ولم أسمع يرخّص في شيء مما يقول الناس كذب إلا في ثلاث: الحرب، والإصلاح بين الناس، وحديث الرجل امرأته وحديث المرأة زوجها».
والصواب فيه: أنه من كلام الزهري، فإنه مدرج في الحديث كما نبَّه عليه الخطيب في الفصل لوصل المدرج في النقل (١/ ٢٥٨ - ٢٧٥)، والدارقطني في العلل (١٥/ ٣٥٨).
وفي معناه ما روي عن أسماء بنت يزيد قالت: قال رسول الله ﷺ: ولا يحل الكذب إلا في ثلاث، يحدث الرجل امرأته يُرضيها، والكذب في الحرب، والكذب ليُصْلِح بين الناس».
رواه الترمذي (١٩٣٩) وأحمد (٢٧٥٧٠) كلاهما من حديث عبد الله بن عثمان بن خُثيم، عن شهر بن حوشب، عن أسماء بنت يزيد، فذكرته.
وشهر بن حوشب فيه كلام معروف، غير أنه حسن الحديث إذا لم يضطرب، وقد اضطرب في
هذا الحديث اضطرابا شديدا، فرواه مرة هكذا، وأخرى مرسلا لم يذكر فيه أسماء، كما قال الترمذي، وثالثة عن أبي هريرة، ورابعة عن النواس بن سمعان، واجتماع هذه الأمور تجعل حديثه ضعيفا، والأشبه بالصواب أن يكون مرسلا، والله تعالى أعلم.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 249 من أصل 360 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فينمي خيرا أو يقول خيرا

  • 📜 حديث: ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فينمي خيرا أو يقول خيرا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فينمي خيرا أو يقول خيرا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فينمي خيرا أو يقول خيرا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فينمي خيرا أو يقول خيرا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب