حديث: اتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمان الله
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ما جاء في النشوز
صحيح: رواه مسلم في الحج (١٢١٨) من طرق عن حاتم بن إسماعيل المدني، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف من خطبة حجة الوداع، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة:
الحديث: عن جابر رضي الله عنه، عن النبي ﷺ قال في خطبة حجة الوداع: «اتقوا الله في النساء، فإنكم أخذتموهن بأمان الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله، ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه، فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربا غير مبرح».
1. شرح المفردات:
● اتقوا الله: خافوا الله وراقبوه في جميع أحوالكم.
● أخذتموهن بأمان الله: استودعكم الله إياهن وأعطاكم إياهن أمانةً عظيمة.
● بكلمة الله: أي بعقد النكاح الشرعي المتضمن لقول الله تعالى أو باسم الله، أو يشير إلى قوله تعالى في القرآن: {فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ} [النساء: 25].
● لا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه: أي لا يدخلن أحدًا لا ترضونه على فراشكم أو بيوتكم، ويشمل ذلك المحارم أو الأجانب الذين لا يحل لهم الدخول.
● ضربا غير مبرح: ضربًا خفيفًا غير شديد، لا يسبب أذى أو كسرًا أو جرحًا.
2. شرح الحديث:
هذا الحديث جزء من الخطبة الجامعة التي وجهها النبي ﷺ في حجة الوداع، والتي تضمنت وصايا عظيمة في حقوق النساء والرجال.
● «اتقوا الله في النساء»: يبدأ النبي ﷺ بتذكير الرجال بتقوى الله في معاملة النساء، فهنَّ أمانة عندهم، ويجب رعايتهن بالمعروف والعدل.
● «فإنكم أخذتموهن بأمان الله»: أي أن عقد الزواج أمانة من الله، والمرأة وديعَة عند زوجها، يجب عليه حفظها وصيانتها وحمايتها.
● «واستحللتم فروجهن بكلمة الله»: يحل للرجل الاستمتاع بزوجته بالعقد الشرعي الصحيح، الذي هو بتيسير من الله وشرعه.
● «ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه»: من حق الزوج على زوجته أن تحفظ بيته وتصون فراشه، فلا تدخل عليه من يكرهه، سواء كان رجلاً أو امرأة، إلا بإذنه. وهذا من أعظم حقوق الزوج في الإسلام، لحماية الأعراض وصيانة البيوت.
● «فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربا غير مبرح»: إذا خالفت المرأة هذا الحق وعصت زوجها في ذلك، فللزوج أن يؤدبها تأديبًا خفيفًا غير مؤذٍ، بعد النصح والوعظ. وهذا الضرب ليس مقصودًا به الإهانة أو التعذيب، بل هو وسيلة تربوية أخيرة لردعها عن المخالفة.
3. الدروس المستفادة:
- عظم حق الزوج في حفظ بيته وفراشه، وأن على المرأة أن تحترم هذه الثقة.
- التأكيد على أن العلاقة الزوجية قائمة على الأمانة والمسؤولية، وليست مجرد شهوة أو مصلحة.
- الضرب هنا ليس وسيلة أولى، بل هو آخر العلاج بعد النصح والتذكير. وقد قيده النبي ﷺ بأن يكون "غير مبرح"، أي غير مؤذٍ أو مهين.
- ينبغي للرجل أن يتقي الله في معاملة زوجته، فلا يظلمها ولا يتعدى uponها.
- هذا الحديث يدل على حرص الإسلام على صون الأسر وحماية البيوت من الفساد والاختلاط المحرم.
4. معلومات إضافية:
- هذا الحديث رواه مسلم في صحيحه، وهو جزء من خطبة حجة الوداع التي نزلت فيها آيات من سورة المائدة.
- العلماء مثل النووي وابن حجر وغيرهم شددوا على أن الضرب ليس مقصودًا لذاته، بل هو للتأديب عند الضرورة القصوى، وشروطه أن يكون غير مبرح ولا في الوجه، وأن لا يكون أمام الناس.
- كثير من الفقهاء قالوا: إنه يجوز للرجل أن يعاقب زوجته بالهجر أو الكلام الحسن أولاً، فإن لم تفد هذه الوسائل جاز الضرب الخفيف.
- المقصود بـ "أمان الله" و"كلمة الله" هو عقد النكاح الشرعي، الذي جعله الله تعالى سببًا للحل بين الزوجين.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
وفي معناه حديث عمرو بن الأحوص قال: حدثني أبي أنه شهد حجة الوداع مع رسول الله صلى الله عليه
فذكر خطبة حجة الوداع وجاء فيه: «استوصوا بالنساء خيرا، فإنهن عندكم عوان، ليس تملكون منهن شيئا غير ذلك، إلا أن يأتين بفاحشة مبينة، فإن فعلن فاهجروهن في المضاجع، واضربوهن ضرب غير مبرح، فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا، إن لكم من نسائكم حقا ولنسائكم عليكم حقا، فأما حقكم على نسائكم، فلا يوطئن فرشكم من تكرهون، ولا يأذن في بيوتكم لمن تكرهون، ألا وحقهن عليكم أن تحسنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن.
رواه أبو داود (٣٣٣٤) والترمذي (١١٦٣) وابن ماجه (١٨٥١) وفي إسناده كلام. انظر كتاب الحج.
وفي سنن البيهقي (٧/ ٣٠٣) عن ابن عباس في هذه الآية: قال: تلك المرأة تنشزه، وتستخف بحق زوجها، ولا تطيع أمره، فأمر الله عز وجل أن يعظها، ويذكرها بالله، وتعظم حقه عليها، فإن قبلت وإلا هجرها في المضجع، ولا يكلمها من غير أن يذر نكاحها، وذلك عليها شديد، فإن راجعت وإلا ضربها ضربا غير مبرح، ولا يكسر لها عظما، ولا يجرح لها جرحًا.
قال تعالى: ﴿فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا﴾ [النساء: ٣٤].
يقول: «إذا أطاعتك فلا تتجن عليها العلل». انتهى.
وأخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره (٦/ ٧١١) مختصرا وزاد في آخره: «فإن قبلت، وإلا فقد حل لك منها الفدية».
ولا يصح ما رواه أبو داود (٢١٤٤) عن موسى بن إسماعيل، حدثنا حماد، عن علي بن زيد، عن أبي حرة الرقاشي، عن عمه أن النبي ﷺ قال: «فإن خفتم نشوزهن فاهجروهن في المضاجع» قال حماد: يعني النكاح.
فإن علي بن زيد وهو ابن جدعان ضعيف، وقد رواه الإمام أحمد (٢٠٦٩٥) من حديث حماد بن سلمة عن علي بن زيد مطولا في خطبة أوسط أيام التشريق وجاء فيه: .... «فاتقوا الله في النساء، فإنهن عندكم عوان لا يملكن لأنفسهن شيئا، فإن لهن عليكم، ولكم عليهن حقا أن لا يوطئن فرشكم أحدا غيركم، ولا يأذنّ في بيوتكم لأحد تكرهونه، فإن خفتم نشوزهن فعظوهن، وهجروهن في المضاجع، واضربوهن ضربًا غير مبرح» ....
والضرب غير المبرح: هو الضرب الخفيف غير مؤثر.
وأما ما روي عن الأعشى عبد الله بن الأعور في قصة نشوز زوجته فهو ضعيف مضطرب الإسناد.
رواه عبد الله بن أحمد في مسند أبيه (٦٨٨٦) قال: حدثني العباس بن عبد العظيم العنبري، حدثنا أبو سلمة عبيد بن عبد الرحمن الحنفي، حدثني الجنيد بن أمين بن ذروة، عن أبيه ذروة بن نضلة، عن أبيه نضلة بن طريف: أن رجلا منهم، يقال له: الأعشى، واسمه: عبد الله بن الأعور، كان عنده امرأة يقال لها: معاذة، خرج في رجب يَمِير أهله من هجر، فهربت امرأته بعده، ناشزا عليه، فعاذت برجل منهم، يقال له: مُطرِّف بن بُهْصل بن كعب بن قَمَيْشع بن دُلَف بن أهْصَم بن
عبد الله بن الحِرماز، فجعلها خلف ظهره، فلما قدم ولم يجدها في بيته، وأخبر أنها نشزت عليه، وأنها عادت بمطرِّف بن بُهْصل، فأتاه، فقال: يا ابن عم، أعندك امرأتي معاذة؟ فادفعها إلي، قال: ليست عندي، ولو كانت عندي لم أدفعها إليك، قال: وكان مطرّف أعز منه، فخرج حتى أتى النبي ﷺ فعاذ به وأنشأ يقول:
يا سيدَ الناس وديَّان العرب ... إليك أشكو ذِربةً من الذِّربْ
كالذئبة الغَبْشاء في ظل السربْ ... خرجتُ أبغيها الطعام في رجبْ
فخلفتني بنزاع وهربْ ... أخلفتِ العهدَ ولطَّت بالذنبْ
وقذفتني بن عِيْص مؤتشبْ ... وهن شر غالب لمن غلبْ
فقال النبي ﷺ عند ذلك: «وهن شر غالب لمن غلب»، فشكا إليه امرأته وما صنعت به، وأنها عند رجل منهم يقال له: مطرف بن بهصل، فكتب له النبي ﷺ: إلى مطرف، انظر امرأة هذا معاذة فادفعها إليه، فأتاه كتاب النبي ﷺ، فقريء عليه، فقال لها: يا معاذة، هذا كتاب النبي ﷺ فيك، فأنا دافعك إليه، قالت: خذ لي عليه العهد والميثاق وذمة نبيه: لا يعاقبني فيما صنعت، فأخذ لها ذاك عليه، ودفعها مطرف إليه، فأنشاء يقول:
لعمرك ما حبي معاذة بالذي ... يُغيره الواشي ولا قِدمُ العهد
ولا سوء ما جاءت به إذ أزالها ... غُواة الرجال، إذ يُناجونها بعدي
ورجاله كلهم مجهولون غير شيخ عبد الله وهو العباس بن عبد العظيم العنبري أبو الفضل البصري حافظ ثقة من رجال مسلم.
وإليه أشار الهيثمي في «المجمع» (٤/ ٣٣٠ - ٣٣١) وفيه جماعة لم أعرفهم.
وله طريق آخر عنده (٦٨٨٥) وعند أبي يعلى (٦٨٧١) والبيهقي (١٠/ ٢٤٠) وفيه أيضا مجهولون مع اضطراب في إسناده.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 229 من أصل 360 حديثاً له شرح
- 204 حب رسول الله عائشة
- 205 أزواج النبي يرسلن فاطمة يسألن العدل في ابنة أبي قحافة
- 206 دونك فانتصري
- 207 بل شربت عسلا عند زينب بنت جحش ولن أعود له
- 208 رسول الله ﷺ يسير مع حفصة ويتحدث معها بالليل
- 209 سقت النبي ﷺ منه شربة
- 210 أقد جاءك شيطانك؟
- 211 قد جاءك شيطانك أما لك شيطان
- 212 ما غرت على امرأة لرسول الله كما غرت على خديجة
- 213 أتاني جبريل فقال إن ربك يأمرك أن تأتي أهل البقيع...
- 214 لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك
- 215 اتق اللَّه وأمسك عليك زوجك
- 216 غارت أمكم
- 217 كلوا غارت أمكم
- 218 الغيرة في الريبة يحبها الله
- 219 مرض النبي ﷺ وخرج بين الرجلين تحط رجلاه في الأرض
- 220 سؤال النبي ﷺ في مرضه: أين أنا غدا؟
- 221 من السنة إقامة سبعًا للبكر وثلاثًا للثيب
- 222 للثيب ثلاثا وللبكر سبعا
- 223 أقام رسول الله عندنا ثلاثا
- 224 أقام النبي عند أم سلمة ثلاثا وقال: ليس بك على...
- 225 إذ انبعث أشقاها مثل أبي زمعة
- 226 ما ضرب رسول الله شيئا قط بيده ولا امرأة ولا...
- 227 لا تضربوا إماء الله
- 228 قولي له: إن رسول الله ﷺ قد أجارني
- 229 اتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمان الله
- 230 أين درعك الحطمية
- 231 أين درعك الحطمية؟
- 232 لا تجمع بنت رسول الله وبنت عدو الله مكانا واحدا
- 233 لا آذن إلا أن يريد ابن أبي طالب أن يطلق...
- 234 المرأة تقبل في صورة شيطان وتدبر في صورة شيطان
- 235 من أماثل أعمالكم إتيان الحلال
- 236 لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم
- 237 إياكم والدخول على النساء، الحمو الموت
- 238 لا يدخلن رجل على مغيبة إلا ومعه رجل أو اثنان
- 239 لا يبيتن رجل عند امرأة ثيب إلا ناكح أو ذا...
- 240 نزلت على فلانة وأغلقت عليك بأبها
- 241 حب الأنصار إلى رسول الله ﷺ
- 242 لا يدخلن هؤلاء عليكن
- 243 كان يدخل على أزواج النبي مخنث فحجبهن عنه
- 244 أخرج النبي المخنثين من الرجال من بيوتكم
- 245 لعن رسول الله ﷺ الرجل يلبس لبسة المرأة والمرأة تلبس...
- 246 ثلاثة لا يدخلون الجنة ولا ينظر الله إليهم
- 247 جاءت صفية تزور النبي ﷺ في اعتكافه
- 248 حديث خرافة: قصة رجل من عذرة أسرته الجن
- 249 ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فينمي خيرا أو يقول...
- 250 المرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها
- 251 صلى الله عليك وعلى زوجكِ
- 252 نكاح الجاهلية كان على أربعة أنحاء
- 253 لا تجمع بين المرأة وعمتها ولا بين المرأة وخالتها
معلومات عن حديث: اتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمان الله
📜 حديث: اتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمان الله
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: اتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمان الله
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: اتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمان الله
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: اتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمان الله
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








